جني ثمار الزيتون من الأشجار المنزلية التي يحرص أهالي الجبل الأخضر على زراعتها في منازلهم
جني ثمار الزيتون من الأشجار المنزلية التي يحرص أهالي الجبل الأخضر على زراعتها في منازلهم
عمان اليوم

15 ألف شجرة زيتون في الجبل الأخضر ومستقبل واعد للتوسع في زراعتها

10 سبتمبر 2022
يصل إنتاجها السنوي لـ100 طن
10 سبتمبر 2022

  • الشجرة وضعت نفسها في المرتبة الثانية بعد الرمان لوفرة المحصول و قلة التكاليف

وضعت شجرة الزيتون نفسها في المرتبة الثانية بعد الرمان في سلة المحاصيل الزراعية التي يزخر بها الجبل الأخضر، حيث توسعت زراعتها في الولاية بشكل تجاري قبل 13 عاما، واستطاع الأهالي الإكثار من زراعة شجرة الزيتون ليصل عددها لـ 15 ألف شجرة، وفق آخر إحصائية نفذتها وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وتجود أشجار الزيتون بمحصول سنوي تتراوح كميته ما بين 80 إلى 100 طن سنويا.

ويستغرق جني ثمار الزيتون من بداية زراعة الشجرة حسب النوع، حيث يبدأ إنتاج بعض الأنواع بعد 3 سنوات من زراعة الشجرة، فيما تبدأ بعض الأشجار الإنتاج قبل أو بعد تلك المدة.

وتزرع شجرة الزيتون عن طريق الشتلات، حيث يبدأ موسم التزهير في الشجرة في شهر أبريل من كل عام، فيما تبدأ عملية الحصاد من منتصف أغسطس وتستمر لغاية منتصف نوفمبر.

ويجد الزائر للجبل الأخضر انتشار شجرة الزيتون وسط البساتين والمدرجات الزراعية ومنازل المواطنين، الذين حرصوا على زراعة الشجرة في الضواحي والبساتين والمدرجات وحدائق منازلهم والاستفادة من المحصول ليكون مصدر دخل مادي لهم إضافة إلى الحرص على وجوده ضمن موائدهم اليومية، كثمار أو كزيت طيب المذاق بعد عصره.

كما تنتشر زراعة أشجار الزيتون في المرافق السياحية الموجودة في الولاية، حيث أصبحت الشجرة متواجدة في حدائق الفنادق الكبيرة والمرافق السياحية، ويتم زراعتها بشكل متناسق وسط الحدائق وبين الممرات وأمام المداخل لتصبح أيقونة مميزة بشكلها الأنيق وأوراقها المتناسلة على أغصان لينة.

وعلى الرغم من حداثة زراعة شجرة الزيتون في الجبل الأخضر، إلا أن الشجرة استطاعت أن تحتل المرتبة الثانية في قائمة المحاصيل الزراعية في الولاية، وذلك لما تتمتع به من مميزات في غزارة الإنتاج وتأقلمها مع بيئة الجبل الأخضر المتمثلة في درجات الحرارة الباردة شتاء والمعتدلة صيفا، ليدخل محصول الزيتون ضمن مصادر الدخل الاقتصادية المهمة لدى سكان الجبل الأخضر.

ويفضل الأهالي زراعة شجرة الزيتون لتحملها قلة المياه مقارنة بغيرها من الأشجار المثمرة بالجبل، حيث تتعرض ولاية الجبل الأخضر بين فترة وأخرى إلى قلة الأمطار، مما يساهم في انخفاض مناسيب المياه في الأفلاج التي يعتمد عليها الأهالي لسقي مزروعاتهم وبساتينهم، التي أصبحت شجرة الزيتون واحدة من بين الأشجار التي تزدان بها بساتين ومزارع الجبل الأخضر.

(عمان) تجولت في جنبات ولاية الجبل الأخضر، وعايشت الأهالي وهم يقطفون ثمار الزيتون خلال هذه الأيام، مع نضوج الثمار، ففي صباحات الجبل ـ الجميع يعمل ـ فبينما يتوجه الرجال إلى البساتين والمزارع والمدرجات برفقة الصغار، يغلب مشهد السعي للرزق الطرقات المؤدية للمزارع والبساتين، حيث تشاهد رحلة جني الثمار مع شروق الشمس ولا تنتهي إلا في منتصف النهار، لتعود ذات الرحلة بعد الظهر وتتواصل إلى غروب الشمس فيعود الأهالي فرحين بما جنوه من ثمار.

وبينما يقضي الرجال نهارهم برفقة الأطفال والفتيان في البساتين والمزارع، تحرص الأمهات على جني الثمار من حدائق المنازل برفقة الفتيات الصغيرات ومن بقي من الفتيان ولم يذهب برفقة أبيه أو جده أو أحد أقاربه إلى المزارع والضواحي والمدرجات، في مشهد يعكس الواقع الجميل لعلاقة الإنسان بالأرض وخيراتها، والسعي الجاد للرزق والعمل.

ويجد زوار الجبل زيت الزيتون المنتج محليا متواجدا على مناضد البيع المنتشرة بمحاذاة الطرق الرابطة بين قرى الجبل الأخضر، بجانب الرمان والخوخ والتين الشوكي والمنتجات العطرية التي تشتهر بها الولاية.

ويستقبل مهنا بن عبدالله الصقري هذه الأيام ومع بدء جني ثمار الزيتون ما يقارب من 700 كلجم يوميا من ثمار الزيتون في معصرته المخصصة لإنتاج زيت الزيتون.

حيث يجني الأهالي يوميا ثمار الزيتون، ويقومون بتسويق معظم الثمار وبيعها ليتم عصرها وإنتاج زيت الزيتون.

وقال المهندس يحيى بن ناصر الريامي من سكان أهالي الجبل الأخضر وأحد مزارعي الزيتون: يفضل الأهالي تسويق ثمار الزيتون للمصانع المحلية الموجودة في الولاية حيث يستفيد الأهالي من بيعه للمعاصر المنتجة للزيت.

وأكد الريامي أن ثمار الزيتون تشكل مصدرا اقتصاديا جيدا للأهالي من خلال عملية التسويق المحلي التي تشهد ازدهارا متناميا، حيث ساهم الإقبال على زيت الزيتون المنتج في الجبل الأخضر على التوسع التجاري في زراعة الشجرة، كما شجع الأهالي على الإكثار من زراعة أشجار الزيتون في منازلهم.

وأوضح المهندس يحيى الريامي أن الجمعية العمانية لمزارعي الرمان أضافت ضمن أنشطتها مزارعي الزيتون حيث تقدم دعمها للمزراعين من خلال تسويق المنتجات وتقديم الإرشادات المتعلقة بالعناية بشجرة الزيتون والاستفادة من المحاصيل والتعريف بطرق التسميد ومواعيدها وطرق الري والتقليم وغيرها من الإرشادات التي تساهم في إنتاج أوفر للأشجار.

وأكد المهندس يحيى الريامي أن شجرة الزيتون في الجبل الأخضر أصبحت تحتل المركز الثاني ضمن عدد الأشجار التي يشتهر بها الجبل بعد شجرة الرمان، حيث شكلت مصدرا اقتصاديا مهما للأهالي مما دفعهم للتوسع في زراعتها والعناية بها والإكثار منها.