نقد أدبي: الشعر العربي في كتابي «مقدمة للشعر العربي» و«فتنة المتخيل»
قبل أكثر من عشرين عامًا وعلى مسرح كلية التربية بصحار، وقف أحدُ أساتذة النحو العربي في أمسية أدبية شعرية قائلًا: «بعد أكثر من خمسين عامًا على ظهور قصيدة النثر ما الذي قدّمته هذه القصيدة للقارئ العربي؟».
كان سؤالًا مفاجئًا للجميع، وبالأخص للمشاركين في تلك الأمسية. وعلى ما يبدو فإنّ السائل كان يريد أن يُقدّم اعتراضه على النصوص التي قيلت يومها أو الآراء التي عبّر عنها المتحدثون عن الشعر الحديث. كانت نبرة صوته في طرح السؤال تشي بالكثير تجاه الشكل الجديد في خارطة الأدب العربي الحديث المليء بكل دلالات الغموض والتعمية.
وكثرةٌ هم مثل هذا الأستاذ، الذين يرون في الشعر الحديث جنسًا خارجًا عن تقاليد الشعر العربي القديم، وعن هُوية العرب وتراثهم، وعن أوزان الشعر العربي وأنغامه الموسيقية في تمثّل اتجاه جديد لهدم الوزن والقافية والاكتفاء بالأسطر النثرية المكتفية بالإيقاعات الداخلية. ولعلّ هذه الإشكالية نادى بضرورتها عدد من شعراء قصيدة النثر وتمثّلوها جيدًا كونها ضرورة مهمة في تحديث الكتابة الشعرية الحديثة؛ وإلى ذلك أشار محمد الماغوط، وهو واحدٌ من كُتّاب قصيدة النثر في المشهد الشعري الحديث، بأنّ: «قصيدة النثر جاءت كضرورة صحية لإلغاء دكتاتورية الشعر الكلاسيكي». [حطّاب الأشجار العالية، ص48]
إنّ في وصف الماغوط للشعر التقليدي بالدكتاتورية تعبيرًا قائمًا على الرفض والاستنكار للشكل القديم؛ إذ يتمثّل الشعر القديم لدى شعراء هذه المرحلة في صورة الظالم والمستبد، فكان الشعرُ الحديث أشبه بالثورة التي خرجت على نظام الشعر القديم وليس استكمالًا له؛ وعلى ذلك يُشير ميخائيل نعيمة في حديثه عن جبران خليل جبران بأنّ: «جبران ثورة». [الغربال، ص253] إنّ جبران عند كثير من نقاد العصر الحديث يُمثّل ثورة تجديدية تقود الشعر الحديث وتتّجه به بعيدًا عن القيود القديمة التي أثقلت كاهله، وإلى ذلك أشار أيضًا أدونيس في معرض حديثه عن التجديد في الشعر الحديث بعد عصور الانحطاط وعصر النهضة، يقول أدونيس: «كان هذا العالم الشعري يموتُ متجرجرًا مع أنقاض الحرب العالمية الأولى. كان في الوقت نفسه ينبعث بدءًا من هذه الطفولة غير الناضجة، لكن الغاضبة الساحرة: جبران خليل جبران». [مقدّمة للشعر العربي، ص68]
ولا ننسى أنّ أدونيس وهو يتحدّث عن زمن الشعر، تحدّث مدافعًا عن غموض الشعر الحديث قائلًا: «على الذين يتبنّون، اليوم، القول بأنّ الغموض يفسد الشعر، أن يتذكروا أنّ أبا تمام ذلك «الغامض» «المفسد» هو بين القلّة الذين أسسوا لعظمة الشعر العربي، وصنعوا مجدنا الشعري». [زمن الشعر، ص15] كما دافع عن لغة الشعر الحديث قائلًا: إنّ «القصيدة لغة لا تقول ما تظهره وحسب وإنما تقول كذلك شيئًا آخر باطنًا أو احتماليًا. هذا الشيء الآخر هو البعد الأكثر أهمية في القصيدة، وهو السمة الأساسية لكل شعر عظيم منذ جلجامش وهوميروس، وهو كذلك ضمانه الفني». [زمن الشعر، ص23]
