البكتيريا .. المسبب الأول لالتهابات الأسنان وجلسة علاج العصب تستغرق 90 دقيقة
البكتيريا هي العدو اللدود والمسبب الأول لالتهابات الأسنان إذ تتعمق إلى داخل السن نتيجة التسوس وتسربات الحشوات والأسنان المتكسرة، مما يؤدي إلى التهاب العصب وبداية الألم في الأسنان وتغير لونها تدريجياً، وأحيانا انتفاخ وورم في اللثة المقابلة للسن المتأثر، مع وجود طعم كريه في الفم، ولا شك أن العناية بالأسنان يتطلب الكثير من الاهتمام ومراجعة الطبيب مرة كل ستة أشهر على أقل تقدير للتأكد من سلامتها.
وقال الدكتور هيثم بن كهلان البرواني، طبيب جراحة الفم والأسنان، مختص في علاج الأعصاب وجذور الأسنان: إن التريث في علاج السن الملتهب قد يؤدي أحيانا إلى تكون خراج صديدي مصاحب بألم شديد أو انتفاخ في منطقة الوجه والعنق مع فقدان للعظم المثبت للسن، لذا فإن الخطوة الأولى لعلاج أي ضرس بعصب ملتهب هو إزالة البكتيريا المسببة للالتهاب، وتتم هذه العملية إما عن طريق خلع السن بشكل كامل أو محاولة إنقاذ السن والمحافظة عليه عن طريق إجراء عملية علاج عصب السن، وفي حالة اللجوء إلى خلع السن فتوجد عدة خيارات للتعويض عن السن المفقود وسد الفراغ والتي يمكن مناقشتها مع الطبيب المختص في هذا المجال.
وأشار إلى أن علاج العصب يتم في جلسات مطولة قد تستغرق الجلسة الواحدة أحيانا مدة 90 دقيقة، مشيرا إلى أن مدة العلاج وعدد الجلسات تعتمد على مدى صعوبة السن من حيث الموضع والبنية وعدد القنوات وعوامل أخرى، ونطمئن بأن علاج عصب السن غالبا ليس مؤلما ويتم إعطاء المريض التخدير الموضعي المناسب للحالة، ويتم خلاله عزل السن المراد علاجه بغطاء مطاطي "عازل" لمنع تسرب البكتيريا من اللعاب إلى داخل السن، إذ يعمل العازل على تسهيل عملية استخدام المحاليل المعقمة من خطر تسربها داخل الفم، ويوفر بيئة علاجية مريحة للمريض والطبيب على حد سواء، ويتم بعد ذلك حفر السن للوصول إلى الأنسجة الملتهبة داخل القنوات باستخدام أدوات خاصة للدخول لهذه القنوات، كما يتم استخدام محاليل معقمة مضادة للبكتيريا أثناء العلاج لتنظيف وتعقيم القنوات وإزالة الشوائب الناتجة من حفر السن، ويتم وضع مادة معقمة مضادة للبكتيريا داخل القنوات بين الجلسات وتغطية السن بحشوة مؤقتة، كما قد يتم تصوير السن بالأشعة عدة مرات خلال فترة العلاج، وفي النهاية يتم حشو القنوات بمواد خاصة مكان عصب السن داخل قنوات جذور الأسنان وتغطية السن بعد علاج العصب لتفادي احتمالية الكسر أثناء الاستخدام وقد تحتاج بعض الأسنان إلى تيجان لحماية السن، ويتم مناقشتها مع الطبيب المختص.
وأكد أن من بين المضاعفات المتوقعة أثناء علاج العصب وبعده تتضمن احتمالية ضئيلة لحدوث كسر في الأدوات المستخدمة لعلاج عصب السن، وفي هذه الحالة فإن الإجراء المتبع يشمل محاولة إزالة الجزء المكسور باستخدام أدوات خاصة، أو استمرار العلاج وحشو القناة على مستوى الجزء المكسور داخل القناة، أو محاولة تخطي الجزء المكسور واستكمال العلاج بشكل طبيعي، مع العلم أن هذه الإجراءات تعتمد على نوع وحجم الأداة المكسورة وموقعها داخل القناة والمرحلة العلاجية التي تم فيها الكسر، كما تتضمن المضاعفات حدوث اختراق عارض للسن أثناء محاولة العثور على قنوات عصب السن خاصة في القنوات الضيقة جدا والمتكلسة، ففي هذه الحالة من الممكن إصلاح الثقب في أغلب الأوقات باستخدام مواد خاصة، وقد تكون في بعض الأحيان قنوات السن ضيقة جدا أو مسدودة بشكل كامل بسبب التكلس وفي هذه الحالة يصعب على الطبيب المعالج تعقيم وتنظيف القنوات للتخلص من الأنسجة الملتهبة بشكل تام، وجميع المضاعفات التي ذكرناها تقلل بشكل كبير نسبة نجاح عملية علاج العصب وقد تؤدي إلى فقدان السن في النهاية.
وأضاف: إن بعض الحالات بعد الانتهاء من العلاج قد تشعر بحساسية أثناء الضغط على السن وهذه تختفي تلقائياً بعد بضعة أيام .. كما ينصح الدكتور هيثم البرواني على أهمية الفحوصات الدورية في عيادة الأسنان كل ستة أشهر وتنظيف الأسنان مرتين في اليوم صباحاً ومساء واستخدام خيط الأسنان لإزالة الأكل المتبقي ما بين الأسنان لتفادي المشاكل المتعلقة بالفم والأسنان كالتسوس والتهابات اللثة وخاصة أن التسوس في المراحل الأولى من السهل علاجه قبل وصوله إلى عصب الأسنان.