على هامش حربين: للأحزان طقوسها الشمالية
إلى أين تأخذنا الكتابة إن لم يكن لذكرياتنا البعيدة وأوجاعنا المنسية ومشاعرنا التي نحتار كثيرا في توصيفها؟
كيف يمكننا أن نعود لمشاهد موّشاة بالدماء والدخان الأسود إن لم نحاول استفزاز الكلمات؟
أجلت كتابة هذا المقال أكثر من مرة عمدا على الرغم من حماستي للكتابة فيه. شيء ما كان يقف بيني وبين ذكرياتي القليلة عن الحرب الحقيقية التي عشتها أو عايشتها قبل ثلاثة عقود ونيف من الزمن.الحرب التي تشظت فصارت حربين خلال أقل من عام واحد. حرب احتلال وحرب تحرير، وبينهما الكثير من الذكريات المريرة التي زلزلت تكويني الثقافي والقومي كله وأسلمتني لرياح الظنون، ولعواطفي تجاه الموت الموزع على قارعة الطريق حرفيا. موت حقيقي أراه بهذا الشكل المجاني المفرط في استهلاكيته للمرة الأولى في حياتي. أشلاء لجنود قتلى بالرصاص وجثث تحترق أمامي، فتخترق رائحة اللحم البشري المشوي أنفي لتصيبني بدوار قاتل إلا قليلا. رأيت كل هذا فعلا ونسيته أو كنت أظن أنني نسيته لولا أنني أكتب الآن تحت وطأة الشعور بضرورة استحضار الذكريات التي تكونت على هامش الحرب المتشظية ما بين حرب كرهتها وأخرى أحببتها، أو حرب فاجأتني وأخرى انتظرتها. لا أدري إن كان ينبغي علينا أن نبدي عواطف حب حقيقي للحروب التي نجد فيها خلاصنا أو لا، لكن هذا ما حدث فعلا.
تلاشت الكثير من التفاصيل التي أعرفها ولم تعد تحتل في ذاكرتي سوى مساحة غير محددة من الضباب الأسود. ويبدو أنني أخاف من محاولة اختراقه. لست متأكدة أنني نسيت تلك التفاصيل فعلا، أم أنها ما زالت قابعة في قاع الذاكرة تتحدى كل ما مر من زمن لتبقى بانتظار من يناوشها بهدف الانكشاف. قررت أخيرا لمواجهة ذلك أن أفتش بين أضابير أرشيفي الصحفي عما يساعدني في اختراق تلك المساحة بلا خوف.
أعرف أنني كتبت بعض المواد الصحفية عن تلك الأحداث؛ الغزو العراقي للكويت، مرحلة الاحتلال التي امتدت لسبعة أشهر، ثم حرب التحرير التي جرت بعد وقائعها بالقرب من منزلنا، إلى الدرجة التي كنت أسمع فيها حوارا بين قائد طائرة حربية تحلق فوق معسكر للاحتلال وقائد ذلك المعسكر قبل قصفه! وكنت لحظتها أكتب قصيدة لا يمكن أن يشم فيها أحد رائحة حرب أو غزو أو احتلال. كان الغياب عنوانها ومادتها، ولم أكن أعي يومها ما الذي كان قد غاب عني فعلا إلى درجة أن أتلاشى في غيابه غير الوطن!
عندما تجمعنا حول شقيقيّ العسكريّين الاثنين وهما يرتديان ملابس الحرب ويستعدان للالتحاق بوحدتيهما العسكريتين قبيل فجر الثاني من أغسطس للعام 1990، لم نكن ندري أن شهورا طويلة ستمضي قبل أن نتمكن من رؤية أحدهما، على الأقل، مجددا. ذهبا إلى مجهول بدا لنا ساعتها مجرد غياب مؤقت لا يمكن أن يصل إلى درجة الحرب أو الاحتلال. لكن الصباح كان كفيلا بأن يجعلنا نتأكد أنها الحرب وأنه الاحتلال.
