حضور علمي بارز للأطباء العمانيين المبتعثين في الجامعات العالمية

تعدت إنجازات الكوادر الطبية العمانية حدود الوطن، لتؤكد على كفاءة الطبيب العماني أينما كان ويبرز دوره كنموذج متميز وفاعل في مسيرة التقدم العلمي حاملا على عاتقه مسؤولية التعلم والإبداع واكتشاف الجديد مستغلا الفرص المتاحة له في اكتساب المهارات والخبرات المتطورة والتعرف على التقنيات والتجهيزات التي توفرها الجامعات العالمية، والإسهام في التعليم الطبي والبحث العلمي، وهي الأهداف التي يسعى المجلس العماني للاختصاصات الطبية إلى تحقيقها عبر برنامج الابتعاث الخارجي للأطباء العمانيين.

وفي هذا الإطار، قال الدكتور حامد بن سالم البادي، طبيب مبتعث في جراحة العظام بجامعة ميجيل الكندية: كجزء من متطلبات الدراسة ساهمت في تدريس طلبة الطب والأطباء المتدربين وكذلك الكادر التمريضي بالجامعة، وتقديرا من الجامعة حصلت مؤخرا على جائزة أفضل طبيب معلم لطلبة الطب في الجامعة لعام 2023، وخلال فترة الدراسة التخصصية أنجزت 10 بحوث علمية، ونشرت حتى الآن 7 بحوث في مجلات علمية مرموقة، وتوجت هذه البحوث بالعرض في 4 مؤتمرات عالمية، منها الملتقى السنوي لرابطة جراحة العظام الكندية ورابطة جراحة العظام الأمريكية وأيضا الرابطة الأمريكية لتبديل مفاصل الركبة والحوض.

وقال: بعد التخرج أطمح إلى المساهمة مع زملائي للارتقاء بالمنظومة الصحية في سلطنة عمان وإيجاد الطرق المناسبة لحلحلة بعص التحديات أهمها تقليل فترة انتظار المرضى للعمليات الجراحية مما يخفف العبء على المرضى.

عضو فعال

وتحدثت الدكتورة مارية بنت محمد البندرية، طبيبة مبتعثة للزمالة في علم الجينات الوراثية والأمراض الأيضية عن تجربتها قائلة: التحقت ببرنامج طب الأطفال في جامعة ماكماستر الكندية وحصلت على زمالة الكلية الملكية الكندية للأطباء والجراحين في تخصص طب الأطفال في ٢٠٢٢، بعد ذلك التحقت بجامعة تورونتو الكندية ودرست علم الوراثة البيوكيميائي السريري وحصلت على زمالة الكلية الكندية للطب الوراثي في ٢٠٢٤.

وأضافت: خلال فترة التدريب كان لدي شغف في التعليم الطبي والتدريس العلمي وقدمت عدة محاضرات لطلبة الطب وطلبة الماجستير في مجال علم الوراثة والأمراض الأيضية في جامعة ماكماستر وجامعة تورونتو الكنديتَيْن، وقمت بإصدار عدد من الكتيبات التعليمية والعديد من البحوث العلمية وشاركت في عدة مؤتمرات في كندا بتقديم أوراق علمية، كما قمت بنشر بحث علمي بعنوان "علاج مرض نقص الإنزيم نازع الهيدروجين طويل السلسلة" في "المجلة العلمية الدولية لفحص حديثي الولادة" في مارس ٢٠٢٤.

تابعت حديثها: إضافة إلى ذلك، كنت عضوا فعالا في عدة مناصب قيادية في فترة التدريب للتخصص وكذلك الزمالة وما زلت أشارك كعضو في بعض مجموعات العمل مثل مجموعة العمل المكلفة من قبل الكلية الكندية للطب الوراثي لتطوير برنامج الزمالة في تخصص علم الوراثة البيوكيميائي السريري وفقا لنظام الكفاءة في التعليم الطبي والتدريس العلمي.

حصلت الدكتورة مارية على جائزة "بوسكو بايس للتدريس العلمي" خلال حفل التخرج من تخصص طب الأطفال من جامعة ماكماستر الكندية، حيث تُقدَّم هذا الجائزة إلى طبيب متدرب قدّم مساهمات متميزة وأظهر كفاءة عالية في التعليم الطبي والتدريس العلمي، بالإضافة إلى جائزة "جو كلارك" للتميز في التدريب السريري، التدريس العلمي والقيادة، خلال حفل التخرج من الزمالة في تخصص علم الوراثة البيوكيميائي السريري من جامعة تورونتو الكندية.

