الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

أليس البحر للبسطاء أمثالنا؟
مرّت تيارات الهواء الباردة لتداعب وجوهنا، فأغمضنا أعيننا لنصغي لنشيد الموج. لقد بدا الأمر كمن يعود لأرجوحة الصبا، هناك حيثُ تتلاشى الحدود الأسمنتية والأبواب المُغلقة، وحيثُ تخلعُ الأماني ثوبها المتطلب، فتصبحُ أثمن أمانينا مشاهدة بزوغ قرص الشمس من وراء خليج عُمان، ثمّ وداعها وراء التخوم البعيدة في تدرج لوني آسر،...
نوافذ: الأوضاع الصحية وقسوة العيش
«الأطرافُ ذابلة جعدة وأحيانا عاجزة عن النمو عجزا لا شفاء منه، وعيون الأطفال مُلتصقة بالرمد، وهناك الكثير من العجزة الذين يُقادون في الطرق، فهم عمي تماما، ولا يمكن للمرء إلا أن يرتجف خوفا وهو يرى معتوها أو ربما سفيها مُقيدا بسلاسل تصدر أصواتا قوية». ورد هذا الوصف في كتاب «عُمان...
نوافذ: «الترندات» وجرعة الشك الفردية!
قد يتفاجأ البعض من قصور معرفتنا بما يدور في الحياة، ويظن أنّ معرفته بتلك «الترندات» و«الشخصيات المؤثرة»، التي تنمو على عجل وتختفي بالسرعة ذاتها، هي ما تجعله مالكًا لشرعية المعرفة اليوم! إذ يمكن لأحدهم أن يهدر ساعات طويلة من حياته قارئًا أو مُراقبًا أو مُتلبسًا لآراء ليست له، لكنها آراءٌ...
نوافذ: المعنى يُضيء من جراحهم
طاروا بواسطة «كابلات» كهربائية، حلّقوا لثوانٍ ضاحكين في الهواء رافعين حزنهم وأجسادهم الجائعة والباردة لوقت ضئيل من عمر الكارثة المُحدقة بهم من كل صوب، قطفوا بهجة صغيرة من سماء مفتوحة على النيران والأنين.شاهدتُ ذلك الفيديو لأطفال فلسطينيين سُعداء في ظل ظروف قاسية حدّ الموت، فاعتمل في قلبي السؤال حول لغز...
الإصغاء يُحدثُ فرقا
تمثلت الرقةُ البالغة في أبهى صورها، عندما مدّت يدها الكريمة، لتُصافح يد امرأة طاعنة في السن كانت تقف خلفي مباشرة. غمرتها بكلمات المودة واللطف، فأنبأ وجه المرأة العجوز عن أمارات السرور والغبطة، وتهدج صوتها بكلمات الامتنان وهي تضغط على يد السيدة بفرح وحبور.شقّت صفوفنا كجدول ماء في السواقي العطشى، ومضت...
نوافذ: وهم المعرفة والغطرسة البشرية!
العقل الذي اكتشف النواة الذرية، ووقف على سطح القمر وطور حبّة الطماطم المُعدلة وراثيا وأعد أنظمة الحوكمة والاقتصاد الذي يضمن رفاهية الحياة، هو نفسه العقل الذي قدّم لنا صورا من الغطرسة والغرور والطيش!فالعقل البشري بقدر ما نراه عبقريا بقدر ما هو مُثير للشفقة في آن، لاسيما في الظروف التي تعصفُ...
نوافذ.. هل سنقول لبعضنا: عاما سعيدا!
إنّه اليوم الأول من السنة الجديدة، فهل سيقول أحدنا للآخر: «كل عام وأنت بخير»؟ ومن أين يأتي الخير، والجسد يتداعى بالسهر والحمى، والبنيان العربي لم يعد يشد بعضه بعضا؟ بل يتهاوى في فراغ لا نهائي من الاحتمالات المفزعة؟يُجتثُ الفلسطينيون من أراضيهم بمجارف القتل والتهجير والأسر في السجون، ونتفرجُ نحنُ من...
نوافذ: أن نعود لا أحد!
«كيف يمكنك أن تنزع نفسك من سيلان الحياة اليومية إلى الحياة الباطنية؟ كيف يُمكنك الاختفاء؟»، هكذا طُرح السؤال في إحدى أمسيات السهر، فتباينت الآراء، كان هنالك من يختفي بإغلاق هاتفه أو بالسفر أو حتى بإغلاق عينيه عن ضجيج الحياة. بينما كان جوابي: الاتصال بشيء حميمي يربطني بطفولتي، الغوص لما يقرب...