الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

عادل محمود
عادل محمود
يوميات سورية 33
- 1 -يوم كامل خصصته للإصغاء لفيروز، بمناسبة ميلادها.فيروز أجادت الصمت، فعلمتنا الاستماع.هي، وليس العلم، مَن علّمنا أن القلب البشري متوفر في الجهة اليسرى من صدر الحب.بداية فيروز في دمشق على مسرح سينما سورية عام 1952 وكان اسمها «نهاد حداد» وعمرها 17 سنة. حضر تلك الحفلة العقيد ـ الرئيس أديب...
يوميات سورية 32
ـ 1 ـعندما وقّع الرئيسان: جمال عبد الناصر، والرئيس السوري شكري القَوَتلي، وثيقة الوحدة بين سوريا ومصر 1958 قال شكري القوتلي المتنازل عن الرئاسة: سيدي الرئيس: "أسلمك شعباً ثلثاه زعماء، والباقي زاعمو نبوّة.. أطلب من الله تعالى أن يعينك على قيادته".ـ 2 ـعندما سألته عن مهنته قال: "بلاك رايتر" ترجمتها...
يوميات سورية 31
ـ 1 ـقبل عشرين عاما. كتبت في مفكرة مهملة: بي رغبة للتفرغ للكتابة، بعد انقطاع. وكان ذلك أشبه بالتعهد. ولكن ثمة جملة طائشة، لا أعرف من أية نافذة تسللت: " ما الذي نفعله جميعاً بهذه الكراهية التي تشبه في أيامنا، حفلة تنكرية كبيرة يرتدي فيها الجميع أقنعة مصاصي الدماء ؟""نحن...
يوميات سورية 30
ـ 1 ـانطفأ قنديل المساء، وصمت الطائر الحلبي الأندلسي السوريصباح فخري: هذا يعني أن المعلمين الكبار يتناقصون، ويصبح ورق الخريف علامة ذبول لا راد لها. وأن الموشحات تعلن يتمها. وبقليل من التذكر.. نعرف أن مكانها الأصلي: غرناطة، واشبيلية، وقرطبة، وذلك الساحل القاري في القسم الأوروبي من لحظة عبور طارق بن...
يوميات سورية 29
ـ 1 ـكتب لي الروائي الصديق حيدر حيدر رسالة تقول: لماذا أنت مسكون بالموت؟ دعه إلى لحظته، واحتفل بما تبقى لك من الحياة. الرسالة رد على رسالتي له عن الموت وموجعات ما يتسبب به من فراق أبدي للأعزاء الذين تنخفض، بغيابهم، أفراح كثيرة مؤجلة. كتبت له: عزيزي أنا ممن يحتفلون...
يوميات سورية 28
ـ 1 ـأول كل شيء:كانت شهادة السرتفيكا ـ أي الخامس ـ شهادة أولى، يحق لحاملها أن يحصل على ساعات تدريس في المدارس الابتدائية، في الخمسينات. كانت سورية بعد عشر سنوات من الاستقلال تحبو باتجاه محو الأمية، والعملية التعليمية متعثرة وفقيرة. كنت في حالة فرح المتعلم في وسط لا تعليم فيه....
يوميات سورية 27
ـ 1 ـالظلام كان بالأمس كأنما ظلام الحرب. ولكن بعد منتصف الليل كان القمر هو علامة انتهاء القتال، وإحصاء الآلام قبل النوم.لم أستطع الذهاب إلى النوم... فقررت أن ازيح، بريشة القلم هذا الصمت.سأكتب قصة أول كل شيء بسطور قليلة، مثل: أول يوم في المدرسة. على أول طائرة سافرت بها، إلى...
يوميات سورية 26
ـ 1 ـأنقذته في عام 1975 من الغرق، في بحر اللاذقية. وأنقذته من استدعاء أمني بتهمة غير صحيحة. دمشقي أصلي، مهذب جداً، ومجتهد بموهبة الحرفي خريج الأدب الإنجليزي الفاخر.كتب لي إهداء على مجموعته القصصية الأولى: «إلى عادل منقذي من الغرق أرجو ألا تندم على ذلك».عندما أصبح وزيراً للثقافة لم ينتبه...