حسن عبادي يسرد أوجاع المهمشين «على شرفة حيفا»
رام الله - العمانية: تتألف مجموعة «على شرفة حيفا» للكاتب الفلسطيني حسن عبادي من 38 قصة، تتناول موضوعات اجتماعية وسياسية ووطنية وثقافية، من خلال «حسين» الذي يعدّ الشخصية الرئيسية في أغلب القصص، تلك التي يتولى السرد فيها ساردٌ عليمٌ بضمير «هو».
تنتمي الشخصيات القصصية في المجموعة إلى عالم المهمّشين والناس العاديين، وقد اتخذ الكاتب استراتيجية موحدة في التعامل معها، فقدم الشخصية بقدر ما يخدم الحدث فقط، معتمدًا على رسم المشهد السردي القائم على المفارقات في الغالب الأعمّ.
حضرت في المجموعة التي صدرت حديثًا عن دار الرعاة و«جسور ثقافية» في رام الله وعمّان، لوحات فنية داخل بعض القصص، فهناك أربع لوحات، ثلاثٌ منها للفنان د.يوسف عراقي، وهو طبيب وفنان فلسطيني عايش مذبحة تل الزعتر، الأولى بعنوان «خذوني إلى بيسان»، والثانية بعنوان «موسم العكوب»، والثالثة بعنوان «هاي علَيّ». أما الفنان فؤاد اغبارية فاختار له المؤلف لوحة «صبار اللجون».
كما اشتملت المجموعة على أربع صور فوتوغرافية مرافقة لأربع قصص؛ صورة مبنى عابدين في القدس بعدسة شادن عبادي، وصورة منظر لمقبرة ميعار المهجّرة بعدسة محمد هيبي، وصورة منظر قرية الرويس المهجّرة بعدسة رائف موسى حجازي، ومنظر لقرية إجزم المهجَّرة.
اتسمت لغة المجموعة بالسهولة، والاتكاء على الموروث، وخاصة التعبيرات الشعبية الدارجة والأمثال الشعبية، التي استفاد منها عبادي في عنونة كثير من قصصه. وجاءت اللغة منسجمة مع موضوعات القصص وشخصياتها ومواقفها في السرد المحيل إلى الواقع المعيش ومواقف الحياة البسيطة ومواقفها الطارئة.
كتبت سميرة عبادي كلمة مختصرة على غلاف المجموعة، بينت فيها ما تمثله شرفة البيت في حيفا لها ولزوجها/ المؤلف، وكيف وُلدت تلك القصص. تقول: «من على هذه الشرفة أطلقنا العنان لأفكار كانت حبيسة الموقف فصارت قصصا، منها ما أضحكنا، ومنها ما أحزننا وأوجعنا. هذه القصص القصيرة تحكي عصارة مرارة هذا الشعب الشقيّ».
يُذكر أن حسن عبادي ناشط ثقافي ومهتم بأدب الأسرى، وله في هذا الشأن مبادرات متعددة، وهو من مؤسسي «نادي حيفا الثقافي» ومنتدى الكتاب الحيفاوي.