نوافذ .. كم ثمن هذه الأشياء؟
هل علينا أن نُصدق فولتير الذي يقول بأنّ الإنسان يصبحُ حرّاً في لحظة تمنيه ذلك؟ ربما يُصبح حُرّا حقا ولكن في مخيلته وحسب! فنحن "أحرارٌ باختيار أعمالنا، لكننا لسنا كذلك فيما يتعلق بتداعياتها" كما يقول ستيفن كوفي."سيكون تاريخنا هو ما نصنعه الآن، وعندما يُشاهدنا المؤرخون بعد خمسين أو مائة عام،...
26 ديسمبر 2021
ليسوا رامبرانت ولا شكسبير!
قبل سنواتٍ عديدة تمّ استدعائي لمدرسة ابني، فخمّن عقلي سيناريوهات عديدة حول أسباب اللقاء. أشارتْ معلمة الرسم إلى الشغب الذي يُحدثه ابني فهو لا يرسم في الحصة المطلوب منه كما ينبغي، فكان أن سألتها عمّا طلبتْ منه، فأجابتْ: «أن يرسم مدينة.. لكن انظري لعبثه». تبدتْ لي لوحة ابني على هيئة...
19 ديسمبر 2021
نوافذ: التلويحة الغامضة للكلمات
في طفولة بعيدة، كان لديّ دفترُ مذكرات مملوء بتفاصيل يومياتي التي أعدها بمثابة الأسرار، وبسبب فوضى الخيال غير المُقلم بعد، كان كلّ أملي أن يقرأ مذكراتي أناسٌ يأتون بعدي بمئات السنين، فوضعتُ الدفتر في صندوق ودفنته في ظهيرة قائظة، ثمّ رسمتُ خارطة للعثور عليه، وبعد أشهرٍ قليلة ندمتُ وحاولتُ استعادته،...
12 ديسمبر 2021
سواد العين والقرون الخمسة !
تمضي مأخوذا بكُلِك في حارتيّ العين والسواد في قرية إمطي، القرية التي يقترب عمرها من خمسة قرون. تسلبُ لُبّ قلبك الممراتُ التي تتوسط القرية والنوافذ والأبواب المصنوعة بدقة فنان. تأسرك الأسقف البارزة من حطب "الكندل" وجذوع النخل. مجْلِسا القرية يدُلانك على مهندسٍ معماري عُماني قديم، علّمته الطبيعة من أين يستقبل...
5 ديسمبر 2021
نوافذ: «دينيس» والحكواتي العُماني
عدا ذلك البريق الخاص في عينيها، وذلك الشغف المُحرض على القبض على الحكايات، وعدا هدايا «حيفا» المُبهجة، المنسوجة أو المخطوطة بأيدي الفلسطينيين، فإن ثمّة ما يجعلك مفتونا بقدرة تلك المرأة على أن تحتفظ بروح الطفلة في أعمق ذرة منها، وكأنّما في ذلك حماية ودفاع مستميت، لتتمكن من عبور أسيجة العالم،...
28 نوفمبر 2021
نوافذ: الغرفُ المظلمة لتصوراتنا
"كيف سيحاسبني الله، لو كانت كِلْيتي أو كبدي أو قلبي خارج جسدي؟"، هكذا عبّر المُشاركُ في البرنامج الإذاعي عن استنكاره لفكرة التبرع بالأعضاء بعد الموت، وكأنّ الحساب مقتصرٌ على الجسد الفاني! بينما ذهب متصلٌ آخر إلى القول بأهمية أن يمضي الإنسان إلى المصير والبلاء المُقدر له سلفا من الخالق، لينال...
21 نوفمبر 2021
نوافذ : القارئ وتشييدُ المعنى
جرت العادة أن نسأل: "كيف نقرأ.. ماذا نقرأ"؟ ولكن الكاتب الأرجنتيني ريكاردو بيجليا يطرحُ سؤالا مغايرا حول: من هو القارئ الذي يُعيد تشييد المعنى؟، وذلك في كتابه "القارئ الأخير"، للمترجم أحمد عبد اللطيف، حيث يُجمل لنا أشكالا لا نهائية من القُراء، فهنالك من يقرأ النص، وهنالك من يُشوهه، هنالك المُدمن...
14 نوفمبر 2021
«هذا لم يحدث أبدا»!
أيقظتني في ساعة متأخرة من الليل، قمتُ فزعة، فطرحتْ عليّ السؤال الأكثر رعبا، «عن موقع دورة المياه»! كان عليّ أن أبقى غير مُصدقة لنصف دقيقة، فكيف يمكن لتلك المرأة التي تنشدُ الشِعر العامّي، المحفوظ أو المرتجل، والتي تزورنا وتبيتُ عندنا منذ أن فتحنا أعيننا على الحياة، كيف لها أن تُكابد...
7 نوفمبر 2021