في التاسعة صباحا من ذلك اليوم ذهبت إلى عملي في جريدة الوطن برفقة السائق وكنت طوال الطريق من مدينتي الجهراء إلى مدينة الشويخ حيث مقر الجريدة أُلاحظ أن كل شيء قد تغير في الشارع. اختفى الزحام المعهود، فلم ألحظ سوى سيارات قليلة تشق طريقها على جانبي سرب من الدبابات المتجهة وفقا لاتجاه سيارتي. سذاجتي جعلتي أظن أنها دبابات كويتية فكنت ألوح للجنود الذين يعتلونها بعلامة النصر. لكنني سرعان ما ميزت الأعلام الصغيرة التي ترفرف في مقدماتها.. إنها أعلام العراق وليست أعلام الكويت. يا إلهي.. هذا جيش الاحتلال إذن وقد أصبح الاحتلال واقعا. كان المذيع يصرخ من جهاز الإذاعة في السيارة بصرخات استغاثة ونداءات تشجع على الصمود. ولكنني لم أفهم بالضبط أين نحن الآن في ما بين الواقع الذي يشير إليه المذيع والواقع الذي أصبح يحيط بسيارتي وهي تمضي في الطريق. وصلت أخيرا إلى مبنى الجريدة لأجد كثيرا من زملاء العمل بانتظاري. يبدو أنني كنت أول من يصل الجريدة قادما من الجهراء، أول مدن الكويت التي دخلها الغزاة بحكم موقعها. أقبل رئيس التحرير بنفسه إليّ ليسألني عما رأيت في طريقي، عما إذا كانت هناك أي إشارات للغزو. كنت ما أزال مأخوذة بهول ما رأيت فأشرت له إلى نافذة المكتب المطل على الشارع العام، وأنا أقول؛ إنهم هنا.. في الشارع. أي شارع؟ ومن هم؟ قال لي، فأجبت؛ شارعنا.. العراقيون!
اندفع الجميع إلى النافذة ليـتأكدوا فعلا أنهم وصلوا!
ران صمت غريب على المشهد الذي اتسع ليحتوي على زملاء من صحف أخرى، قبل أن يتساءل أحدهم عن «المانشيت المحتمل» لعدد الغدد في الجريدة. كان سؤالا ساذجا جدا، لم يكلف أحدنا نفسه التعليق عليه. لم يدرك الزميل كما يبدو أن الكويت قد احتلت، وأنه لم يعد بالإمكان أن نعيش أيامنا كما كنا نتوقعها في شارع الصحافة، وأن علينا منذ تلك اللحظة أن نختفي عن أنظار قوات الاحتلال التي ستبحث عنا، نحن الصحفيين، بإلحاح شديد لنساهم بإصدار صحيفة جديدة تروج لرواية المحتل بمطابعنا ومكاتبنا وورقنا وحبرنا. لقد حدث هذا فعلا، ولكن ليس بأصابعنا نحن!
قبل ذلك اليوم كنا كصحفيين نعيش أجواء التوتر بين البلدين يوميا بيوم، لكن أكثرنا تشاؤما لم يكن ليظن أن الحرب على الأبواب، وأنها ستكون حربا حقيقية، وسينتج عنها كل مآسي الحرب كما تراكمت في الذاكرة الجمعية للبشر: موت واحتلال ودمار وتشريد وتهجير وأسر وغياب.. وحالات أخرى كنا نختبرها للمرة الأولى في حياتنا!
