No Image
عمان اليوم

حديقة النباتات العمانية.. أيقونة عالمية تفتتح العام القادم

11 نوفمبر 2023
وجهة علمية وثقافية وسياحية بارزة.. و 90% نسبة الإنجاز
11 نوفمبر 2023

وزير التراث والسياحة لـ"عمان":

ـ بيئات تحاكي الطبيعة العمانية بمختلف المحافظات وتحتضن جميع أصناف الأشجار المحلية والنادرة

ـ مماشي وساحات وجسور معلقة وعربات "تلفريك" تـأخذ الزوار بين جنبات الحديقة

ـ إنشاء مركز للطاقة المتجددة وطريق يربط الحديقة بمنطقة الجفنين

ـ منشآت فندقية ومرافق خدمية توفر فرص عمل للشباب والمشاريع المتوسطة والصغيرة

ـ توجه لنقل متحف التاريخ الطبيعي ليكون ضمن مرافق الحديقة

وسط جبال غرب محافظة مسقط، وفي قرية الخوض بولاية السيب تتشكل ملامح أيقونة فريدة ومعلم سياحي وثقافي وتراثي وعلمي جديد، يتمثل في (حديقة النباتات العُمانية) التي جاء إنشاؤها لتوثيق أنواع النباتات المحلية وحفظ مكوناتها، وتأخذ زوارها إلى مختلف البيئات العُمانية الجبلية والصحراوية والأودية والسيوح والسواحل، بروح تمزج التقنية الحديثة في البناء والتصميم مع بساطة الماضي الجميل، وتمنح الباحثين والمستكشفين رصيدا معلوماتيا عن آلاف من النباتات في البيئة العُمانية.

وكشف معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة في حديث (لجريدة عمان) أن التشغيل المبدئي لحديقة النباتات العُمانية سيكون في العام القادم، حيث بلغت نسبة إنجاز المشروع 90%، موضحا أن بعض المرافق تم الانتهاء من بنائها كليا، فيما يجري العمل على استكمال بقية المرافق والمنشآت.

وأشار معاليه إلى أن وتيرة العمل في المشروع تجري وفق المرسوم لها ويتم استكمال المرافق بشكل تدريجي، حيث تمضي الوزارة في بناء قدراتها التشغيلية للمشروع واستكمال كافة المتطلبات الأساسية، ويأتي تنفيذ الطريق الواصل للحديقة من منطقة الجفنين، في سلم الأولويات التي تعمل الوزارة على إنجازها في المرحلة الحالية بالتنسيق مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، ويؤمل أن يسهم الطريق في تخفيف الضغط على المدخل الرئيسي الحالي للحديقة، وتسهيل وصول الزوار القادمين إليها من مختلف المحافظات بسهولة ويسر.

وأكد معاليه أن مشروع حديقة النباتات العُمانية يعد واحدا من بين أهم المشاريع ذات الأبعاد السياحية والعلمية والبحثية والتراثية، حيث تزخر الحديقة بالعديد من المكونات المتنوعة، وتضم بين جنباتها، جوانب ذات جماليات سياحية بداية من موقعها ووصولا إلى ما تضمه من مرافق متنوعة، ومساحات تجمع مختلف البيئات العُمانية والنباتات والأشجار في مكان واحد، إضافة إلى أهميتها العلمية والبحثية، كون الحديقة تعد (بنك معلومات) وتزخر برصيد ضخم للغاية بأنواع عديدة من الأشجار والنباتات العُمانية، حيث أسفرت عمليات الحصر للفرق العلمية بالحديقة عن تجميع وتوثيق مئات النباتات العُمانية، كما ساهمت الحديقة في اكتشاف (20) نوعا نباتيا حصريا لا يوجد على مستوى العالم إلا في سلطنة عمان.

وقال معاليه: إن الحديقة ستكون مقصدا مهما على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي لما تزخر به من معلومات علمية وقاعدة بيانات بحثية، كما تزخر الحديقة بإرث تاريخي عريق للعادات والتقاليد السائدة في البيئة العُمانية القديمة وتوارث الآباء والأجداد لطرق زراعة بعض أنواع النباتات ومواسم الزراعة وحفظ البذور، حيث تحفظ الحديقة كل هذه المعلومات ضمن قاعدة بياناتها التي توفر المعلومات للباحثين والطلبة.

