عودة الإرهاب لبريطانيا
شهدت منطقة جسر لندن هجوما إرهابيا الأسبوع الماضي نفذه متطرف يدعى عثمان خان (28 عاما)، أسفر عن مقتل اثنين وإصابة ثلاثة أشخاص. وهو ما أعاد للأذهان الاعتداء الإرهابي الذي وقع في المنطقة نفسها في يونيو 2017 عندما قاد ثلاثة مسلحين سيارة شحن وصدموا مارة، ثم هاجموا أشخاصا في المنطقة المحيطة، ما أسفر عن مقتل ثمانية وإصابة 48 شخصا.
وفي تقرير كتبته ليزي ديردن لصحيفة «الإندبندنت» قالت فيه إن حادثة الهجوم الإرهابي الأخير الذي وقع يوم الجمعة الماضي في منطقة جسر لندن، جاءت بعد أسابيع من خفض بريطانيا مستوى التهديد الإرهابي على المستوى الوطني من «حاد» إلى «كبير»، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2014، ما يُرجح احتمال وقوع المزيد من الهجمات.
وذكرت صحيفة «الجارديان» أن خان كان واحدًا من تسعة أعضاء في جماعة إرهابية مستوحاة من تنظيم القاعدة، أدين بالتخطيط لتفجير بورصة لندن، وبناء معسكر تدريب إرهابي في باكستان. وهو أيضا من مؤيدي جماعة المهاجرين المتطرفة. وكان قد حكم عليه في فبراير 2012 بعقوبة غير محددة لا تقل عن 8 سنوات، استعيض عنها بعقوبة محدد مدتها 16 سنة من محكمة الاستئناف عام 2013.
وقالت صحيفة «التايمز» ان عثمان خان من أصول كشميرية، وكان يفترض أن تنتهي مده حبسه في 2020 حيث أمضى سنة في الحبس الاحتياطي وسبع سنوات أخرى خلف القضبان، وأطلق سراحه في ديسمبر 2018 اي في منتصف المدة تقريبًا بعد حصوله على إفراج مشروط. وتحقق سكوتلاند يارد في كيفية تمكن عثمان خان من شن الهجوم على الرغم من معرفة السلطات به وتزويده برمز إلكتروني لمراقبة تحركاته، وكيف تم السماح له بالخروج قبل عام بعد أن قضى وقتًا في دوره في مؤامرة لتفجير بورصة لندن.
وتحت عنوان «أبطال الجسر» أشادت صحيفة «الصن» بجمهور المواطنين الذين ساعدوا في كبح جماح عثمان خان التي تقول إنه كان يرتدي سترة ناسفة مزيفة ما دفع الشرطة لإطلاق النار عليه.
وبحسب صحيفة «الجارديان» أشاد رئيس الوزراء بوريس جونسون بفرق الطوارئ والشرطة والمواطنين الذين واجهوه واعتقلوه وقال إنهم «يمثلون أفضل ما في بلدنا»، وأضاف: «إن هذه البلاد لن تجبن ولن تتفرق أو تخاف من هذه الهجمات، وان قيمنا، قيم بريطانيا، هي التي ستنتصر وتسود». ويرى بوريس جونسون أن من المهم فرض تطبيق الأحكام المرتبطة بالإرهاب، وأنه من الخطأ السماح لمجرمين خطرين الخروج من السجن باكراً، ويجب التخلي عن هذا التقليد لا سيما مع الإرهابيين. كما تعهد جونسون بسن قوانين جديدة لمكافحة الإرهاب إذا ما فاز حزبه في الانتخابات بحسب صحيفة «صانداي تايمز». وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الداخلية براندن لويس إن الشرطة ستراجع الشروط الجاري تطبيقها على مدانين سابقين تم الإفراج عنهم، وأضاف: «هناك شروط تفرض على الأشخاص في هذه الحالة. وتلك الشروط من الأمور التي ستراجعها الشرطة في إطار ذلك التحقيق».
ومن جهته، دعا زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن إلى فتح تحقيق في حادث الهجوم، كما ألقى باللوم على تخفيضات ميزانية الشرطة في ظل حكومات المحافظين. وذكرت التقارير الإعلامية أن موقع وقناة «أعماق» الناطقة باسم تنظيم داعش المتطرف تبنوا الهجوم بسكين الذي أسفر عن قتيلين وثلاث مصابين في لندن، وقالت «أعماق» في بيان لها ان «منفذ هجوم لندن من مقاتلي تنظيم داعش، ونفذ الهجوم استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف» الدولي.
وذكرت صحيفة «صانداي بيبول» أن السلطات البريطانية حددت هوية الشاب الذي طعن حتى الموت وهو جاك ميريت، (25 عاما)، خريج جامعة كامبريدج، ونشرت الصحيفة صورة ميريت الذي عمل منسقا لمبادرة «معا نتعلم learning together» لإعادة تأهيل السجناء، وقال عنه والده إنه كان مرحا يتخذ دائما جانب المستضعفين». كما نشرت صحيفة «الجارديان» ان شرطة العاصمة لندن أعلنت اسم الضحية الثانية وتدعى ساسكيا جونز (23 عاما)، وهي طالبة سابقة في جامعة كامبريدج، حيث أشادت بها عائلتها باعتبارها «مبتسمة ولطيفة وإيجابية في قلب حياة كثيرين من الناس» وكان لديها شغف كبير بتقديم دعم لا يقدر بثمن لضحايا الظلم الإجرامي.
واشارت صحيفة «الاوبزيرفر» الى كيفية تأثير الهجوم على الحملة الانتخابية. والى تعهد رئيس الوزراء بإدخال «إصلاحات متشددة» على اولئك الذين أدينوا بارتكاب جرائم إرهابية. في الوقت الذي انتقد فيه زعيم حزب العمال جيريمي كوربين خفض خدمات السجون، وخصخصة المراقبة ونظام إصدار الأحكام في بريطانيا.
ونقلت صحيفة «صنداي إكسبريس» عن كريس فيليبس، الرئيس السابق لمكتب الأمن القومي البريطاني لمكافحة الإرهاب قوله للصحيفة «إن النظام القضائي يلعب لعبة الروليت الروسية بحياة الناس من خلال السماح للأشخاص المدانين بارتكاب جرائم إرهابية «بالعودة إلى الشوارع».