علب الحكاية «3».. علبة التاريخ
التاريخ بثقله ومختلف مظاهره وأشكاله والواقع بثقله وشتّى مرجعيّاته والذات بكلّ ما يستقرّ فيها من مشاعر وأحاسيس، وما به تتكوّن وتتشكّل عُقَدها وتعقيداتها هي المصادر الرئيسة التي يُتقن الروائيّ التفاعل معها وإخراج حكاياتها، هي وادي عبقر التي منه تُشرَبُ الروايةُ بأحداثها وشخصيّاتها.يُشكّل التاريخ الشفويّ والمكتوب، الرسميّ وغير الرسميّ، مخزنا رئيسا...
14 فبراير 2023
عُلب الحكاية «2».. عُلبة باندورا
تمثّل باندورا في الأساطير اليونانيّة أوّل امرأة تُصْنَعُ من الماء والطين، هي صنيعة هيفيستوس إله الصناعة، الذي أمره والده زيوس بصناعة هديّة إلى بروميثوس عقابا له على سرقة النار من الآلهة ومنحها للبشر، المرأة باندورا كانت أجمل ما خلق الآلهة، وَهَبها الآلهة هدايا اتّسمت بها: الجمال، الإطراء، الودّ، المهارة، النعمة،...
7 فبراير 2023
عُلَبُ الحكاية (1)
هل نضبت عُلَب الحكايات عند الروائيين حتّى يعودوا إلى ذواتهم وسِيَرهم وحكاياتهم يبحثون فيها عن روايةٍ تمتنع فيها البِدَعُ وتثبُتُ فيها السيرةُ أرضيّة حامية من جموح التخييل، مانعة من الدخول في عوالم لا ظلّ لها بشكل مباشر في بناء خطاب السرد، أو أنّ الأدب تنبّه الآن إلى منزلة أدب الذات...
31 يناير 2023
في تذكّر "رقصة الجراح والموت"
مليءٌ بالحكاياتِ يأتيك بها من كلّ الجهات، لا يتقصّاها ولا يعدو خلفها، وكأنّما خُلقت معه، هو هادئ في غضبه وبهْجته، لا يتحوّل منه إلاّ لونُ المُحيّا، يُذكّرك إن جالسته بالآباء القدامى في وعيه وإدراكه وانفتاحه على الكون، مغرقٌ في التأصّل، منغرسٌ في الحداثة، يُمكن أن ينفر الوجود بمناصبه وهباته وأمواله...
24 يناير 2023
سبيل الرواية : الأدب والحياة
في تسعينيات القرن الماضي أفرطنا في الإيمان بالنصّ، وهو أمر ورثناه عن جيل السبعينيات والثمانينيّات الذي تتلمذنا عليه، وحتّى لمّا ردّد على مسامعنا أستاذنا الجليل البروفيسور حمادي صمود يوما وقد رآنا في دروس المرحلة الثالثة منطلقين في الإيمان بالنصّ وقدرته على الإمتاع، "إنّ الحياة أوسع من النصّ"، لم ننتبه إلى...
17 يناير 2023
مرّت سنة
مرّت سنة، وفارقْنا عاما من النجاح والبؤس والتعس، من الألم والبهجة، واستقبلنا عاما دون يقين أنّه سيكون الأفضل، بل العالم أصبح على يقين أنّ القادم أسوأ من المنقضي، فبأيّ عقل نفارق تجربة ونستقبل أخرى؟ وبأيّ بهجةٍ يُمكن أن نأمل في عالم خال من الأمراض ومن الحروب مليئًا بما يُمكن أن...
10 يناير 2023
مجلس العزّابة
في رحلةٍ إلى جزيرة جربة بتونس استثار اهتمامي مسجدٌ ذو معمار قديم، أمامه شجرتا زيتون مثمرتان مظلّتان موحيتان بنظام كان يُجْرى قديما في تونس، وهو نظامُ الأحباس، تُخصّص فيه بعض الأشجار المثمرة المغروسة أمام المدارس أو دور العبادة أو المدارس للإنفاق والقيام على المؤسّسة التي حُبست لأجلها مداخيل تلك الأشجار.أثار...
3 يناير 2023
سبيل الرواية: قَنْصُ الحكايات
ما زالت الحكاياتُ في عُمان مخزونةً مكتومةً بِكرا تنتظرُ قنّاصا يتلقّفها ويُعيد تشكيلها وتحيينها في روايةٍ يُعْمِل صاحبها الفطنة السرديّة والقدرة الحكائيّة لإخراجها في لبوس مبْهر آسِر، تأْنَسه النفوس وتنبهر به العقول.من ضيقِ الفضاء ونُدرة الشخصيّات يتفتّحُ السرد في روايات زهران القاسمي، فالكاتب لا يُحمِّل حكاياته أعباءَ الكون ولا يُساير...
27 ديسمبر 2022