وبين معاليه أن الحديقة ممكّن رئيسي للعديد من القطاعات، وتوجد علاقة شراكة بين الجهات الحكومية والمجتمع، وتعتبر رافدا للقطاعات، وتضم إضافة إلى مكوناتها الأساسية مجموعة مقاهي ومرافق وخدمات متنوعة، ستوفر فرصا استثمارية للمشاريع المتوسطة والصغيرة، إضافة إلى وجود مساحات لسياحة المغامرات، ومراكز بحثية لخدمة الجوانب العلمية.

وأشار معاليه إلى أن هناك توجه لنقل متحف التاريخ الطبيعي ليكون ضمن مرافق الحديقة، لإيجاد علاقة تكاملية بين الحديقة والمتحف.

وأوضح وزير التراث والسياحة أن التشغيل الكلي للحديقة ومرافقها يحتاج إلى مزيد من الوقت، والموارد المالية والبشرية، معربا عن أمله في أن تتوفر كل هذه المتطلبات، للوصول للمستهدفات من هذا المشروع.

وعن تأخر الانتهاء من إنجاز مشروع حديقة النباتات قال معاليه: المشروع معقد بطبيعته، واطلعنا على تجارب مشابهة لهذا المشروع في العديد من الدول وتبين أن التجارب معقدة فنيا، إلى جانب إعادة هندسة المشروع في الفترة السابقة، مشيرا إلى أن وزارة التراث والسياحة تمكنت منذ الفترة التي آلت فيه إدارة المشروع إليها من الوصول إلى 91% من نسبة الإنجاز، وذلك تطلب جهودا استثنائية ومتابعة وتشكيل فريق عمل ذي كفاءة عالية.

وبين معاليه أن الفترة الأولى لتشغيل المشروع ستكون عملية استقبال الزوار مخصصة للوفود الرسمية والحجوزات المسبقة واستضافات محدودة، بحيث نستشف قدرات مرافق الحديقة التي على ضوئها يتم بناء منظومة الخبرات وتوظيف ما يتناسب من قدرات بشرية مؤهلة للتعامل مع كافة مرافق الحديقة ومكوناتها، وضمان سلامة الزوار والمرافق عبر توظيف كافة المستويات ضمن أطقم الحديقة من النواحي الفنية والمعرفية والعلمية والإرشادية والجوانب المتعلقة بالسلامة.

وأشار معاليه إلى أن مشروع حديقة النباتات العُمانية يضع نفسه كواحد من المعالم في البلاد مثل دار الأوبرا السلطانية ومتحف عمان عبر الزمان والمتحف الوطني وغيرها من المعالم العُمانية الكبيرة التي تقف شاهدة على الماضي العريق والحاضر المشرق لسلطنة عمان، وتشكل مقصدا ثقافيا وسياحيا للزوار، بعد ذلك ستدخل الحديقة المرحلة الثانية من التشغيل، التي ستستقبل فيها الزوار، خاصة بعد أن يتم إدخال الجانب الترفيهي وجوانب الاكتشاف، والعروض المتحفية والمساحات السياحية التي تستطيع فيها الأسر قضاء يوم كامل بين جنباتها باستمتاع وأريحية وتنوع.

وأوضح معالي سالم المحروقي وزير التراث السياحة أنه بناء على التنسيق القائم مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، هناك عدة بدائل لتطوير المدخل للوصول إلى الحديقة، ومن بينها الطريق الواصل للحديقة من منطقة الجفنين، وذلك من أجل الوصول إلى أفضل الطرق المؤدية للحديقة تسهيلا للزوار.

إدارة الحديقة

وأشار معاليه إلى أن هناك عدة نماذج مطروحة لإدارة الحديقة مستقبلا، يتم دراستها وسيتم اختيار الأفضل والأكثر قابلية للاستدامة، حيث سيتم التركيز على ارتباط هذا المشروع ببقية القطاعات لتحقيق التكاملية، وبلوغ الأهداف المنشودة ليكون المشروع مقصدا ثقافيا وسياحيا وعلميا وترفيهيا، يلبي ذائقة الزوار على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

وبيَّن معاليه أن الحديقة مع بدء تشغيلها سوف تستقطب ما بين 200 إلى 300 شخص للعمل في مكونات الحديقة المباشرة، إضافة إلى ما سوف تستوعبه الفنادق والمرافق المصاحبة من فرص عمل للشباب، وفرص لأصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة.

