الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

عبدالله حبيب
عبدالله حبيب
أنساغ.. «أنت رجل شائق»: الجَنْدر، والإمبراطورية، والرغبة في فيلم «لورَنس العرب» «1»
لقد كان ذلك التَّدشين الآسر للألباب في غاية الأبَّهة، والاختيال الطَّاووسي، والبذخ البروتوكوليِّ الإنجليزي المستميت في شكليَّاته الزُّخرفيَّة وبهرجيَّته اللامعة بأدق التَّفاصيل. وقد كان ذلك متساوقًا في اقترانٍ طبيعيٍّ بجلالٍ إمبراطوري مهيب كان لا يزال يصرُّ على اعتمار المجد المُرَصَّع بالحنين إلى بقاع شاسعة من الأرض، حيث أُبيدَ عدد هائل...
أولئك الأشخاص ليسوا أنت
(1)يتحدَّثون بلسان الحكمة عمَّا يخلِّفه المرء بعد وفاته، وأنا أتفكَّر في كل ما حدث له بعد ولادته.(2)أضيف كلمة أخرى إلى النَّص كمن يزيح رقعة أخرى من السُّحُب.(3)لا يستطيع المرء أن يكون خَلوقا في هذا العالم، وذلك لأن مهمَّته هي أن يكون أخلاقيَّا في ذلك الوجود.(4)ما معنى «التوازن في الحياة» سوى...
«هذا زمن الشاحنات»
(1)ثمَّة شيء غريب في السِّباحة بالبحر (صرت أفعل ذلك بصورة يومية تقريبا في هذا الصيف): يختفي البحر بعد حوالي نصف ساعة من العوم، وتغيم السماء، ولا يعود الشاطئ موجودا، وتحطُّ على رأس المرء ذكريات، ونوارس، وطيور أبابيل.كل شيء يصير أزرق على غير ما كنت أعرف الزُّرقة.ثمَّة شيء غريب في السِّباحة...
أنساغ.. أيجب أن نحلم؟
(1)في هذا الحين (والحنين) من العمر صرت أخاف الشَّخص (النَّص لم يعد مخيفا).أخاف الشَّخص لأنه قد يتخلَّص من الخوف.وبهذا ستحدث الكارثة من جديد في ما لا قِبَل لي به، وسأقبله.(2)قد يكتب أحدهم كتابا ليس تيقُّنا كاملا بأن في الكتاب أهميَّة، بل لأن ذلك الكاتب يستشعر بؤس كتبٍ أخرى.(3)الكتابة محض تمويه...
أنساغ: لا أحتاط للثَّكالى.. وأنا أول الأيتام
(1)ما من عاطفة في الرَّأس، أو القلب، أو اللغة. توجد العاطفة في الأصابع.(2)ليس كل من يسقط من عينيك سيعينك بالضَّرورة على قدرة النَّظر إلى الشَّخص القادم (الذي سيسقط من عينيك أيضًا).(3)في صرير الصَّمت وفي مقلة القول. في قيلولة السَّجان وعند تَيَمُّم الماء يجيء. في الحب هزيمة اللسان. في الاحتضار...
أنساغ: ألا ثكلته أمُّه ...
(1)النَّوم تفَّاحة الفردوس، مراجعات الأب والأم في الأعالي البعيدة، خطايا الأشقَّاء والشَّقيقات في طريقهم إلى البرزخ والنَّعيم القريبين، مرورهما الرسمي على الإثم الواقع في آخر الأرض من باب العار الاحتياطي (وليس من حقِّي العتاب، ولا من واجبي اللوم، والسُّكوت من شِيَمِي التَّظاهريَّة، والصَّمت احتجاجي. «بل أكثرهم لا يعقلون» [«العنكبوت»]).(2)أشعر أحيانا...
أنساغ.. لا أثق بالشَّمس إلا قُبيل الغروب
(1)النوم ليس حاجة الجسد، بل رغبة الطُّرقات.(2)خطواتك أخطاؤك (انتبه: إنهم لا يتحركون).(3)منذ اليوم لا شراء لمزيد من الكتب من معارض الكتاب، ولا اشتراك في منصَّات سينمائيَّة جديدة، ولا مطالبة للأصدقاء بإعادة الكتب التي استعاروها ولم يعيدوها، ولا إحساس بالتَّبكيت حين يتردد اسم «كاتب مهم جدّا» في روتينيَّات «البرستيج» النِّقاشي وأنت...
عربة تتهادى بالذكريات: «الأموات» بين قلم جيمس جويس وكاميرا جون هيوستن «9 من 9»
إن التَّعبير عن الحركة بسرعة عالية جدا «كانت لِلي ... تهرب من خطواتها بأتمِّ معنى الكلمة» لا يجذب الانتباه إلى درجة السُّرعة بحد ذاتها، ولكن أيضا إلى هويَّة الرَّاوي، بحيث إن المرء مضطر للتَّساؤل هنا عمَّا إذا كان ذلك يعكس منظور السَّارد أو منظور الشخصيَّة لِلِي؛ وذلك لأن المنظور السَّردي...