على أنّ أدونيس ظلّ متمسكًا بموقفه التحديثي في كتابة الشعر الجديد، رادًّا عدم فهم المجتمعات لهذا الشعر إلى التخلف، يقول: إنّ «الشعر العظيم، الثوري، العربي، اليوم لا يتطابق مع الذوق والفهم البورجوازيين السائدين، ولا مع ذوق وفهم الطبقات المسحوقة. ذلك أنه، من جهة، يتجاوز الثقافة الموروثة، لكنه من جهة ثانية، يبدو بعيدًا عن الطبقات المسحوقة، لا بسبب غموضه، كما يقال، بل بسبب الليل الطويل القديم، ليل التخلف والانسحاق، الذي تعيش فيه هذه الطبقات... وأنا شخصيًا أفضّل أن ترفضني الثقافة البرجوازية الموروثة على أن تقبلني وتدجّنني. وأفضّل أيضًا ألا تفهمني الطبقات المسحوقة، في هذه المرحلة، على أن أخاطبها بشعر ليس فيه من الشعر غير الاسم». [زمن الشعر، ص43]
مقدّمة أدونيس للشعر العربي
يكتب أدونيس ما يرى فيه أنه مقدمة للشعر العربي في عصوره المختلفة، فهي تمثّل فهمًا للشعر العربي في تاريخه الممتد، ولقد جاء تقديم أدونيس لقراءاته بناء على بحثه في التراث الشعري أولًا، وعلى ما يفترض أن يكون عليه الشعر الحديث في امتداده الحالي ثانيًا؛ وعليه فإن أدونيس ينتقي من التراث الشعري ما يتوافق وقراءته التي يأتي بها في كتابه.
إن مشروع أدونيس الشعري التحديثي متكرر في أغلب مؤلفاته النقدية، نجد أطروحاته حول الشعر الحديث تنبني على ضرورة المغايرة والاختلاف، وليس بالضرورة التقليد والتبعية؛ لذا نجده يعود إلى القديم مفتّشًا في الأشعار التي شهدت اختلافًا عن السائد والمألوف.
يُحيلنا أدونيس في كتابه (مقدمة للشعر العربي) على مجموعة من الآراء التي ينبغي الوقوف عليها في قراءة الشعر العربي قديمه وحديثه، لعلّني أقف هنا مع القارئ فيها بدءًا من النقاط التي أوردها في مقدمة الكتاب، إذ يقول: «هذه الدراسة، التي تستعيد دراساتٍ كُتبت في أوقاتٍ متباعدة، معيدةً النظر فيها، مؤالفةً فيما بينها، إنما هي مقدمة لدراسات تهدف إلى:
١ - إعادة النظر في الموروث الشعري العربي بحيث نفهمه فهمًا جديدًا، فنعيد تقويمه، ونمارس قراءته ودراسته، على ضوء هذا كله، في مدارسنا وجامعاتنا.
٢ - التوكيد على أن تغيّر الشعر العربي ليس تغيرًا في الشكل أو طريقة التعبير وحسب، وإنما هو، قبل ذلك، تغير في المفهوم ذاته.
3- تجاوز الأنواع الأدبية (النثر، الشعر، القصة، المسرحية.. إلخ) وصهرها كلها في نوع واحد هو الكتابة.