"عمان" أول صحيفة زارت الأعمال الإنشائية القائمة في حديقة النباتات العُمانية، واطلعت على الجهود المبذولة لإنجاز ما تبقى من مكونات الحديقة تحت إشراف وإدارة المهندس/ محمد بن محمود الزدجالي -مستشار الوزير للشؤون الهندسية / المكلف بأعمال مدير المشروع-، وتنقل لكم بالكلمة والصورة ملامح المعلم العماني الجديد وتفاصيله بعد جولة برفقة المهندس سلطان الرزيقي الذي رافق فريق الجريدة خلال هذه الرحلة.. وإليكم التفاصيل.

حديقة النباتات العُمانية بقرية الخوض بولاية السيب التي تمتد على مساحة 5 ملايين متر مربع، تأخذك إلى كل ربوع سلطنة عمان، فقد استجلبت كل البيئات العُمانية من جنوب عمان ووسطها إلى شمالها، بكافة تفاصيل وتنوع البيئة العُمانية الجبلية والساحلية والصحراوية والساحلية، وجلبت مختلف أنواع النباتات والأشجار العُمانية، وتمت زراعتها بين جنبات ومماشي الحديقة، إضافة إلى ما تم الاحتفاظ به في المشاتل والحاضنات ضمن مرافق الحديقة.

المرافق

وتضم الحديقة بين جنباتها (5) مبان رئيسية أهمها صوبة جبال ظفار وصوبة جبال الحجر ومبنى مواقف المركبات ومركز الطاقة المتجددة ومركز البيئات ومركز الزوار ومبنى كبار الشخصيات إضافة إلى عناصر أخرى كالبيئات الخارجية والأعمال الخارجية ووسائل الترفيه الخارجية وعربات الكوبال (التلفريك).

جبال ظفار

في بداية الزيارة نقف أمام مشهد يجمع بين البيئة الجبلية والمباني الزجاجية الحديثة الراقية والغطاء النباتي الأخضر، والمماشي المتعرجة وسط أشجار كثيفة، وأعداد بشرية تعمل في كل مكان، وروافع عملاقة ترفع المواد من الأرض للمباني، وعلى الرغم من عدم اكتمال المشروع كليا، إلا أن حجم ما يتم العمل عليه كبير وملامح المشروع تعكس غاية في الجمال والإبداع والنظرة المستقبلية.

يأخذك النظر وأنت أمام حديقة النباتات العُمانية جهة (صوبة جبال ظفار)، التي بلغت نسبة الإنجار فيها 77.61%، حيث يتم تجهيزها لتحاكي واقع البيئة بجبال محافظة ظفار، عبر إدخال تقنيات تجعل الزائر يعيش أجواء الخريف المنعشة بالرذاذ وسفوح الجبال الخضراء، ونوعية الصخور وألوانها لتحمل الزائر لجبال ظفار وتحلق به إلى هناك ليعيش وكأنه وسط جبال ظفار وأجواء الخريف، وهو في قرية الخوض بمحافظة مسقط.

صوبة جبال الحجر

وعلى الجانب الآخر تقف (صوبة جبال الحجر) التي وصلت الأعمال الإنشائية فيها لنسبة 92.71% شامخة يتواصل العمل فيها لإنجاز ما تبقى تمهيدا لافتتاحها، حيث خصصت هذه الصوبة لتحكي واقع جبال الحجر بطقسها ونباتاتها ومكوناتها، إضافة إلى ما تضمه هذه الصوبة من مرافق خدمية كالمطاعم وقاعة متعددة الأغراض.

مركز الطاقة

القائمون على حديقة النباتات العُمانية، عملوا على تحقيق بيئة مستدامة تستغل الطاقة الطبيعية بقدر المستطاع لخدمة المرافق، حيث تمتد 10 آلاف و800 خلية شمسية في مركز الطاقة المتجددة، الذي بلغت نسبة الإنجاز فيه 99.99%، ويغذي المركز 25% من مرافق الحديقة بالكهرباء خلال فترة الذروة الصيفية للترشيد في استخدام الطاقة الكهربائية.