خلال ساعات قليلة كان الاحتلال قد تأكد كواقع ثقيل وحقيقة سوداء. وكانت رحلة عودتي من الشويخ إلى الجهراء عصر ذلك اليوم لا تشبه رحلة الذهاب. لا أتذكر أي خواطر قد تملكتني في تلك الرحلة لكنني أتذكر أن الشارع كان مزدحما بسيارات عادية وآليات عسكرية تسير جنبا إلى جنب ومن دون أي التزام مروري معتاد. السيارات والآليات تسير في ذات الشارع بكل الاتجاهات، وأصوات طلقات المدافع وانفجارات القنابل كانت من الوضوح إلى الدرجة التي كنت أتخيلها تحدث في قلب السيارة التي تقلني إلى البيت. الدخان المنبعث من عدة مبان على جانبي الطريق كانت تزيد المشهد المخيف قتامة، أما أزيز الطائرات المحلقة في السماء فقد كان مرعبا جدا. رأيت جثثا قليلة متناثرة على الطريق، ورأيت عسكريين كويتيين يتنقلون بين السيارات العابرة راجلين بأسلحتهم الخفيفة. وأغمضت عيوني عن مشاهد أخرى كثيرة حتى وصلت إلى البيت لأكتشف أن الحرب قد سبقتني إليه. بكاء كثير وأسئلة أكثر، وأنا العائدة من شارع الصحافة عليّ أن أجيب على تلك الأسئلة التي تحاصرني الآن. لكنني لا أملك أي إجابات سوى ما تهدر به الإذاعات. بعد يومين عاد شقيقي الأصغر صامتا، بملامح جديدة. لم أكن أتخيل أن المرء يمكن أن يشيخ ويشيب بمدى يومين لولا أنني رأيته كيف عاد بتلك الملامح. أما شقيقي الأكبر فقد اختفى تماما حتى بعد هدوء الأمور قليلا بعد ذلك.
عندما ذهبنا لاحقا إلى مقر معسكره الذي تحول لحطام وجدنا سيارته وقد أصبحت منخلا لكثرة الثقوب التي أحدثها الرصاص في جسدها. وانتهى الأمر على ما يشبه اليقين بأنه قد استشهد لولا خيط أمل ظلت والدتي تحتفظ به لأربعة شهور أو يزيد قليلا. عرفنا بطريقة سرية غريبة أنه ما زال حيا، وأنه أسير مع رفاقه في معتقل يقع في شمال العراق.
في نشاط المقاومة الكويتية كنت أحصل على أخبار كثيرة أصبحت زادنا في الصمود، وعندما استطاع شقيقي الأصغر أن يعبر الحدود إلى المملكة العربية السعودية ليلتحق بالجيش الكويتي المستعد لحرب التحرير. كان الصليب الأحمر يرتب لبعض الأسر رحلة لزيارة أبنائهم في معتقلات الأسر. وكانت أسرتنا واحدة منها.
أعود إلى أرشيفي الآن لاقتناص ما كتبته عن تلك الرحلة بعنوان «للأحزان طقوسها الشمالية»: «في أيام لا تشبه هذه الأيام، في عام مضى، كانت رؤية مسرحية ما ترفاً لا نسمح لوعينا أن يمارسه في ظل وجود نصف مليون جندي محتل! ولكنني كنت ضمن مجموعة من الذين شاهدوا مسرحية وشاركوا في أداء أدوارها في تلك الأيام الحزينة.
لم نكن بحاجة إلى أن نوجه سهد أعيننا المتعبة نحو اللافتة المعلقة أعلى الشارع المفضي إلى مدينة الموصل الشمالية العراقية لنقرأ أن الموصل ترحب بنا. كانت المدينة تعلن عن نفسها قلباً مستكيناً للمحافظة نينوى حتى قبل ذلك، فمنذ وصولنا إلى مدينة بيجي الواقعة في منتصف المسافة ما بين بغداد والموصل كنا نتحرى الوصول إلى هذه المدينة الشمالية الباردة عبر استشرافنا لسلسلة الجبال الموصلة لها والمغطاة بنديف ثلوج ديسمبر الباكرة.
ها هي الموصل إذن.
هاهي نينوى.. مجد التاريخ الآشوري القديم. هنا.. على أعتاب الموصل، نكس الملك العبراني المنهزم الأسير رأسه واضطر إلى تقبيل قدمي آشور بانيبال! ألهذا السبب اختار جلاوزة بغداد هذه المدينة لتكون واحدة من أكبر معتقلات الأسرى والمعتقلين الكويتيين؟
ولكنهم ليسوا عبرانيين غزاة.. إنهم فتية آمنوا بربهم فزادهم الله هدى، وآمنوا بوطنهم فزادهم إيمانهم شموخا.