4- وضع الإبداع والنتاج الشعريين العربيين في منظور التجاوز الدائم، وتقويمهما استنادًا إلى هذا المنظور. هكذا لا تكون قيمة النتاج أو الإبداع في ما يعكسه من أبعاد الثورة المتحققة، بقدر ما تكون في ما يختزنه أو يشير إليه من أبعاد الثورة الآتية». [مقدمة للشعر العربي، ص7]
إنّ قراءة أدونيس للشعر العربي قائمة على الفهم والمغايرة والتصحيح، فكان لا بدّ من ثورة في الفعل، أطلق عليها في موضع آخر «الابتكار»، لذا انطلق في تحديث العملية الشعرية من العودة إلى القديم وتحديدًا إلى الشعر الجاهلي، مقسّمًا رؤيته في الانطلاق من الأقدم إلى القديم ثم إلى الحديث إلى ثلاثة اتجاهات، فمن (القبول) الذي تناول فيه الحديث عن ارتباط الشعر الجاهلي بالمكان والزمان كونهما عنصرين اقترنا بالشاعر الجاهلي وتعبيره المستمر؛ ولهما أهمية كبيرة في فهم الشهر الجاهلي على حد تعبير أدونيس: «فقد كانت حياة الشاعر «الجاهلي» بؤرة نفسية يتلاقى فيها المكان والزمان، الضرورة والمصادفة». [مقدمة للشعر العربي، ص12]
إذ إنّ مفهوم الشعر عند الجاهلي كما يراه كان عميقًا ومجزّءًا في معانيه ودلالاته كتجزّئه في فهم كل عنصر من عناصر حياته، يعبّر أدونيس عن ذلك قائلًا: «كيف يتأتّى لشاعر هذه حياته أن ينصرف إلى بناء القصيدة والمؤالفة بين أجزائها؟ هكذا كانت القصيدة «الجاهلية» دون تأليف: لا تلاحم في أجزائها، وليس لها إطار بنائي. إنها قصيدة متحركة. تتبع منحى انفعاليا، وتمضي حيث يحملها شعور دائم التغيّر. إنّ تفككها الخارجي طبيعي إذًا. هو رداء الشعور المتحرك الداخلي. إنها قصيدة ترسم أيام القلب. إنها صورة بالكلمات عن المكان- المتاه، المكان-الصحراء، أعني أنها أشكال واحدة رتيبة». [مقدمة للشعر العربي، ص27]
ثم ينتقل من دائرة القبول بالعنصر الزماني والمكاني إلى (التساؤل)، قارئًا وباحثًا في التراث الشعري القديم ومبينا البدء في نظام الخروج من الإطار القديم لبناء الشعر، ويفترض في الشعراء أنهم امتزجوا بمراحل التحول والغربة، وطرح الأسئلة في مسار الشعر العربي التي تفضي إلى المغايرة بالتأكيد والقبول إلى إثارة السؤال الحتمي حول ماهية الشعر.
إن أدونيس باستعراضه لمواقف شعراء العصر العباسي (المولّدين منهم) كبشار بن برد وأبي نواس وأبي تمام ينطلق إلى منهجية التحول في الشعر العربي التي يفترضها في عملية التأسيس للمغايرة الشعرية، مقدّمًا إشارة لهذه المواقف الشعرية إلى ماهية الشعر الذي بدأت ملامح تحوله عند الشعراء السابقين وغيرهم، فيقول عن صورة الشعر في هذه المرحلة: «من هذه المواقف الشعرية الثلاثة نستخلص ما يلي:
أولًا- الشعر فنٌّ يبحث ويتساءل ويتخطى.
ثانيًا- يجب أن ينشأ مع كل شاعر طريقته التي تعبّر عن تجربته وحياته، لا أن يرث طريقة جاهزة. فلا طريقة عامة نهائية في الشعر.
ثالثًا- على القارئ أن يرقى إلى مستوى الشاعر، وليس على الشاعر أن يقدّم للقارئ أفكارًا بأسلوب يعرفه الجميع. هذا يعني أنّ للشاعر لغة خاصة غير لغة الجمهور، مثقفين وغير مثقفين.
