الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

عبدالله حبيب
عبدالله حبيب
أنزوي في رمشكِ، ولا أفتح الدَّفتر
(1)لا يجيدون الكذب، ويحسنون البلاغة.(2)يموت الذي في قلبه خَلَلٌ (آخرون يموتون، أيضا، لكن لأسبابٍ أخرى متفاوتة الوجاهة، والافتقار، والخَلل).(3)لا يريد الحنان (كان الحنان أول عاطفة تستهدف إفساده بعدم اتخاذ مواقف في البيت، والكتابة، والحُب، والوطن).(4)الموت تدريب على شيء آخر (سيأتي).(5)أيتها الشمس الكبيرة: أين صدري؟(6)فقد مفتاحه وظلَّ يبحث عنه طوال عمره....
لا فانوس لدينا في هذا الملح
(1)أمواجه عاتية، وخضراء، وموجعة، هذا الجبل الأجرد.(2)مدينتنا لا تزال تبحث عن اللُّقطاء والسَّبايا.(3)كلُّ شاردة واردة. كلُّ قولٍ مذبحة. كلُّ مذبحة عقيدة. كلُّ عقيدة نحنُ. كلُّ «نحنُ» سراب ومقابر جماعيَّة خارج الذَّاكرة. كلُّ ذاكرة سراب. كلُّ سراب حبل. كلُّ دَلْوٍ رصاصة. كلُّ قصَّة لا نعرف فيها أحدًا غير البطل. كلُّ بداية...
الموت نشاط
(1)الذين يقولون بسعادةٍ واطمئنان بالغي الثِّقة بنفسيهما: «انظروا كيف ذهب الطُّغاة، وزال الطَّواغيت، وغاب الظَّالمون، ورحل الجلَّادون، وغُلَّت الشَّياطين، وجاءت الملائكة» عليهم أن يتساءلوا، بالثِّقة الزَّائدة نفسها: «وإلى أين سنذهب نحن بعد كل ذلك الذي حَدَث»؟سأردد هنا المقطع الشهير لقسطنطين كافافيس:«والآن، ما الذي سيحل بنا بعد رحيل البرابرة؟لقد كان هؤلاء...
أسعى إلى الغفران بلا قصائد
(1)في أثناء كتب التاريخ (وبالنتيجة الطبيعية، خلال الأسفار الجيوسياسيَّة، أيضا)، وبعد قراءة الصُّحف ومشاهدة نشرات أخبار القنوات الفضائية في كل يوم، ينبغي تذكُّر هذا في كل مرَّة:«إن الشرائع ألقت بيننا إحَنَاًوعلَّمتنا أفانين العداوات» (أبو العلاء المعرّي).(2)رِمْشُه على الحَلَمة (لا يستطيع أن يتذكر).(3)لا موعد لنا مع الذِّكريات والشُّهداء. صارت البلاد...
كل العواصف خرجت من بئر بيتنا الصَّغير
(1)لا يغادرني الأموات. لا أستشير الأشجار والطُّرقات. لا أكفُّ عن التَّعُلِّق بالجثث. لا أهجر الهالكين. لا أغدر بالتَّابوت والكهف والعنكبوت. لا أحكي بلسان الطَّير. لا أعتقد بالغفران أو التّذكار في اللغة. لا أجمع العسل. لا أتعمَّد الذِّكريات (ولا النِّسيان). كنت أستبعد الجفاف في مزرعتَي الوالد. لا أجمع الياسمين مع خالاتي....
اطمئن: الموت يسكن في البيت
(1)فيما أصبح من التعبيرات الاصطلاحيَّة بقوَّة الأمر الواقع في الحديث العُماني منذ زهاء ربع قرن، وحين يصف خريِّج جامعيٌّ - بمنتهى السُّوقيَّة والابتذال - الزوَّاج من موظَّفة بأنه «سكني تجاري»، فاعلم أن ذلك الشخص لا يتوافر على طريقة أفضل وأقل فظاظة لإثبات أن الخلل البنيوي الرَّهيب الذي نعاني منه إنما...
الغزل خزانة مهشمة في إحدى حجرات البيت
(1)سوف تحبني أخيرا هذه الجثَّة (وليس لديَّ أي تفسير لذلك).(2)أمضي نحو الحليب بالعُكَّاز، وأدافع عن العُكَّاز بالذَّاكرة (لستُ كهلا ضريرا، ولا عالة على الموت).(3)يقولون ما تردِّده الأغاني (ولا يُصْلِحون الانقراض).(4)لا قلب لبلاد تمارس بقايا أيامها ببقية الخرائط الجديدة (صرنا نعلم اليوم أكثر وأكثر عن ترابها وطينها الأوَّل).(5)الحُبُّ ضربٌ من ضروب...
يحملون الهواء على رؤوسهم بغية الوصول إلى البحر
(1)--أ--بيني وبين النَّدم حبيبة في السُّلوان، أو قمر كالرَّغيف، أو رفيق في الكَمَد (للأسف ولحسن الحظ، لم يُسمح لي بأكثر من ذلك.--ب--في هذه المرة أندمُ حيث ينفع النَّدم:«وما ضرَّني إلا الذين عرفتهمجزى الله بالخيرات من لست أعرف» (أبو العلاء المعرِّي).(2)آه، نحن بدنان فحسب. لن نتمكن من الوصول إلى هناك.(3)أتأمل وجهه...