وأوضحت: ترشحت لعدة جوائز أخرى خلال فترة تدريبي في جامعة ماكماستر الكندية، من ضمنها جائزة الطبيب القدوة والتي تمنح لطبيب كان نموذجا إيجابيا لزملائه وأظهر التزاما وتفانيا في دعم زملائه في برنامج التدريب، ويقدم إنجازات في مجال البحث العلمي والتعليم الطبي وكان نموذجا للقائد المتميز والعمل الجماعي. وكذلك جائزة الطبيب المُرشد التي بالعادة تُمنح لطبيب كان يدعم زملاءه في التعليم الطبي والبحث العلمي وكان له الدور في تعزيز التعلم في بيئة تعليمية آمنة وإيجابية.

وتتطلع الدكتورة مارية للانضمام إلى فريق قسم الوراثة في المركز الوطني للصحة الوراثية بالمستشفى السلطاني، والمشاركة في برنامج فحص المواليد حديثي الولادة، وهي مبادرة صحية عامة تهدف إلى تحديد الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من حالات وراثية أو أيضية أو هرمونية معينة في وقت مبكر من حياتهم بهدف اكتشاف هذه الحالات قبل ظهور الأعراض، مما يتيح الفرصة الكافية للتدخل المبكر والعلاج لمنع حدوث مشاكل صحية خطيرة أو إعاقات في حال عدم اتخاذ إجراء مبكر للعلاج، حيث إنها أولت اهتماما خاصا خلال فترة التدريب ببرنامج الزمالة في علاج مثل هذه الحالات من خلال عملها مع البرنامج الوطني الكندي لفحص مواليد حديثي الولادة.

تجربة مميزة

وقال الدكتور محمد بن تميم الشرجي، طبيب مبتعث لتخصص الأشعة: حاليا أتخصص كطبيب مقيم في السنة الخامسة بتخصص طب الأشعة بجامعة تورونتو بكندا، وقد كُرِّمت من قبل الجامعة لتميزي في مجال التدريس، حيث كنت أشارك بعض أعضاء هيئة التدريس من استشاريين وأطباء مقيمين في تعليم طلبة الطب على أساسيات الأشعة وأهميتها في الحقل الطبي، وحصلت على جائزتين، وهي جائزة التميز الأكاديمي في السنة الأولى من التخصص بالإضافة إلى جائزة الامتياز في التعليم والتي حزت عليها هذا العام.

وقال: أود أن أعود إلى أرض الوطن حتى أتمكن من نقل المعرفة والخبرة التي اكتسبتها طوال سنوات تدريبي للمساعدة في الارتقاء بالنظام الصحي والرعاية الصحية للأفضل، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي الصحي بالمجتمع، كما أود أن أشارك بشكل كبير في تعليم الأجيال القادمة من الأطباء والأخصائيين، ولطالما كان التدريس شغفًا كبيرًا بالنسبة لي.

طب الأعصاب

وقالت الدكتورة نادية بنت سعود العزرية، طبيبة مبتعثة زمالة طب الأعصاب للأطفال في جامعة تورنتو الكندية: أدرس حاليا في السنة الثالثة والأخيرة لبرنامج زمالة طب الأعصاب للأطفال وهو برنامج تدريب شامل معتمد من قبل الكلية الملكية للأطباء والجراحين في كندا.

وأضافت: يُدرس برنامج زمالة طب الأعصاب للأطفال على مدى ثلاث سنوات وخلالها يوفر تدريب سريري وبحثي واسع، مع التركيز على حالات سريرية رئيسية تشمل الصرع، السكتة الدماغية، الصداع، الأمراض العصبية الأيضية، أمراض الأعصاب العضلية، اضطرابات النوم، اضطرابات الحركة، الاضطرابات العصبية الالتهابية، وطب الأعصاب حديثي الولادة.

وأوضحت قائلة: إلى جانب اندماجي في البيئة السريرية فقد شاركت في البحوث العلمية أيضا بموضوع بحثي حمل عنوان "تحسين الرعاية داخل المستشفى للأطفال الذين يعانون من تفاقم حاد في خلل التوتر العضلي"، وقد قدمت عرضا شفويا لنتائج بحثي في اليوم البحثي السنوي، الذي يُقام مرة واحدة في السنة في المستشفى حيث يعرض المتدربون أوراقهم البحثية، بالإضافة إلى ذلك، أساهم الآن في إكمال المسار السريري العلاجي لخلل التوتر العضلي المقاوم للعلاج.

