منوعات

13 معرضًا عالميًا تجسد إبداعات الخط العربي في ملتقى الشارقة

05 أكتوبر 2024
محاضرة عن الحروف الذهبية وحلقة عمل لنحت الخط على القلم 
05 أكتوبر 2024

(عمان): تتواصل فعاليات الدورة الـ 11 من ملتقى الشارقة للخط العربي، حيث افتتح في متحف الشارقة للفنون 13 معرضًا موازياً لفنانين من مختلف دول العالم. وقد حملت المعارض عناوين متنوعة تعكس الرؤى الفنية الحديثة في مجال الخط العربي، ومن أبرزها: "تجليات داخلية" لجعفر حداد (البحرين)، و"محفور" لسعيد قمحاوي (السعودية)، و"هليوجرافيات الذاكرة" لسيد دوكنز وليوناردو لونا (المكسيك)، و"النقوش" لسنيك حوتيب (الجزائر)، و"ارتياح" لصباح أربيلي (المملكة المتحدة)، و"مناجاة" لعبدالله الاستاد (الإمارات)، و"مسودات ورُقم" لعقيل أحمد (سوريا)، و"أصداء ذهبية" لعمر صفا (لبنان)، و"قوة الحب" لكاميلو روجاس (كولومبيا)، و"ما لا نهاية" لكريبتيك (الولايات المتحدة)، و"قصيدة الحرفة والتراث" لماهاجاتي استوديو (سنغافورة)، و"انعكاس" لمهدي سعيدي (الولايات المتحدة)، و"هندسة روحانية" لناصر السالم (السعودية).

المعارض التي افتتحها عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، بحضور محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية ومدير الملتقى، شهدت حضوراً لافتاً حيث تجوّل راعي المناسبة والحضور بين المعروضات التي تضم تشكيلات بصرية تعبّر عن رؤى فنية متنوعة، فيما حافظت على أصالة الخط العربي وجوهره الجمالي. كما تجسّد الأعمال روح شعار الملتقى "تراقيم".

وخلال الافتتاح، تفاعل الحضور مع الأعمال المعروضة، واستمعوا إلى شروحات من الفنانين حول مراحل تشكل البنية الفنية، وكيفية تطور الخط العربي عبر العصور. وقد تميزت المعارض برؤية حداثية تعكس الإبداع والتجديد في فنون الخط، حيث تناول بعضها جوانب فلسفية وحرفية مهمة. على سبيل المثال، يعكس معرض "قصيدة الحرفة والتراث" لمجموعة "ماهاجاتي استوديو" (سنغافورة) فلسفة الحفاظ على الموروث الحرفي التقليدي، من خلال نحت الخشب، مما يعكس الاهتمام بالحرف اليدوية التي توارثتها الأجيال.

وفي جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، شهد الحضور معرض "تراقيم حروفية" للفنان المصري حسام عبد الوهاب، الذي يستلهم أعماله من المخيلة العربية الغنية، ويعكف على إبراز الحرف العربي ورمزياته الثقافية والحضارية في أعماله الفنية المتعددة.

محاضرة مصاحبة

كما شهدت ساحة الخط مساء أمس محاضرةً ألقاها الخطاط التركي داود بكتاش، حيث استعرض خلالها عددًا من أعماله المشاركة في معرضه "حروف ذهبية"، الذي يُعد جزءًا من فعاليات الدورة الـ 11 لملتقى الشارقة للخط العربي.

في المحاضرة، تحدث بكتاش عن رؤيته الفنية في مزج الخط العربي التقليدي بالأساليب المعاصرة، موضحًا كيف أنه يسعى لإبراز الجمال الخفي وراء كل حرف ونقطة في أعماله. وشرح كيف أن الخط العربي بالنسبة له ليس مجرد كتابة، بل هو نوع من "الموسيقى البصرية" التي تحمل معانٍ روحانية وثقافية عميقة.

كما تطرق إلى أسلوبه الخاص في استخدام التراكيب الجريئة والألوان الحيوية، والتي تعكس ابتكاره وتجاوزه للقواعد التقليدية في بعض الأحيان، مع المحافظة في الوقت ذاته على الأسس الكلاسيكية لفن الخط. وناقش أيضًا كيفية استخدام الفراغات بشكل مبتكر لتعزيز الجمال البصري للنصوص، مما يخلق توازنًا بين الشكل والمضمون في أعماله.

ركز بكتاش أيضًا على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي للخط العربي، مؤكداً أنه يسعى من خلال أعماله إلى نقل هذا التراث للأجيال الجديدة بطريقة تتناسب مع متطلبات العصر الحديث.

حلقة عمل

وضمن فعاليات ملتقى الشارقة للخط العربي، قدّم الفنان محمد صادق شافعي حلقة عمل فنية بعنوان "نحت حروف عربية مباشر على القلم" في كلية الشارقة للفنون، التي شكلت تجربة فنية مميزة جمعت بين فن الخط العربي وفن النحت.

حضر حلقة العمل عدد من طلاب الكلية، الذين تعرفوا عن كثب على كيفية نحت الحروف العربية بدقة على القلم باستخدام أدوات خاصة. في بداية الورشة، تحدث شافعي عن العلاقة العميقة بين فن النحت والخط العربي، مؤكدًا أهمية هذا الفن وتاريخه، بالإضافة إلى كيفية دمجه مع فن النحت لإبداع أشكال فنية جديدة.

وأشار "شافعي" إلى أن هذا النوع من الفنون يتطلب الصبر والدقة، مؤكدًا أنه يعد وسيلة رائعة لتعلم مهارات جديدة وتعزيز التواصل بين الفن والثقافة العربية. كما أوضح أن فن النحت على الحروف قد يتنوع بين الكتابة العادية للأحرف أو تصميم أشكال معقدة تحتوي على نقوش وزخارف مميزة.

ثم انتقل "شافعي" إلى تعريف الطلاب بالأدوات المستخدمة في نحت الحروف، مثل أقلام الرصاص الخشبية، السكاكين الدقيقة، والمبارد الصغيرة، وشرح لهم كيفية الإمساك بتلك الأدوات واستخدامها بشكل آمن. كما قدم شرحًا عمليًا عن كيفية تطبيق الحركات المناسبة لنحت الحروف بدقة وجمال.

وفي ختام حلقة العمل، قدم شافعي نصائح لتحسين مهارات الطلاب في النحت، حيث أتيحت الفرصة للمشاركين لتطبيق ما تعلموه عن طريق نحت حروفهم الخاصة على القلم، مما أضاف بُعدًا عمليًا ممتعًا للورشة.