الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

عبدالله حبيب
عبدالله حبيب
أنساغ: عربة تتهادى بالذكريات: «الأموات» بين قلم جيمس جويس وكاميرا جون هيوستن «8 من 9»
إن التَّأويل السِّينمائي الذي ذكرته في الحلقة السابقة يذكِّرنا بموقف فِلِّيني المتعَنِّت إزاء الاقتباس السِّينمائي (كما نوقش سابقا)، وخاصَّة فيما يتعلق برفضه «التَّأويل السِّينمائي» لأحداث كانت قد صُوِّرت في الأدب. ومعالجة هيوستن التَّأويليَّة لتذكُّر الخالة كيت لباركِنسُن تقدِّم دليلا داحضا لدعوى فِلِّيني؛ ذلك أن هذه المعالجة إنما تُنعش النصَّ ضمن...
أنساغ.. عربة تتهادى بالذكريات: «الأموات» بين قلم جيمس جويس وكاميرا جون هيوستن «7 من 9»
هناك فروق أكبر، ولذلك فهي أكثر أهميَّة، بين نصِّ جويس وفيلم هيوستن؛ فالفيلم يضيف شخصيَّة غريس (التي لا وجود لها في السَّلف الأدبي)، والتي يقدِّم الفيلم بها مقاطع من التَّرجمة الإنجليزيَّة المعنونة «عهود مغدورة» التي أجرتها إيزابيلا أوغستا Isabella Augustaمن الأصل الإيرلندي/ الغَيْلِي/ السَّلْتِيّ «حزنُ قلب فتاة»، وذلك بتعديلات...
أنساغ.. عربة تتهادى بالذكريات: «الأموات» بين قلم جيمس جويس وكاميرا جون هيوستن «6 من 9»
يقول هيوستن: «أحاول أن أكون مخلصا قدر إمكاني للمادة التي اخترتها للأفلمة» (29). ولذلك فإن هذا «الإخلاص» متوقع، وخاصة في اقتباس «الأموات» التي يصفها هيوستن نفسه بأنها «واحدة من أعظم القصص باللغة الإنجليزية» .(30) بيد أن زعم هيوستن «الإخلاص» لا ينبغي أن يؤخذ بحرفية أو أخلاقية زائدة عن حدها، وبالتأكيد...
أنساغ.. عربة تتهادى بالذكريات: «الأموات» بين قلم جيمس جويس وكاميرا جون هيوستن «5 من 9»
لعل من المناسب هنا اللجوء إلى أندريه تاركوفسكي Andrea Tarkovsky الذي تعاطى مع الأدب والسينما معا بحساسية شعرية وفلسفية مشهود بعلوها، وذلك في معرض حديثه عن فيلمه الروائي الطويل الأول «طفولة إيفان» (أو «اسمي إيفان» كما في الترجمة الواردة في بعض النسخ غير الروسية/ السوفييتية عهد ذاك) (1962) والذي اقتبسه...
أنساغ.. عربة تتهادى بالذكريات: «الأموات» بين قلم جيمس جويس وكاميرا جون هيوستن «4 من 9»
الحقيقة أن سيرة جويس المهنيَّة والحياتيَّة تشير إلى اهتمام صريح بما فيه الكفاية بالسِّينما وهي لما تزلْ حديثة الولادة بعد؛ فرغم أن الفن السَّابع كان بالكاد في بدايته، وقدرته على سرد القصص كانت في طورها الأوليّ، فإن جويس كان يتمتع بحسٍّ عميق جعله قادرًا على تقدير المحتمَل الهائل للتَّعبير الفنِّي...
أنساغ/ عربة تتهادى بالذكريات: «الأموات» بين قلم جيمس جويس وكاميرا جون هيوستن «3 من 9»
في نهاية الحفلة يغني داركي القصيدة الغنائيّة الإيرلنديّة الريفيّة «فتاة أوغريم» بينما غريتا وغابرييل يهمّان بمغادرة البيت، فتشعل كلمات الأغنية «تجلّيا» أو «بوحا» (epiphany) مباغتا لدى غريتا. كنت قد ذكرت سابقا شيئا عن المعنى المسيحي لهذا المفهوم، وعليّ الآن إضافة أن الجذر الإيتيمولجي للكلمة/ المفهوم يعود إلى الإغريقيّة في مفردة...
عربة تتهادى بالذكريات: «الأموات» بين قلم جيمس جويس وكاميرا جون هيوستن «2 من 9»
إن تصوُّر وترتيب نصوص مجموعة «دبلنيُّون» تصنيفيَّا وكرونولوجيَّا كما ارتآه الكاتب -جيمس جويس- إنما يحاكي/ يعيد إنتاج أربع مراحل من الحياة بصورة تصاعديَّة: المرحلة الأولى هي الطفولة (وهذه تبوح بها النصوص الموسومة «الأخوات»، و«لقاء»، و«السُّوق العربي»)، والمرحلة الثانية هي البلوغ (وهذه تبوح بها النصوص المعنونة «أفِلِن»، و«بعد السباق»، و«مُغازِلان»، و«المَثْوى...
عربة تتهادى بالذكريات: «الأموات» بين قلم جيمس جويس وكاميرا جون هيوستن «1 من 9»
«لم يَمُت، بل ذوى كالغشاوة.. كان قد ضاع أو تاه بعيدا عن الوجود، فهو ليس موجودا بعد، ما أغرب التفكُّر في أنه قد غاب عن الوجود بهذه الطريقة، ليس بالموت بل بالذَّوْي، أو بالضياع والنسيان في مكان ما في الكون. كان من الغريب رؤية جسده الصَّغير يظهر ثانية لحظة، صبيٌّ...