هنا الموصل إذن..
هنا نشأت مدينة «الحضر العريقة»، تلك المدينة التي تركها الغزاة الفرس محطمة خاوية على عروشها ليؤكدوا لنا كيف تكون النهايات. وبعدها بقليل كانت مدينة فتية جديدة تنهض جنوب «الحضر» وتعلن عن نفسها باسم بغداد.
يا للموصل.. ويا لها من تاريخ موغل في القدم، تعلن عنه بصمات الزمن التي ارتسمت بوضوح على جدران البيوت القديمة والشوارع الموحشة.
هشيم الكلمات البعيدة يستمر على لساني وأنا أشرح للصغيرة التي ترافقني ما أرى. ترى من أين لي بجرأة جديدة أحدد من خلالها مواسم الوحدة والقومية والحلم المشترك بين عيني هذه الطفلة التي تصحبني لزيارة والدها الأسير؟
أنا في الموصل إذن لزيارة الأسرى الكويتيين الذين يقبعون في أحد معتقلات الموصل.
الرطوبة تكاد تكون السمة الثانية لهذه المدينة بعد طابع القدم. تنصب المياه فيها من كل مكان وفي كل مكان. مياه تنتثر من السماء رذاذا دائما لا ينقطع، ومياه تسيل من المجاري العتيقة الطافحة، وتعبر المياه الشوارع المتهدله، وتسير في الطرق والساحات ذات الطين الأحمر اللزج، وتنصب على طول أعمدة الكهرباء القليلة والتي شحت بالضوء على ليالي الموصل الدامسة الظلام والملبدة بالغيوم دوما. وشاشات صغيرة تنثرها بين قطرات المياه وقطرات الضوء الشحيح تخبرنا أنها الأعمدة نفسها التي استغلها سلف صدام حسين الأسبق عبد الكريم قاسم لتعليق الأجساد العراقية التي ثار أصحابها على حكم الفرد المطلق.
هشيم الكلمات القديمة ما زال يتعثر على لساني لا يملك جرأة خرق وعي الطفلة الذي شكله الغزو بحثا عن «بابا» الأسير. وعلة صالة مسرح «ابن الأثير» في الموصل اختير لنا أن نقابل هؤلاء الأسرى في مسرحية لم نكن ننتظرها أبدا.
على خشبة المسرح جعلونا نقابل ذوينا الأسرى الذين تكدسوا وراء الكواليس. وكنا نمارس طقوس الشوق اللذيذ والألم المتبدي فيما بين الأجفان دموعاً مرة عندما جلس رجال الأمن والاستخبارات والعسكر العراقيون على مقاعد الجمهور يراقبون مسرحية مكتملة الشروط الفنية ولا ينقصها من مستلزمات أي عرض مسرحي كلاسيكي سوى «الملقن»الذي لم يكن أحد بحاجة إلي، لأن الجميع كان يحفظ دوره بدقة متناهية.
عندما انتهت الزيارة/ المسرحية وخرجنا من قاعة المسرح، تراءى لي تمثال ابن الأثير، الذي يقف على مقربة من المسرح الذي يحمل اسمه، وهو يبكي زماناً عربياً مريراً مرارة تذيب صلابة برونز التمثال، ملخصاً طقوس الأحزان الشمالية.
لم أكن بحاجة إلى فراسة نوعية لأعرف أنه كان يقرأ عتابي الذي نقشته أيام بعيدة من تاريخ جاهلي جددها زعيم جاهلي جديد عبر مراحل من التراث العربي المضمخ برفض ظلم ذوي القربى الذي هو أشد مضاضة. كان يقرأ عتابي الخفي عندما أجابني صامتا؛ « وأحيانا على بكر أخينا/ إذا لم نجد إلا أخانا»!
