No Image
منوعات

إثراء يواصل معرض "الجمل عبر العصور": رحلة فنية في تاريخ رمز الصحراء

10 سبتمبر 2024
54 عملًا فنيًا تجسد قصة الإبل وأهميتها الثقافية
10 سبتمبر 2024

(عمان) يواصل مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) فعاليات معرضه "الجمل عبر العصور" بالتعاون مع مؤسسة ليان الثقافية. يتميز المعرض بمزيج متناغم من اللوحات الفنية والصور الفوتوغرافية والمنحوتات، مما يخلق إطلالة عريقة تجمع بين الماضي والحاضر.

يستمر المعرض حتى الأول من نوفمبر المقبل ويضم 54 عملًا فنيًا لـ 38 فنانًا محليًا وعالميًا. تُعرض هذه الأعمال داخل متحف إثراء، حيث تشكل رحلة تاريخية برؤية فنية تحول تاريخ الإبل إلى مشهد حي يجمع بين الحداثة والأصالة.

يقدم المعرض فرصة استثنائية لاستكشاف جمالية الإبل بملامح جديدة ومبتكرة. من خلال لغة بصرية ذات روابط عميقة، يروي المعرض قصة الإبل في الجزيرة العربية، مسلطًا الضوء على قيمتها الثقافية وتأثيرها على الهوية السعودية. كما يتناول المعرض التقدم الحضاري والأهمية الاقتصادية للإبل، مستكشفًا العديد من المحطات التي تربط بين هذا الحيوان الأصيل والتراث العربي.

وفي هذا السياق، صرحت نورة الزامل، مديرة البرامج في إثراء، قائلة: "يرتبط معرض 'الجمل عبر العصور' ارتباطًا وثيقًا بعالم الفن التشكيلي، الذي يمتلك قدرة هائلة على استنطاق العديد من الرموز الثقافية النابضة. من خلال المنحوتات واللوحات الفنية، يستطيع المعرض محاكاة مراحل تاريخية متعددة تمتد حتى يومنا هذا. انطلاقًا من حرصنا في 'إثراء' على دعم القطاع الثقافي وإحداث حراك يقود إلى حركة فنية مثرية وواعدة، قمنا بإطلاق هذا المعرض الذي يركز على سرديات الأفراد والمجتمعات ذات المضامين الهادفة، مشكلًا حالة فنية فريدة تصب في دعم الأعمال التاريخية."

من جانبها، أعربت غادة الطبيشي، المدير التنفيذي لمؤسسة "ليان الثقافية"، عن سعادتها بالتعاون مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) قائلة: "يسرنا المشاركة في هذا المشروع الأكاديمي والثقافي الذي يهدف إلى إثراء المعرفة بالعديد من الحقائق المهمة للتراث الثقافي منذ العصور الماضية. يقدم المعرض مجموعة فنية فريدة تضم أكثر من 50 عملًا فنيًا متنوعًا، بما في ذلك النحت والرسم والتصوير الفوتوغرافي والأفلام، من مختلف أنحاء العالم وعبر التاريخ. تُظهر هذه الأعمال استمرارية صورة الجمل العربي في الحياة اليومية بطرق متعددة، فهو رمز للسفر، وللصحراء الجافة، وللواحة الخصبة."

يعد الحفاظ على الثقافة والتراث العربي أحد أهم أهداف الشراكات الثقافية، ويتماشى مع جهود المملكة التي تشهد حراكًا ثقافيًا زاخرًا. يأتي هذا المعرض استكمالًا للجهود الحثيثة التي تبذلها الجهات المعنية، ومنها وزارة الثقافة التي أطلقت على عام 2024 اسم "عام الإبل"، بهدف إحياء حضور الإبل كأيقونة ثقافية تمثل الهوية السعودية وتعكس قيمتها الأصيلة، باعتباره مكونًا أساسيًا في البناء الحضاري.

تحاكي اللوحات الفنية في المعرض فترات تاريخية مختلفة مر بها الإبل، مما يجذب اهتمام الفنانين وملاك المتاحف، كما يستهدف ملاك الإبل والمصورين والباحثين وكافة فئات المجتمع.

يضم المعرض مجموعة متميزة من اللوحات الفنية لعدد من الفنانين التشكيليين البارزين، من بينهم عبد الرحمن السليمان، وعبد الرحمن العقيل، والدكتورة منى صلاح الدين المنجد، وفهد النعيمة. كما يشارك في المعرض مجموعة من كبار الفنانين العالميين، بعضهم ينتمي إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، إضافة إلى فنانين معاصرين. تضيف المنحوتات والقطع الفنية بعدًا آخر للمعرض، حيث ترسم الصورة الذهنية لعوالم الإبل بكافة ملامحها، ومن بينها قطعة للفنان يحيى البشري وفنانين آخرين. أما الصور الفوتوغرافية، فتتخذ نهجًا مغايرًا من حيث الشكل العام مع الحفاظ على المضمون ذاته، ومنها أعمال فنية مصورة للأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود.

وعلى هامش المعرض، يُعرض كتاب "الجمل عبر العصور"، وهو عمل موسوعي ثقافي غني يتيح للزوار فرصة استكشاف الجانب الأكاديمي للموضوع. يتضمن الكتاب مقالات متعددة كتبها خبراء من المملكة وخارجها، تستكشف الخلفية التاريخية للإبل ومكانته عند العرب والعلاقة العميقة بين الإبل والإنسان. كما يحتوي على صور لقطع أثرية من متاحف عالمية. الكتاب من إصدار شركة ليان الثقافية ومكتبة الملك عبد العزيز العامة، ويقدم للقراء تجربة استثنائية تقود إلى معرفة متكاملة تضم تحولات مجتمعية كان للإبل دور بارز فيها.