مديحُ القَتَلة
لا تُراهنوا على العقاب
لأن محاكمة البعض في الماضي
لم تمنع آخرين
من جرائم قتلٍ جديدة.
عليكم أن تجرِّبوا حلولًا أخرى
كأن تتجاهلوا الاثنين: القتيل والقاتل
كُلوا
أو اضحكوا
أو ناموا
تنزَّهوا بين الأشلاء
كأنكم في حدائق
عيشوا
كما لو أن الصرخات أغنيات
والدمَ كوكا كولا.
حاولوا أن تقنعوا الآباء
بشكر من قتلوا أبناءهم
بمسامحتهم
كأطفال
كسروا ألعابهم في لحظة غضب
وحرِّضوا الأمهات على الرقص في المآتم
أنا أحلم بيومٍ قريب
تستقبل فيه كل أُم
قاتلَ ابنِها في سرادق العزاء
تقول له بحنانٍ حقيقي:
راح ابني، وأنت ابني
تحضن وجهه بين كفَّيها
وتهمس له:
يا لروعة عينيك
إنك أجمل منه.
ابتسموا للقتلة
صافحوا
بحرارة
أيديهم الحمراء
بعد كل مذبحة
حينها سيصابون بالملل
من القتل البارد بلا حزن ولا دموع.
إنني أتوقَّع
أن يتحوَّلوا
- بمرور الوقت -
إلى مِهنٍ أخرى
ليس بائعي زهور
هذه مبالغة شديدة
وفيها إهانة لكبريائهم
لكفاحهم الشاق في التحوُّل من بشرٍ إلى وحوش
لسهرِ الليالي من أجل ترويض الضمائر على النوم العميق.
يمكن لأقلِّهم عنفًا
أن يعملوا في محلات دفن الموتى
ليصبِّروا أنفسهم بشمِّ رائحة الجثث
بينما الأكثرُ شراسة
سيشتغلون جزَّارين
ليُشبعوا رغبتهم في الذبح.
عماد أبو صالح شاعر مصري