No Image
عمان العلمي

إلى الآن.. لم يصل البشر للحد البيولوجي للعمر

21 يونيو 2023
21 يونيو 2023

في الأثناء التي كان فيها متوسط عمر الإنسان -المتوقع- يرتفع منذ عقود في الكثير من البلدان، إلا أن الرقم القياسي للشخص الأطول عمرًا لم يتزايد، ولكن يبدو أن هذا الأمر على وشك التغير.

في الوقت الحالي يتم العمل على استخدام طريقة جديدة لتحليل بيانات سجلات الوفيات، وتشير إحصائيات 19 دولة ذات دخل مرتفع إلى أننا فعلا لم نقترب بعد من الحد الأقصى لعمر الإنسان، ويمكن أن نرى الرقم القياسي يبدأ في الارتفاع في العقود القليلة القادمة، ويقول الباحث الرئيسي في الدراسة «ديفيد مكارثي» من جامعة جورجيا في أثينا: «لا يبدو أننا نقترب من الحد الأقصى في الوقت الحالي».

بالرجوع إلى المعلومات، فقد تم تسجيل أطول الأشخاص عمرا في التاريخ، إنها «جين كالمينت» التي توفيت عن عمر يناهز 122 عامًا، ولكن هناك شكوك مؤخرًا حول حقيقة هذا الادعاء.

ومنذ وفاة «كالمينت» في عام 1997، لم يتم تسجيل أطول من عمرها، إلا أن هناك سجلات لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 110 و120 عامًا، بالتالي فالرقم القياسي لأكبر شخص على قيد الحياة - ولم يرتفع مع مرور الوقت، وقد دفع هذا العلماء مثل «جان فيج» من كلية «ألبرت أينشتاين» للطب في نيويورك إلى استنتاج أنه من المحتمل أن يكون هناك حد بيولوجي للحد الأقصى لعمر الإنسان، والذي يضعه في حوالي 115 عامًا.

مع هذه الاجتهادات إلا أن النتائج الأخيرة تشير إلى أن الحد الأقصى لعمر الإنسان سيبدأ قريبًا في الارتفاع، مع بلوغ الأشخاص الذين ولدوا في العقد الأول من القرن الماضي سنًا متقدمًا جدًا.

وقد توصَّل فريق «مكارثي» إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة العمر عند الوفاة في دول أوروبية مختلفة، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا واليابان، وتمعّن الباحثون في سن الوفاة في مجموعات من الأشخاص الذين ولدوا في نفس العام، وجمعت معظم الدراسات الأشخاص وفقًا لسنة وفاتهم، لكن هذا يمكن أن يفسد الدراسة لأنه يدمج الأشخاص بأعمار مختلفة، كما يقول «مكارثي».

وخرجت نتائج الدراسة التي كانت مبنية على سنة الميلاد أنه في المجموعات التي ولدت بعد حوالي عام 1910، زاد خطر وفاتهم في أعوام غير محددة ولكن مع تقدمهم في العمر، وبدرجة أقل من أولئك الذين ولدوا قبل ذلك، يقول «مكارثي» إن هذا يشير إلى أن الرقم القياسي العالمي للشخص الأطول عمرا سيزداد مع بلوغ من شملتهم الدراسة الباقين على قيد الحياة من هذه المجموعات.

ولتوضيح ذلك ببساطة، أن الشخص المولود في عام 1910 لم تتح له الفرصة بعد للوصول إلى عمر 120 عامًا.

يقول «مكارثي» إن الأشخاص في مجموعات الولادة هذه استفادوا من التحسينات في الطب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، معلقا: «لا يمكننا توقع ما إذا كان هذا الاتجاه قد يستمر من هذا النوع من الدراسة».

ومع ذلك، يقول «فيج» إن التحليل يعتمد على افتراض - أن خطر الموت سنويًا يبدأ بعد أن يصل الناس إلى حوالي 105 أعوام، وهذا غير مقبول عالميًا، كما يقول.

وتدخل «كار كريستنسن» من جامعة جنوب الدنمارك في هذا الجدال، موضحة أن الدراسات السابقة تدعم هذا الافتراض، وتقول: «يتوقف الكثير من هذه المشاريع على النماذج التي تتنبأ بما سيحدث في المستقبل». «الحقيقة هي أنه لا أحد يعرف».

خدمة تريبيون عن مجلة «New Scientist»