وعن الجوائز التي حصلت عليها خلال فترة الزمالة، قالت: حصلت على جائزة (ويليام ج.لوجان) التي تمنح لأعضاء هيئة التدريس والمتدربين للتميز الاستثنائي في التدريس العلمي والتدريب السريري، كما نلت شهادة امتياز، في أبريل 2024 للتميز في تحمّل المسؤولية الشخصية والتعاطف في التعامل مع المرضى، وإظهار عقلية التعلم المستمر، وتقدير العمل الجماعي.

وتابعت: بعد تخرجي كطبيب أعصاب أطفال، سأعمل جاهدة لدفع عجلة التنمية في القطاع الصحي من خلال تطبيق كل ما اكتسبته من خبرة في هذا المجال، ليس فقط لتحقيقه بل لتطويره بما يتناسب مع المنظومة الصحية في سلطنة عمان.

تميز جراحي

من جانبه قال الدكتور أحمد بن محمد الحوسني، طبيب مبتعث تخصص جراحة الترميم والتصحيح: التحقت لإكمال تخصص الجراحة التجميلية والترميمية في جامعة كولومبيا البريطانية، بكندا في برنامج مدته 5 سنوات، وطوال فترة تدريبي، كنت مهتما بالتعليم الجراحي وضمان الجودة والكفاءة الجراحية، وعملت على مشاريع تعكس ذلك، وقد حصلت على جائزة التميز الجراحي "غارث وارنوك"، وهي جائزة تُمنح لمَن أظهر خلال فترة دراسته أعلى مستويات الكفاءة.. وأتطلع بعد انتهاء فترة تدريبي العودة إلى الوطن وأخطط لبدء برنامج تدريب محلي لجراحة التجميل ضمن برامج المجلس العماني للاختصاصات الطبية، بالإضافة إلى إدخال الجراحات اللمفاوية كخدمة جديدة للمرضى الذين يحتاجون إليها.

مهارات ومعرفة

وتطرق الدكتور طارق بن ذياب السعدي، طبيب مبتعث تخصص جراحة المخ والأعصاب: أعمل حاليا كطبيب زمالة (تخصص دقيق) في جراحة أورام الدماغ والجمجمة والعمود الفقري وجراحات الصرع في مستشفى (Cedars-Sinai Medical Center) في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي حصل على تقييم كثاني أفضل مستشفى في أمريكا حسب التصنيف السنوي لأفضل المستشفيات الأمريكية.

حصل السعدي على شهادة الماجستير في "الجراحة التجريبية - التعليم الجراحي" والتي شملت مشروعا بحثيا في أورام الدماغ، والزمالة (تخصص دقيق) في جراحة أورام الدماغ والجمجمة والعمود الفقري وجراحات الصرع في أمريكا (٢٠٢٤).

وهو باحث في مجال المخ والأعصاب والعلوم العصبية، ومشرف على مجموعة أبحاث، ومراجع ومحرر لمجموعة مجلات طبية عالمية في مجالات العلوم العصبية والتعليم الطبي في أمريكا، وكندا، وبريطانيا، والهند، ومتحدث في مؤتمرات جراحة المخ والأعصاب في عدة محافل وتجمعات علمية دولية في أمريكا، وكندا، وبريطانيا، وسلطنة عمان.

كما حصل على جائزة (Dr. Penfield Award) كأفضل خريج في جراحة المخ والأعصاب من جامعة ماجيل لعام (٢٠٢٤)، وجائزة الجراحة التجريبية للدراسات العليا (٢٠٢٢)، بالإضافة إلى حصوله على منحة لدراسة الماجستير، مقدمة من معمل الدكتور كيفين بيتريكا بمستشفى مونتريال للأمراض العصبية بكندا (٢٠٢١)، وجائزة العميد لكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس (٢٠١٦، ٢٠١٢، ٢٠١١).

وعن طموحه في الارتقاء بالرعاية الصحية في سلطنة عمان، قال: سوف أعكس ما تعلمته من مهارات ومعرفة أثناء سنوات الابتعاث في تحسين وتقديم الرعاية الطبية لمرضى جراحة المخ والأعصاب في سلطنة عمان بمساندة الفريق الطبي، وأساهم في تقديم جراحات الصرع والعمليات الوظيفية كأمراض الحركة والرعاش والتي يتم علاجها بالخارج في الوقت الحالي، والتوسع في علاج أورام المخ وقاع الجمجمة وتقديم عمليات المنظار والتدخل البسيط، وتنمية وتحسين الجانب البحثي في المجلات الطبية لا سيما العلوم العصبية والتعليم الطبي في سلطنة عمان.