صحافة

فلسطين :من يحمي القدس من جرائم التهويد الإسرائيلية الخطيرة؟

08 نوفمبر 2019
08 نوفمبر 2019

في زاوية آراء كتب غسان الشامي مقالاً بعنوان: من يحمي القدس من جرائم التهويد الإسرائيلية الخطيرة؟، جاء فيه:

يواصل الكيان الإسرائيلي ارتكاب جرائمه بحق الإنسان والأرض والمقدسات الفلسطينية، حيث تتواصل جرائم التهويد بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك وبازدياد في هذه الفترة عن السنوات الماضية.

مع غمرة الأحداث المتسارعة التي تحيط بالقضية الفلسطينية والأمواج السياسية المتلاطمة في المنطقة وتلاحقها، أصبحت هذه الجرائم في غياهب النسيان عند الكثير من الزعماء والقادة في المنطقة، فيما أصبح الحديث عن جرائم التهويد حدثا عابرا وأرقاما ولكنها تخفي وراءها آلاما ومعاناة كبيرة لأهلنا في القدس والمرابطين في المسجد الأقصى، في ظل استمرار تنفيذ المخططات الإسرائيلية وبشراسة بهدف الاستيلاء على المزيد من أرضنا الفلسطينية المباركة.

مؤخرا أصدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره في جنيف تقريره الشهري حول الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية بحق القدس والمسجد الأقصى حيث تزايدت خلال الشهر المنصرم وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية والاعتداءات في القدس والمسجد الأقصى، بل إنها زادت عن الأشهر الماضية حيث استغل العدو الإسرائيلي الأعياد اليهودية وزاد في الاعتداءات بحق القدس والأقصى فقد رصدت المؤسسة الحقوقية (474) انتهاكا بحق الأقصى خلال الشهر المنصرم.

وقد تحدث المرصد الأورومتوسطي عن أرقام خطيرة في زيادة الانتهاكات الإسرائيلية في القدس مفادها أن أكثر من خمسة آلاف مستوطن اسرائيلي اقتحموا باحات المسجد الأقصى بواقع 23 يوما من أصل 31 في الشهر فيما تعرض مصلى باب الرحمة لاعتداءات ممنهجة، إذ تعرّض للاقتحام ست مرات على الأقل تخللها اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية مصلى باب الرحمة بأحذيتهم وقاموا بسرقة أثاثه، كما قامت سلطات الاحتلال بفرض قيود على وصول المصلين المسلمين إليه خاصة أيام الأعياد اليهودية، ورصد «الأورومتوسطي» حالات إطلاق النار والاعتداءات الإسرائيلية المباشرة والمطاردة والاعتقالات التعسفية، وعمليات الاقتحام لبلدات وأحياء القدس التي وصلت إلى (107) اعتداء اسرائيلي.

لقد عرض المرصد الحقوقي جزءا من المعاناة الحقيقية لأهلنا في القدس، وربما خلف الأرقام قصص ألم كبيرة خلفتها جرائم الاحتلال الصهيوني بحق القدس وأهلها، ولو ركزنا في قراءة ما وراء الأرقام والأخبار المقدسية وتفحصناها، نفجع بالتفاصيل والمشهد الأليم الذي تحياه المدينة المقدسة، والمخاطر التي تتهدد الإنسان المقدسي وأهلنا المرابطين الذين يواجهون بصدورهم العارية جرائم الاحتلال ورصاصاته المباشرة.

إن أهلنا أبناء القدس في أتون المواجهة مع الاحتلال الذي لا يكل في تدبير المخططات الإحرامية من أجل تهويد القدس ومصادرة أرضها المباركة، ولم تسلم أحياء القدس وبلداتها من جرائم الاحتلال حيث قرر الاحتلال قبل أيام الاستيلاء على نحو ( 190) دونما من أراضي المقدسيين في بلدة عناتا شرق القدس، كما قررت سلطات الاحتلال الاستيلاء على نحو (500) دونم من أراضي بلدة حزما شرق القدس المحتلة، حيث تعد هذه البلدة حلقة الوصل بين شمال الضفة المحتلة وجنوبها.

تنفذ سلطات الاحتلال مخططات الاستيلاء باستمرار غير آبهة مطلقا بالبشر والحقوق والاتفاقيات الأممية والبيانات والاستنكارات الدولية بل تستبيح (إسرائيل) القدس والأقصى يوميا وتهدر كرامة الإنسان وتواصل تنفيذ مخططات الاستيلاء على الأرض والتوسع الاستيطاني.

إن الاحتلال يعمل على فرض واقع جغرافي جديد في القدس المحتلة عبر تكثيف قرارات سرقة الأراضي، ومواصلة تنفيذ المشاريع الاستيطانية عليها بهدف أحكام السيطرة الكاملة على القدس والمسجد الأقصى المبارك.