الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

محمّد زرّوق
محمّد زرّوق
جحا.. الواقع والخيال
لم يكن العرب دعاة نكد فحسب، بل كانوا يطلّون على نتف من المتع والمؤانسة والفكاهة والظرف، حتّى احتلّ الأمر بابا من أبواب الكتابة العربيّة القديمة عنوانه الظرف والظرفاء فـي الأدب العربيّ، فظهرت مدوّنات وفـيرة جامعة...
لُغة لا تموت.. المعلم سما عيسى
تحتاج الحضارات القوية دوما إلى الاعتراف بجذور تنتسب إليها وتعود، إلى الرجوع إلى ثوابت فكرية وأخلاقية هي محل إجماع واجتماع، هي أصول وإن اختُلف معها، فإنها تظل أرض وفاق للأجيال اللاحقة وصُورا نموذجية تُقْتدى ويُهتدى...
سلالة الحكَّائين
ليس لك وأنت تقرأ ما تكتبه أميرة غنيم إلاّ أن تُعجَب بلغتها وحِيل تراكيبها وجمال ما تنحوه من أسلوبٍ، وما تُرشّحه من أشكال الحكاية ووسائط تعبيرها، ولقد أخذتني فـي روايتها الأولى صُدورا «نازلة دار الأكابر»...
العرب وتاريخهم
لقد أدركت من تجربتي العميقة والطويلة في التدريس في مختلف مراحله، وفي بِقَاعٍ من العالم مختلفة، أنّ الأجيال الصاعدة في اغتراب وغُربة مع تاريخها وحضارتها، لا تعلم هذه الأجيال، وأجيال من قبلها، ما هي المصادر الكبرى في تاريخنا التي لا يجب ألاّ نكون على علم بها.نكتب الكتب وندرِّس المحاضرات، ولكن...
كثرة اليابسة.. وفرة المعنى وقلة اللّفظ
كما الصوفـي يجد المعنى فـينقطع لسانه ويدرك عجز اللفظ عن احتواء وفـير المعنى الذي حل به، يجول عبد الله حبيب فـي المعاني الشريفة (فـي منزلتها فـي الوجود البشري)، يشير إليها ولا يخوض فـيها تفصيلا وفـيضان لغْو، يقف على المعاني الجليلة بشذرات وتأملات، وإشارات تتعسر أبعادها ومقاصدها على قارئ الشكل، قاصد...
تصنيع القبول في حرب اللّغة
"تصنيع القبول"، هو المصطلح الذي أجْراه والتر ليبمان ومن بعده نعوم تشومسكي لوسْم الجهود الإمبرياليّة الاستعماريّة في استعمال اللّغة المشرّعة لأفعالهم من جهة، والعاملة على التأثير في ناخبيهم ودافعي الضرائب لأجل الإقناع بتوجّهاتهم الاستعماريّة والاستيطانيّة. حربُ اللّغة، لا تقلّ أهميّة ولا أثرًا عن الصّراع الميدانيّ الفعلي. ولقد عملت الفكر الاستعماريّ...
بيروت بيت القصيد
تُقْصَف بيروت اليوم، ويُهجَّر أناسُها، يموت أطفالها، وتُشرَّد نساؤها، على مرأى ومسمع من العالم، ومباركة بالصمت أو بالقول من عامّة الكون. ولكن بيروت تصنَع من دمارها دثارا من الأدب، كلّ رصاصة تُطلق منها هي قصيدة أو رواية، وقد أرَّخ التاريخ لبنان وبيروت، ولم يحفظ الأدب مدن الغُزاة ودماءهم السائلة من...
السمّ في العسل
لم أكن وأنا أكتب مقالة الأسبوع الماضي حول موضوع ثقافة الأصداء، وهيمنة مواقع التواصل الاجتماعي، وحلول النصّ الإلكتروني بدل النصّ الورقيّ وسيادة ثقافة العبور البصريّ وتعميم المعلومات في بحر النت دون حسيب أو رقيب على وعي بأنّ الأجهزة الحاملة لهذه المعرفة يُمكن أن تتحوّل إلى أسلحة تدمير للبشريّة، واقعة لبنان...