أفلاجٌ تخضرُّ فينا وتموت
بين الإنسان وبيئته جدلٌ دائمٌ وانسجام مؤقت. هو لا يكلُّ من طعن الأرض وتمزيقها بالمعاول والأظافر، وهي لا تتعب من طمر جراحها بفيضان نهري، أو ربما بزبد بركان يغلي في الأعماق منذ مئات السنين، وذلك كي تمحو (الأرضُ) بعصامية بالغة أثر الفعل البشري فوق خرائطها وتستريح في بساط عذريتها من...
2 يوليو 2022
صُور من عالمٍ مَحجور
كيف لي أن أصدق في غِمار حفلة النسيان الكبيرة هذه أننا عبرنا غُصَّة الوقت تلك (بين عامي 2019 و2022) أحياءً إلى الضفة الأخرى من الدهر، معافين من الارتياب في كل شيء تقريبًا؛ الارتياب من المصافحة والعناق، من الطعام والشراب، ومن ماء الأنابيب حتى ماء المآقي؟ كيف عبرنا بهذه السرعة إلى...
25 يونيو 2022
ذكرياتٌ فلسطينية في عَمَّان
باستثناء الأعباء الدراسية التي بدأت تتراكم، كانت الأجواء مع احتضار صيف العام 2017 مهيأة للدخول في متاهة مشوقة أستعيد عبرها قطعة من الزمن الفلسطيني النائم. في ذلك الوقت وصلت تذكرتي لزيارة عمَّان إثر دعوة لتمثيل السلطنة، برفقة شاب وشابة آخرين، في "لقاء شباب العواصم العربية" الذي تنظمه العاصمة الأردنية. كنت...
18 يونيو 2022
في الطريق لهزيمة الهزيمة
على مدى الأعوام الخمسة والخمسين الماضية أريق الكثير من الحبر، شعراً ونثراً، ندباً وتحليلاً وتأريخاً لهزيمة العام 1967، فيما يمكن اعتباره محاولة ثقافية "لمحو آثار العدوان"، المشروع الذي كان الرئيس المصري جمال عبد الناصر شخصيا هو من افتتحه (بومضة من عقله الإعلامي محمد حسنين هيكل) بمجرد أن أطلق على الهزيمة...
11 يونيو 2022
في ذكرى «النكسة»: حكاية عن الصداقة والسلطة
لم يكن «جمال»، الطفل المولود بدمشق مع نهايات خمسينيات القرن الماضي لعائلة من الطبقات الفقيرة، واعيًا العبء التاريخي الشاق الذي سينوء به تحت ظلال اسمه الثقيل، بعد أن علَّقه على كاهليه أبٌ بعثي صارم قادم من محراث الطبقة الفلاحية في الريف السوري لاعتناق الاشتراكية في المدينة.ففي نوفمبر من عام ١٩٥٩،...
4 يونيو 2022
مسقط بوصفها نصا
في البحث اللجوج عن المكان بحثٌ عن الذات الضائعة فيه، عن الذات القديمة التي تتجول منذ عصور بلا نص يوثقها ويدون سيرتها في سيرة الوقت الذي يتقادم في ملامح كل ساكن ومتحرك. هكذا أبحث عن مسقط، عن المدينة غير المكتوبة حتى اللحظة إلا بطريقة سياحية جعلت من أزقة مطرح وسوقها...
28 مايو 2022
اللغة بين تراث الآباء والأمهات
لم يعرضني حادث أو سائل من قبل للسؤال عن هوية الكائن الأول الذي تبادل اللغة معي، يوم أن ولدتُ فأدركتُ وجودي مصادفة عن طريق اللغة، تمامًا كما يُفكر الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر، الذي انتهت رؤيته الفلسفية حول اللغة وعلاقتها بالكينونة إلى اعتبار اللغة «بيت الكائن». واليوم، تحين الكتابة، في غمرة...
7 مايو 2022
الطفولة.. استردادها وتمثيلها عبر الكتابة
أحفظ الكثير من الصور عن طفولتي وأنسى الكثير. بعض ما أحفظه تحول إلى أيقونات حددت الكثير من أبعادي التي أتحرك داخلها الآن، في حين تلاشت الكثير من الصور مُفرجة عن معالم وعوالم جديدة للشخص نفسه. في هذه المرحلة تحديدا تدخلت الكتابة، وأخذت مع مرور الوقت موقعها المتنقل من حياتي بفضل...
30 أبريل 2022