كيهان:«صفقة القرن».. ماذا عن التنفيذ؟
تحت هذا العنوان أوردت صحيفة (كيهان) مقالاً جاء فيه:
«صفقة القرن» معطى جديد على ساحة الشرق الأوسط، ونقطة تحوّل في السياسة الأمريكية حيال الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ومجرى هذا الصراع، وبغضّ النظر عن مصير هذه الخطة وما ستؤول إليه، وما سيتم اعتماده أساسا للتعاطي مع الفلسطينيين بعد اليوم، أو يتعاطى من خلاله على أنه أمر واقع لا رجوع عنه.
وقالت الصحيفة: هذه ليست المرة الأولى التي تتعاطى فيها الولايات المتحدة مع الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بهذه الطريقة بعد اتفاقيتي «كامب ديفيد» و«وادي عربة»، فمنذ وصول الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» إلى البيت الأبيض في يناير 2017، حدد هدفا رئيسيا له في الشرق الأوسط تمثل في وضع خطة متدرجة بدأها بإعلان القدس عاصمة لـ«إسرائيل» ونقل السفارة الأمريكية إليها، وصولاً إلى دعم بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واعتبرت الصحيفة ما أسمته حملة «التسويق السياسي» لـ«صفقة القرن» عشية انتخابات إسرائيلية مفصلية وحاسمة لرئيس الوزراء «بنيامين نتانياهو» بأنه يصب في نهاية المطاف بدعم نتانياهو الذي يواجه متاعب داخلية وخارجية على حدّ سواء.
«وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن مهندسي «صفقة القرن» لا يظهرون اهتماما واضحا بمكوّنات الصراع في الشرق الأوسط وجذوره وأبعاده التاريخية التي من شأنها أن تنعكس على مستقبل المنطقة برمتها، متسائلة: هل ستبقى «صفقة القرن» تراوح في مكانها وأنها ولدت ميتة أم أن خطوات لاحقة ستعقبها؟ وهل ستكون هذه الخطوات عملية وواقعية، أم أن هناك مؤشرات تشي بأن المنطقة قد دخلت مرحلة جديدة وما بعد إعلان الصفقة لا يشبه ما قبله؟ .
وتابعت الصحيفة مقالها بالقول إن التجارب أثبتت بأنه لا يمكن إخضاع الشعب الفلسطيني لمثل هذه صفقات، ولا يمكن وضع رقبته تحت المقصلة بحجة تسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي خصوصًا أن «صفقة القرن» جاءت في ظروف حسّاسة وصعبة للغاية بسبب تراكم الأزمات التي تشهدها المنطقة من جهة، وعدم وجود المسوغ القانوني لحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه لاسيّما حق العودة ورفض المجتمع الدولي لسياسة الاستيطان التي تنفذها إسرائيل في الأراضي التي يجب أن تدار من قبل الفلسطينيين وليس لأحد الحق من حرمانهم من ذلك، مشددة على أن فلسطين ليست قطعة أرض خالية يمكن عرضها للبيع، ولا يمكن وضعها في سوق المزايدات السياسية مهما كانت الذرائع.