عندما عدنا من رحلتنا الغريبة كان الأمل كله قد تحول لأن يكون الحرب المنتظرة. هنا نحن، والكويت كلها، تنتظر الحرب التي ستنقذها من الاحتلال. كانت الأيام قد بدأت رحلة التشابه رغم قسوة الأخبار، والمشاهد المسربة. أقساها مشاهد جثث بعض المعتقلين والمعتقلات وقد ألقيت على عتبات المنازل ليكشف الأهالي وجودها بأنفسهم عند الخروج. لا يمكن أن يكون الأمل بصوة أجمل من صورة حرب التحرير.
عندما أعلنت حلقت الطائرات الحربية فوق منازلنا فجر السابع عشر من يناير للعام 1991، سمعنا أجمل صوت يمكن أن يسمعه معقل في وطنه. صوت الحرب. هرولنا نحو ملاجئ بدائية كان بعضنا قد أعدها قبل أن تحين ساعة الصفر، وكان نصيبنا منها أنبوب مجارٍ ضخم غير مستعمل بعد يمتد تحد الأرض بمدخل واسع.
مضينا في ذلك الأنبوب ما يقرب من أربعين يوما، إذ كانت الأسر تخرج منه في الصباح وتعود إليه في الليل، وسط احتدام القصف الذي كان أشده بالنسبة لي ما شهدته ضحى اليوم الذي سبق يوم التحرير. كانت المروحية تحلق فوق المعسكر القريب من منزلنا والذي اتخذه جيش الاحتلال مقرا لبعض أعماله، وكانت المرة الأولى التي أسمع فيها حوارا بين قائد المروحية مع قائد المعسكر عبر مكبرات الصوت. مساومة للخروج لم تنجح في النهاية فكان القصف المزلزل ألجأنا للأنبوب في وضح النهار. لم يكن نهارا حقيقيا بعد أن انتشر دخان حرائق آبار النفط ليغطي سماء الكويت كلها فتغيب الشمس، ويتغير طعم الهواء في حلوقنا. كان المحتل بعد أن أيقن من الهزيمة قد قرر أن يقدم على جريمته الأخيرة فأشعل الآبار بنيران حقده الأسود. أتحسس الآن بشرة وجهي لاستعيد كميات هباب التي كانت تغطيه، إذ كان الاغتسال يومها ترفا، فلا مياه إلا للشرب وعلينا أن نتعايش مع النفط بكل منتجاته الخانقة وسط الانفجارات في ظلام دامس ليلا ونهارا.
اختلطت أصوات بكاء الأطفال بعويل النساء وهمهمات الرجال وصرخاتهم العصبية، لكن أصوات القصف التي انتهت إلى انفجارات زلزلت الأنبوب بمن فيه فرضت صمتا مهيبا علينا جميعا. أخرجت كراستي من الحقيبة التي أحملها معي دائما، لأكتب قصيدة حب تنتشي بفكرة الغياب:
«تغيبُ...
فَتَمضي التّفاصيلُ
هذي الّتي نَجْهَلُ كيفَ تَجيءُ نَثيثاً وكيفَ تَروحُ حَثيثاً، تُغنّي كَسرْبِ قَطاً عالِقٍ في شِراك النَّوى، فتَجْتاحُ صَمْتي، هذا الغريبَ المريبَ، تُغالِبُ وَجْدي هذا السَّليبَ ، تَنوحُ ولا تَنْثَني إذْ مُغْرِيات القَطا المُصْطفى عَبْرَ فَيافي الضَّنى قد تلوحُ بجَبْهةِ مُهْرٍ جَموحٍ صَبوحْ..».
كان الصباح بعيدا جدا.. لكنه عندما أتى رأيت بعد أن جرجت من مدخل الأنبوب علما كويتيا يرفرف على دبابة تسير من بعيد وسط حطام رهيب.. كنت أمشي وسط غياب رأيت أنه الحضور الحقيقي للوطن!
سعدية مفرح كاتبة وشاعرة كويتية