No Image
منوعات

"متروبوليتان أوبرا" تسعى إلى جذب جمهور أصغر سنا ومتعدد الثقافات

23 أغسطس 2024
23 أغسطس 2024

نيويورك "أ.ف.ب": باتت دار "متروبوليتان أوبرا" النيويوركية المرموقة وذات التوجه التقليدي عادة تتجه أكثر فأكثر إلى تضمين برنامج أنشطتها المزيد من الأعمال الأمريكية المعاصرة، سعيا إلى جذب جمهور أصغر سنا ومتعدد الثقافات.

ففي برنامح موسم 2024-2025، وهو الـ139 منذ تأسيس "متروبوليتان أوبرا"، تستهل الدار التي أعيد تأهيلها أخيرا والواقعة في قلب مانهاتن أنشطتها في 23 سبتمبر بعرض أوبرالي يتمحور على طيّارة أمريكية في خضمّ الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان بين عامَي 2001 و2021.

ويحمل العمل المقتبس من نص مسرحي للأمريكي جورج برانت عنوان "غراوندد" Grounded، وأُعِدّ خصيصا للدار بطلب منها، و"أنضجته مدى عشر سنوات" الملحّنة النيويوركية جانين تيسوري الحائزة مرتين جائزة "توني" المعادلة في مجال المسرح ومسرحيات برودواي الغنائية لجوائز الأوسكار سينمائيا.

وتجسّد الميتزو سوبرانو الكندية إميلي دانجيلو الشخصية الرئيسية جيسّ، وهي طيارة تتولى قيادة مُقاتِلة من طراز "إف-16"، يُعهَد إليها بعد حمل غير متوقع التحكّم من ولاية نيفادا بطائرة مسيّرة مسلّحة من طراز "ريبر" في أفغانستان.

وتُواجه جيسَ في مهمتها الجديدة التي تتسبب فيها بالموت مِن بُعد معضلات أخلاقية ونفسية، إذ تضطر إلى التوفيق بين حياتها كأم وزوجة والحفاظ على صحتها العقلية وعلى انسجامها مع القيم التي تؤمن بها.

واعتبر المدير الموسيقي للدار قائد الأوركسترا الكندي يانيك نيزيه سيغان في بيان أن "غراوندد" عمل "يفتح نقاشا بالغ الأهمية في شأن الصحة النفسية وضغوط ما بعد الصدمة". واضاف "فننا يجب أن يعبّر عن كل التجارب الإنسانية".

ومُدِّد أخيرا حتى سنة 2030 العقد بين المايسترو الكندي البالغ 49 عاما والدار النيويوركية التي تولى المسؤولية فيها في 2018.

أما مدير "متروبوليتان أوبرا" بيتر غيلب، فنقل عنه البيان قوله إن عرض "غراوندد" في افتتاح موسم 2024-2025 يعكس التزام الدار "توسيع معايير الأوبرا لتشمل أعمالا تخاطب العالم الذي نعيش فيه".

واعتبر مدير الدار التي تستقطب النخبة الثقافية والاقتصادية في نيويورك أن أعمالا على غرار "غراوندد" هي التي "تتيح لها جذب جمهور أصغر سنّا وأكثر اتساعا".

وأملت الملحّنة جانين تيسوري (62 عاما) أيضا في "إثارة إعجاب الجمهور الذي يحب برودواي والمسرحيات الغنائية" القريبة من الدار "بحيث يقع في حب الأوبرا".

وسبق لبرنامج الموسم الفائت أن عبّر عن انفتاح على التنوع والقضايا المعاصرة في الولايات المتحدة.

وتضمّن البرنامج عروضا في سبتمبر الفائت لعمل مقتبس من كتاب "ديد مان ووكينغ" Dead Man Walking ومن الفيلم ذي العنوان نفسه الحائز جائزة الأوسكار، والذي يمثل مرافعة أخلاقية شديدة ضد عقوبة الإعدام.

وفي نوفمبر، تناول "إكس: لايف أند تايمز أوف مالكولم إكس" X: The Life and Times of Malcolm X سيرة رمز النضال من أجل الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الذي اغتيل عام 1965.

وفي الوقت نفسه، عرضت "متروبوليتان أوبرا" للمرة الأولى منذ نحو قرن عملا باللغة الإسبانية بعنوان "فلورنسيا إن إل أمازوناس" Florencia en el Amazonas، سعيا إلى تنويع جمهورها في نيويورك، وهي مدينة متعددة الثقافات، ثلث سكانها من أصل اسباني وأميركي لاتيني.

في "غراوندد"، عوّل المخرج مايكل ماير على التكنولوجيا من خلال تركيب مجموعة من شاشات الصمام الثنائي الباعث للضوء LED بهدف إغراق المشاهدين في العمل.

وسيُنقل العرض الأخير في 19 أكتوبر على الهواء مباشرة إلى دور السينما في مختلف أنحاء العالم.

وفي موسم 2025-2026 ستستمر "متروبوليتان أوبرا" في التوجه نفسه، إذ كلفت امرأة أخرى هي المؤلفة الموسيقية الأمريكية ميسي مازولي البالغة 43 عاما تأليف "لينكولن أن ذي باردو" Lincoln in the Bard انطلاقا من نص مسرحي للكندي رويس فافريك، مقتبس من رواية تحمل العنوان نفسه لجورج سوندرز.