لوس أنجلوس تايمز : مستقبل السجائر الإلكترونية في الولايات المتحدة
قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن هناك مخاوف في المجتمع الأمريكي بشأن ما يسمى بالسجائر الإلكترونية ومنتجاتها ونكهاتها المختلفة ، والجدل يدور حول شقين هما صحة المواطنين من ناحية ومصالح أصحاب الأعمال من العاملين في هذه الصناعة من ناحية أخرى. ويعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم لقاء ممثلين عن شركات إنتاج أجهزة التدخين الإلكترونية وخبراء الأدوية في الوقت الذي يدرس فيه البيت الأبيض فرض قيود جديدة على مبيعات السجائر الإلكترونية. ويأتي هذا الإعلان ليجتذب القائمين على تنظيم هذه الصناعة بالإضافة إلى الجماعات المدافعة عن استخدام هذه الأنواع من أجهزة التدخين.
ومن جانب آخر أدى الجدال بشأن فرض القيود إلى إثارة مخاوف المدافعين عن صحة الإنسان فيما يتعلق بعادات المراهقين لتعاطي النيكوتين في مواجهة المدافعين عن مصالح أصحاب المشروعات الصغيرة الذين يرون أن تقييد الأمور سيدمر صناعاتهم الناشئة.
واعتبر الرئيس ترامب أن هذه المسألة بمثابة « معضلة » في إحدى تغريداته قائلا « إن صحة وسلامة الأطفال وفي نفس الوقت حماية الوظائف ستكون مسألة ينبغي التركيز عليها» كما ذكر أنه يعتزم رفع السن القانونية لاستخدام منتجات السجائر الإلكترونية إلى 21 عاما أو ما شابه.
وكانت المساجلات بشأن استخدام هذه الأجهزة من جانب صغار السن قد دفعت وزير الصحة والخدمات الإنسانية أليكس آزر للقول في شهر سبتمبر الماضي إن الحكومة ستفرض قيودا أشد على منتجات النيكوتين ذات النكهات، وفي ذلك الوقت اقترح آزر إمكانية إزالة معظم النكهات باستثناء التبغ من الأسواق حتى تتم مراجعة هذه المنتجات من جانب هيئة مراقبة الأغذية والأدوية.
ومنذ ذلك الحين وينتظر المدافعون عن الصحة العامة وعن أصحاب المشروعات ذات الصلة بتلك المنتجات اللوائح الاسترشادية بشأن القيود الجديدة. وفي الأسبوع الماضي تم إلغاء اجتماعات كانت مخططة بين مسؤولي السياسات بالبيت الأبيض وبين الجماعات الممثلة للشركات ، في تطور اعتبره البعض دلالة على أن القيود وشيكة.
ورفض البيت الأبيض التعليق على تغريدة الرئيس ترامب وكذلك هيئة مراقبة الأغذية والأدوية ، لكن الجماعات المدافعة عن أجهزة التدخين الإلكترونية فسرت التغريدة باعتبارها علامة على أنه ما زال بإمكانهم تفادي القيود المشددة ، وواصلت تلك الجماعات محاولة لفت أنظار الرئيس ، بأساليب مختلفة من بينها تنظيم بعض المظاهرات خلال عطلة نهاية الأسبوع أمام البيت الأبيض.
وبينما لم يتضح من الذي سوف يحضر هذا الاجتماع مع ترامب ، فإن جريجوري كونلي رئيس الجمعية الأمريكية لشركات تصنيع أجهزة التدخين الإلكترونية ، ذكر أن البيت الأبيض اتخذ خطوة على الطريق الصحيح.
وأضاف كونلي أن هذا يبين أننا نضع تأثيرا وأن مخاوفنا مسموعة للغاية ، وكان كونلي قد لعب دورا بارزا في الترتيب لمسيرة صناع تلك الأجهزة نظمت السبت الماضي في وسط العاصمة الأمريكية واشنطن مضيفا « نأمل في أن يتم توجيه الدعوة للصناع للاجتماع معهم بالبيت الأبيض».
ومن جانبها قالت كيليان كونواي مستشارة البيت الأبيض إن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية أعدت مشروع قانون في الأسبوع الماضي بشأن السجائر الإلكترونية وليس لمنافذ بيع النيكوتين، في دلالة على أن تلك المنافذ قد تكون بعيدة عن القيود الجديدة.
وتحدثت كونواي في البيت الأبيض الأسبوع الماضي فوضعت فاصلا بين نوعين من الجماعات المدافعة عن تلك المنتجات : فالتبغ والمينثول من ناحية وسائر النكهات بما فيها نكهات النعناع والفاكهة وغيرها من ناحية أخرى ، مركزة على الأخيرة التي تجتذب الأطفال مشيرة إلى أن البيت الأبيض يجب أن يناقش قضية استخدام تلك المنتجات من جانب القصر.
وكانت شركة «جول لابس» المنتجة للسجائر الإلكترونية قد أعلنت في الأسبوع الماضي أنها ستتوقف عن بيع أجهزة النيكوتين ذات نكهات النعناع في الولايات المتحدة ، وكانت قد أوقفت مبيعاتها من نكهات الفاكهة والحلوى سابقا في هذا العام، وتواصل عرض منتجاتها من نكهات التبغ والمينثول.