الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

عادل محمود
عادل محمود
يوميات سورية41
ـ 1 ـأنت في حاجة إلى كستناء الوقت...فهذا الشتاء طويل طويل.اجرح قشرة حبات الكستناء العنيدة،كيلا تنفجر في وجهك.واحرص على بساطك من شرر ساذج.واحرق إصبعين، قليلًا، من أجل من تحب،ولئلا تضغط بهما على زناد حربي.الشتاء طويل طويل....وعلى هامشه تبدع النار فتنتها.ـ 2 ـعام 1958 زار الرئيس جمال عبدالناصر سورية بعد قيام...
يوميات سورية 40
-1-وجهك لا ينساه من ابتسمت له، مرة ذات صباح.وجهك من يملأ منه خبز رحلته المسافر.وجهك العاطفي السخي الجميل المضيء غموضا واضحا...وجهك الطائر.-2-سألت عنها نافذتها المطلة على الدنيا، في يوم ماطر بارد، قالت النافذة : ذهبت باكراً تلم البرد في الحدائق عن أجساد النائمين .-3-فوق أحد مخيمات اللجوء السوري ...مر سرب...
يوميات سورية 39
ـ 1 ـفي مقابلة تلفزيونية اتفقنا أنا ومقدمة البرنامج على اتجاهات الأسئلة. وكنت أعلم حجم الحرية المتاح وهو فقير بتجاهله الجوهري والأساسي. فطلبت أن تسألني في نهاية المقابلة: ما هي الأبيات الشعرية التي ترددها أحياناً، وذلك كي لا أخرج صفر اللسانين، وهكذا... حين انتهت المقابلة، سألتني فقلت: أحب هذين البيتين:رأيت...
يوميات سورية 38
ـ 1 ـمرفأ اللاذقية السوري الذي قصفه الكيان المحتل الإسرائيلي قبل أيام... كان فيما مضى، قبل نصف قرن، سلسلة من المقاهي البحرية، حيث تمتلىء بعد مشوار المساء على الكورنش، بالمتنزهين. وبالطبع لم يخطر في بال أحد، تلك الأيام، أن تصبح المقاهي ساحة لتفريغ البضائع في مرفأ تاريخي، أو أن تغدو...
يوميات سورية 37
ـ 1 ـذات صيف...وتقليداً لقصص البحارة أحضرت زجاجة ملونة بالأصفر، ووضعت ورقة فيها هذه الجملة «بي حنين إلى تلك البلاد. وأنا ممنوع من دخولها». ثم أحكمت إغلاقها، ورميتها في البحر، من شاطئ في قبرص، حيث كنت أقيم.بعد 15 سنة استخرجت الزجاجة من شاطئ اللاذقية، عندما كنت أمارس الغوص اليومي. فتحتها،...
يوميات سورية 36
ـ 1 ـفي خمسينيات القرن الماضي... كان المعلم صاحب رتبة اجتماعية، وكان موضع احترام الطلاب وأهلهم.لكن المعلم اليوم... لا يستطيع العيش، بالمعنى الحرفي للكلمة.أصبح يجري من بيت إلى بيت لإعطاء الدروس الخصوصية لطلاب لا يهمهم العلم والمعرفة والتفوق.من تلك الأيام هذه الحكاية:في أوراق امتحان مادة البلاغة، وجد المعلم، واسمه أسامة،...
يوميات سورية 35
ـ 1 ـنعمة كبرى أن المطر، الذي أتفرج عليه الآن من وراء النافذة، كأنما لأول مرة، ليس سلعة بيد مافيا السلع الاستراتيجية كالوقود والخبز والكهرباء، والضمائر... وإنما بيد السيد الأعلى والأكبر، الذي يجعل غيمة تتمايل في السماء... ثم بضربة رعد، ولمعة برق، تصير مطراً يجعل البطاطا في متناول الفم. ويضع...
يوميات سورية ٣٤
ـ 1 ـقال لمرافقه: اليوم عندنا حفلة. حضّر كل شيء... جهز ال ب.م السوداء. كن هنا الساعة الثامنة.ها هي الثامنة. ينزل على درج الفيلا... كأمير. مبرقاً كعريس. مسرّحاً ما تبقى من الشعر. رافعاً الخصلات الخفيفة من اليمين إلى الأعلى. ملصقاً إياها على قمة صلعته المبكرة... وراءه يمشي المرافق حاملاً سامسونايت...