هذه القضايا وما يتفرع عنها ويتصل بها تلخّص التحول في الشعر العربي، أي تلخص ما كان يسمّيه النقاد الخروج على عمود الشعر». [مقدمة للشعر العربي، ص37]
وقبل أن ينذر أدونيس بخيبة الشعر التي وقعت في عصور الانحطاط كان لابد أن يتناول عامل (الصنعة) التي اشتغل عليها الشعر القديم، لكنها وصلت إلى مراحل انحطت مع انحطاط الشعر، يقول منتقدًا قيمة اللجوء إلى الصنعة في هذا العصر: «لكنّ الصنعة انحطّت حين أخذ الشعراء يتعلمونها كأمثولةٍ مدرسية. وانحطت معها اللغة الشعرية وصورها. تحولت التشبيهات إلى علاقات مصطنعة وكلماتٍ فرغت من شحنتها الموحية». [مقدمة للشعر العربي، ص66]
كما انتقد الشعر في عصر النهضة قائلا: «لم يُفد ما سُمي «عصر النهضة» في الخروج إلى فضاء الشعر الحقيقي. كان على العكس، من الناحية الشعرية، استمرارًا للانحطاط. كان عصر احتذاء وتقليد واصطناع بحيث يبدو عصر الانحطاط بالنسبة إليه عصرًا ذهبيًا. فإنّ «عصر النهضة» أكثر إغراقًا في التبعية، وفي التقليد. وبهذا يبدو «عصر الانحطاط» أكثر حداثةً وحيوية. ولم يُفد كثيرًا دور البارودي في نقل الشعر العربي من عالم الألفاظ والمحسنات البديعية إلى عالم الواقع. لقد رجع إلى الأصول القديمة دون أن يأخذ بعين الاعتبار ما وصل إليه الشكل الشعري واللغة الشعرية في التطور في عصر الانحطاط. وأحيا نماذج قديمة بتقليد بارعٍ، وفي هذا تابع البناء، خطأ، على الأصول. وشاركت هذه المتابعة في إبقاء الدفعة الشعرية حبيسة داخل معتقل شكلي تقليدي». [مقدمة للشعر العربي، ص67]
إذن فأدونيس يشير في قراءاته للشعر العربي إلى إعلاء الشعر كونه قيمة تتمثل في الإحساس والإبداع والابتكار بعيدًا عما يربطه بشكل القصيدة الشعرية ونوعها. كما أنه يُلغي الزمنية في جودة الشعر وقوته؛ فالشعر الجاهلي له رهان السبق في احتمائه بدلالات القوة، لكن للشعر العباسي سطوة تتمثل في الخروج عن تبعيته والتجديد فيه، أما عصور الانحطاط فهي أقل جودة من السابق لكنه في رأيه أكثر حداثة من شعر عصر النهضة، وهو بذلك لا يرى الأفضلية بالزمن والسبق بقدر ما يرى في التجديد عنصرًا يشكّل قيمة الشعر.
فتنة المتخيل: فتنة الشعر وموضوعاته
أشار محمد لطفي اليوسفي إلى أدونيس وقراءاته التحديثية في الشعر العربي انطلاقًا من نقد أدونيس لأدب عصور الانحطاط وما قبله والإشارة لما بعده، وذلك بتناول شعراء العربية في العصر العباسي من أمثال بشار وأبي تمام والمتنبي وأبي العلاء، ثم إشارته الأخيرة إلى جبران خليل جبران في سياق الحديث عن التجديد الذي اقتضته مرحلة ما بعد عصر النهضة.
