الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

محمّد زرّوق
محمّد زرّوق
سؤال البدايات
هنالك مشروعيّة تاريخيّة وحضاريّة وجغرافيّة تُسوِّغ لوجود ظاهرة أدبيّة هي الرواية الخليجيّة، ولا جدوى من تقليب المفاهيم وتختيلها، مثل إجراء عبارة «الرواية العربيّة في الخليج»، فلقد توفّرت شروط عرقيّة وجغرافيّة وإثنيّة تُمنطق خصوصيّة نوع أدبي في منطقةٍ من هذا العالم الوسيع، فالرواية الخليجيّة تختلف مرجعيّاتها ومعاجمها ووقائعها وملامح شخصيّاتها عن...
وَجَاهة الاختلاف
أعتقد دوما أنّ الحكاية نشاطٌ إنسانيّ طبيعيّ، فالإنسانُ كائنٌ حكّاءٌ بطبعه، يعيش الحكاية وهو يضع رأسه على فراش النوم ليمرّ شريطٌ سرديّ في ذهنه يضمّ ما كان أو ما يكون، يستحضر قبل النوم سلسلة من الأحداث ويُقلّبها على أوجه عدّة وفقا لإمكانات سرديّة متعدّدة، متسائلا ماذا لو فعلت كذا بدلا...
الروائي الباحث «3»
صرتُ أفكّر دوما لمَ أنتصرُ لبعضٍ من رواياتِ الخليج، وأنشدُّ إلى قسمٍ مهم منها، حتّى صرتُ أكاد أشكُّ في نفسي وأتّهمها بالتملّق والتزلّف والتقرّب، ثمّ سرعان ما تنبّهني نفسي الأمّارة بالكبرياء أنّي لم أرض على عدد مهمّ من الرواية الخليجيّة وأنّي كتبتُ فيها ما كتبه مالك في الخمر؟ جواب سؤالي...
الروائي الباحث «2»: «الجسد في الغزل العُذري»
للغزل في تراث العرب منازل ومسائل، والقولُ الفصلُ فيه بعيد المنال، فوفْرةٌ من كُتب الأدب التي تروي حكايات الغَزِلين، وما يُمكن أن يُكابدوه من أثر العشق في أرواحهم وأبدانهم، ووفْرةٌ من الأشعار التي انصرفت إلى الغزل بشقّيه، المدنيّ منه والبدويّ، ووفْرةٌ أيضا من المدوّنات التي عَرضت لهذه الظاهرة في تاريخ...
الروائي الباحث «1»
هل يفلح الباحث الجامعي، «المتكلّسُ» في أغلب حالاتنا العربية، المعتصم بحَرفيّة التدريس «مهنة شُؤم»، تُذكّرنا بمعلم الصبيان الذي تحدث عنه الجاحظ، وشدد على عدم قبول شهادته لمخالطته الصبية وتأثّره بقلة عقولهم، ونصّص على جهله بسبب تكراره معلومات ظل رهينها يأكل منها طعامه ويكسب منها قوته أن يُوجِد فضاءً إبداعيا يتحقق...
أدب الضحية: المحرقة المعتقد
حرْقُ اليهود، أو محرقة اليهود، ليست فعلا حادثا، ولا أثرًا ناتجًا عن فعلِ النازيين الألمان فيهم، وانتقاءُ المُصطَلحُ «المحرقة» ليس اختيارًا بريئا ولا دالًا على مَظْهر من المظاهر التي تعرّض لها اليهود على يد الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية، بل هو فعلُ اختيارٍ مدروس لتكريس وضعِ الضحيّة الأدبيّة، التي بدأت...
أدب الضحيّة «4»
يتقلّب عالم اليوم على جمْرٍ من الشعارات والمبادئ التي سادت طيلة قرن من الزمن، ويُعيد أصحاب الرأي تحديد المفاهيم وضبط الحدود بينها، والمبدع العربي -في ظنّي- يقف مشدوها، فاغرا فاه، مدهوشا من نهاية الإنسانيّة، وتركّز وقاحة الأقوى، يتتبّع تصاريح الساسة المالكين لمفاتيح القنابل المنهية للكون، ويرى مشاهد مباشرة عن تقتيل...
أدب الضحيّة «3»
من الذي يُحدّد الضحيّة لتكون مدار الأدب؟ هل هنالك منطقٌ كونيّ علميّ أو أخلاقيّ لتحديد الضحيّة حتّى نعترف بأدبها؟ من أدرانا أنّ ما يُعرَضُ علينا أدبا لضحايا ليس هو عينه أدب جلاّدين؟ عندما توسّعتُ قليلا في دراسة أدب الضحيّة، ونقد أدب الضحيّة، أدركتُ أنّ أغلب ما يُدار من أمثلةٍ حول...