كما تضم الحديقة وحدة لإعادة تدوير المياه ومعالجتها لاستخدامها في ري المزروعات، وخفض استهلاك المياه الطبيعية سعيا لتحقيق استدامة الموارد المائية.

البيئات الخارجية

البيئات الخارجية شارفت على الانتهاء و بلغت نسبة الإنجاز فيها 96.69%، وهي عبارة عن مساحات مفتوحة، تتخللها مماش وسط غابات من الأشجار والنباتات العُمانية المتنوعة من مختلف أنحاء سلطنة عمان، تم زراعتها بعناية لتتلاءم مع تضاريس المماشي التي عكست بيئات متنوعة من سلطنة عمان، ففي جنبات البيئات الخارجية تجد البيئة الصحراوية برمالها الذهبية الناعمة، ومن حولها أشجار الغاف، وفي جانب آخر تنبت نباتات متسلقة تنبت في مثل هذه البيئات، كما يستطيع الزائر أن يصل إلى الأودية الجارية دائما كوادي بني خالد وأودية دماء والطائيين عبر تشكل بيئة صخرية على هيئة واد، تجري المياه فيه دائما، كما يمكن للزائر أن يجد وادي بني عوف بصخوره الصماء القاسية وصلابة جوانبه، عندما يمشي الزائر بين جنبات البيئات الخارجية.

وسائل الترفيه

تحتضن الحديقة بين جنباتها وفي كل زاوية منها في البيئات الخارجية وسائل ترفيه للأطفال ومساحات مفتوحة قابلة لاحتضان الفعاليات وقضاء الأسر والعائلات أوقات ممتعة، حيث بلغت نسبة إنجاز وسائل الترفيه الخارجية 96.32%.

عربات التلفريك

عربة الكوبل (التلفريك) أنجز ما نسبته 95.17% منها، حيث تمتد الأسلاك التي تحمل العربات التي وصلت للحديقة، وسيتم تركيبها قريبا لتأخذ الزوار في رحلة تمتد لـ 860 مترا، وتستغرق 5 دقائق، حيث يستطيع الزوار خلال الرحلة مشاهدة تفاصيل الحديقة من الأعلى، ويستقبل التلفريك ركابه من مركز الزوار الذي بلغت نسبة الإنجاز فيه 92.73%، ويأخذهم في رحلة لصوبة جبال الحجر.

مواقف السيارات

مبنى مواقف السيارات التي يبلغ عددها قرابة 500 موقف جاهز بنسبة 100%، كما تم اكتمال العمل بالطرقات، إضافة لمحطة الحافلات حيث روعي في المواقف أن تكون بالقرب من مركز الزوار ليستطيع من خلالها الزائر أن يوقف سيارته ويتوجه لمركز الزوار، ثم تحديد وجهته بعد ذلك، كما تم مراعاة وجود مسارين مختلفين للزوار القادمين والمغادرين من الحديقة، حفظا على سلاسة الخروج والدخول من وإلى الحديقة.

جسر المشاة

الزائر للحديقة يجد جسر المشاة المعلق الذي يربط بين صوبة جبال الحجر وصوبة جبال ظفار، حيث بلغت نسبة الإنجاز فيه 77.63%، ويستطيع الزائر مشاهدة البيئات المختلفة من الأعلى.

وسائل ترفيه خارجية

يوجد بالحديقة وسائل ترفيه خارجية بلغت نسبة إنجاز العمل فيها 96.32%، حيث تتوزع وسائل الترفيه في زوايا الحديقة، وتم مراعاة مختلف الأذواق للزوار، وتلبية رغباتهم من خلال تنويع مصادر الترفيه.

وبين موقع وآخر لا يزال هناك متسع في الحديقة لإقامة مشاريع ذات أبعاد سياحية واقتصادية وثقافية وتراثية، واجتماعية، وعلى الرغم من وجود هذه المكونات التي يجري العمل فيها وشارف بعضها على الإنجاز، تفتح حديقة النباتات العُمانية ذراعيها لمزيد من المشاريع والمباني والأفكار لاحتضان مشاريع رائدة تسهم في تعزيز جوانب تنموية مختلفة، وتحقق الشراكة بين كافة القطاعات.