الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

سالم الرحبي
سالم الرحبي
أنا وأبي والعالم
من الصعب عليّ أن أدرك على وجه اليقين سر التزام شخص «عادي» كأبي بمتابعة نشرات الأخبار على مدى أكثر من عشرين عامًا عرفته خلالها وراقبته بدأب ممل وهو يقلّب المحطات بين أخبار العاشرة على تلفزيون سلطنة عمان وقناة الجزيرة، هو الهامشي الذي يمشي كغيره مع ملايين من الناس على قارعة...
تعبٌ عادي
في منتصف الطريق بين البيت والعالم، بين الهرولة والمشي، يحدث أن تخذل كل المنبهات والمواعيد في غفوة صغيرة مُسترقة على حدود النهار وأن تنام واقفًا على ظلك من التعب.أنت أيها الضمير المخاطب في هذه الأثناء، أنت المطرود من «الهُنيهة» دائمًا منذ أن خلعت طفولتك في مياه الأفلاج الرتيبة تحت ظلال...
اليأس الفلسطيني في تغريبة وليد سيف وحاتم علي
يقيم اللاجئ في حلم مستمر بين الخيمة والبيت، بين حاضر مؤقت وماضٍ يتطور في الذاكرة، متشظيًا بين ثنائيات يتلاشى معها السؤال عن المستقبل وموقع الغد من حياته اليومية. يأسه ضروري لأنه الأسلوب الأكثر بلاغة في إعلان الحقائق الشفافة. وفي هذه القراءة الجانبية لليأس الفلسطيني الجارح أعود إلى التغريبة التي كتبها...
يوميات منسية لجنود منسيين
إلى جانب تمارينهم اليومية على السلاح، كان على الجنود أن يختلسوا الهدنة الصغيرة بين الحرب والأخرى للتمرن على وضعيات الكتابة في الخنادق، وخلف السواتر الرملية، وفي بطون الدبابات. كان على كل فرد منهم أن يتأكد من وجود قلمٍ ومفكرة جيب بين متاعه الشخصي وعتاده العسكري، قبل صعود الشاحنات المتجهة صوب...
هيكل: عبد الناصر ليس أسطورة!
أكتب هذه الليلة على هدى موسيقى ياسر عبدالرحمن التي افتتح بها المخرج المصري محمد فاضل فيلمه السينمائي «ناصر 56». لم أكن هناك لأعتمد على ذاكرتي الآن في الكتابة، بل أنا هنا والآن، أكتب معتمدًا على قدرة الموسيقى في تفتيح المناطق الغامضة من اللغة وتصعيد الكتابة إلى ذروتها لتطوير موهبتها في...
سليمان المعمري... بالكثير من الجُمَل الاعتراضية
كرجلٍ ضعيفِ النظرِ جارحِ النظرات، يعتمد على نظَّارته ليدخل في عينيك ويبقيك متسولاً خارج عينيه، يمسح عن زجاجها الغيم والغبار، ثم يضعها على مسافة واضحة من مستوى النظر في وضعية التسديد المثالية للقراءة. وبهيئته تلك، كصانع ساعات حاذق، أو أستاذ جغرافيا ينقِّب في الخريطة عن دولة ضائعة بعد الزلزال، يمعن...
ثقبوا الأرض فاكتشفوا السماء
ستةٌ، الروحُ سابعهم، حفروا الأرض عميقا ليفرِجوا عن الشمس المطمورة تحت التراب ككنز مسروق. حفروها بما كان طوال تاريخ الخبرة البشرية مجرد أداة مطبخية لا قيمة لها إلا على المائدة، لكنها ستنضم من بعد أياديهم العارية إلى مُقتنيات متحف الحرية البارد كأداة نضال جديدة، وكرمز لحلم التحرر الوطني في خيال...
السيارة والشارع: عن الزمن السريع وسرعة الزمن
هل يمكن أن أشرع في كتابة بريئة عن السرعة والزمن كنافذة تتأمل في الأوقات الطويلة التي نقضيها داخل السيارة على الطرقات المسفلتة، دون أن تنحرف سطور هذه الكتابة، أو قراءتها من بعد، إلى نوع من النقد السياسي الرائج للرأسمالية وآثارها التي تتجلى في أدق تفاصيلنا اليومية والنفسية في زمان السرعة...