إنّ اليوسفي يبيّن في نقده لخطاب أدونيس النقدي أنّ المسار التحديثي لرؤية أدونيس ينطلق من رؤية متشكّلة للدور التحديثي الذي سيأتي لاحقًا بجهود أقلام متمثلة في جبران وجماعة شعر وغيرهم من الجماعات التي تلت عصر النهضة، وإلى ذلك يُشير اليوسفي في غير موضع إلى الخطاب النقدي عند أدونيس واصفًا إياه بـ«الزيغ والمواربة» في كتاباته النظرية حول هذه المرحلة، يقول: «من هنا يتضح لماذا أهمل أدونيس شعر المرحلة [عصور الانحطاط] ولم يورد منه أي شاهد يجسّد مقرراته ويبرّر أحكامه واستنتاجاته. فالغاية ليست قراءة ذلك المتن الشعري المهمل، بل هي الإلحاح على أن النهضة الفعلية للشعر العربي لم تبدأ مع شعراء الإحياء، بل بدأت بعدهم بكثير. وإرهاصاتها الأولى موجودة في كتابات بعض الرومانسيين من أمثال جبران خليل جبران. لكنها إنما بدأت بالفعل وشرعت في التأسس مع الشعراء الذين خرجوا على نظام الشطرين، أي مع أدونيس وأبناء جيله من الشعراء التحديثيين». [فتنة المتخيل، 1/43]
إنّ في مناقشة اليوسفي لخطاب أدونيس إحالة على أنّ أدونيس في أحكامه على الشعر، في تبعيّته وتحديثه، نابعة من تفهّمه لمفهوم الحداثة، «فهو يعدّها نوعًا من القلب الجذري لكل ما هو سائد ومتداول. إنها تعني، في تصوره، النظر إلى قدّام، إلى المستقبل والآتي والمرتقب. وتعني التخطي الدائم والابتداء المستمر». [فتنة المتخيل، 1/39]
لذا نجد اليوسفي في هذا الجزء من كتابه يعود إلى النبش في التراث العربي مقدّمًا عنوانًا فرعيًا لكتابه هذا باسم: (الكتابة ونداء الأقاصي) يتناول فيه رؤيته في نقد الشعر القديم، مادًّا بذلك الجسور التي تحيل على نقد الشعر الحديث؛ إذ إن عملية الكتابة الشعرية عملية متصلة، ونقد الخطاب الشعري القديم هو في حد ذاته نقد مستقبلي للشعر في العصور المتأخرة.
على ذلك فإن الشعر الحديث استمدَّ مقوماته من التراث، وعمل على تصحيح مفاهيمه من الكتابات النقدية القديمة إلى الحديثة، وتصحيح المسار بقراءة واعية للشعر، لذا وإن كانت آراء اليوسفي موجهة إلى التراث الشعري القديم فإنه حاول أن يتجه بالشعر إلى الطريق الذي يمكن من خلاله مجافاة العقبات التي واجهت أوله. فنجده يبدأ من التراث الشعري وقراءات النقاد المعاصرين في لغته وشكله وطرائق تعبيره سائرًا في طريق تصحيحه على دروب النقد والبناء.
إن قراءات اليوسفي في كتابه هذا للتراث الشعري القديم بدأت في مسار مغاير لما كان عند أدونيس في (مقدمة للشعر العربي)؛ إذ بدأ أدونيس قراءاته بالقديم إلى الأحداث، من العصر الجاهلي إلى الجماعات التجديدية لما بعد عصر النهضة مبينًا الحاجة المُلحّة للتجديد المستمر في عملية الكتابة، أما اليوسفي فقد بدأ من الأحدث (عصور الانحطاط) إلى الأقدم (التراث الشعري القديم)، فنجده بعد تناول هذه العصور التي تنبئ بالفجيعة على حد تعبيره، يتناول الدروب التي تأخذ الشعر إليها، وعبّر عنها بـ«الانشقاق»، و«الهوان»، و«ثارات الشعر»، وهي في مضامينها تناقش مسار الشعر في دروب الفعل الزمني، وارتباطها بالواقع المكاني والزمني، وإعادة قيمة الشعر بإعادة هيبة الشاعر في الشواهد التي استحضرها في كتابه. في حين أنّ أدونيس ركّز في قراءاته على المفهوم التحديثي الذي ينبغي أن تسير عليه القصيدة في مراحل تشكّلها التاريخي.
إنّ عصور الانحطاط عند أدونيس على سبيل المثال كانت مرحلةً تطلّبَ بعدها تحديث الشعر العربي والنهوض به مجددًا بأدوات أكثر نضجًا دون اللجوء إلى التبعية والتقليد، أما عصور الانحطاط عند اليوسفي فهي مرحلة استفتاحية كان لا بد معها من البحث في مجاهل التاريخ لمعرفة الأسباب التي أدّت إلى السقوط في شرك الركود والانحطاط.
خالد بن علي المعمري أكاديمي وشاعر عماني