دنيا الاقتصاد:مختبر الاقتصاد

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة (دنيا الاقتصاد) تحليلا قالت فيه:

لا يخفى على أحد أن نجاح العامل الاقتصادي في أي بلد يلعب دورا مهما في دفع عجلة التقدم إلى الأمام في باقي المجالات، ولا يخفى أيضا أن أي تلكؤ في هذا المضمار سيؤدي إلى نتائج وخيمة في شتّى القطاعات الاجتماعية والثقافية والصحية والخدمية والتعليمية وغيرها.

ولفتت الصحيفة إلى أنه من المبادئ الأساسية التي ينبغي مراعاتها من أجل إنجاح الحركة الاقتصادية برمتها؛ عدم السماح بأن يتحول هذا القطّاع إلى حقل للتجارب البعيدة عن التخصص العلمي القائم على أسس رصينة وذلك من أجل ضمان عدم انحراف البوصلة الاقتصادية عن اتجاهها الصحيح وتحقيق تطلعات وأماني الشعب في الحصول على ما يستحقه من استقرار على مستوى السوق وثبات وتطور على مستوى النوعية في المديين القريب والبعيد.

واعتبرت الصحيفة عدم الاهتمام بالأسس المنطقية التي يجب أن تقام عليها العملية الاقتصادية بأنه يشكل تهديدًا خطرًا لمجمل النشاط الاقتصادي، فضلا عن المخاطر التي قد تنجم نتيجة التساهل في ضبط كل ما يتعلق بالجانب الاقتصادي لاسيّما القوانين التي تنظم هذا القطّاع وما يرتبط بها من ضرورة تنفيذها بما يتناسب مع متطلبات المرحلة والحاجة؛ لأن تكون منسجمة مع التطور الحاصل في الجوانب الأخرى، معربة عن اعتقادها بأن النجاح يكمن في مدى التناسق بين جميع هذه الأمور وعدم التفريط بجانب لحساب جوانب أخرى مهما كانت أهميتها. وشددت الصحيفة كذلك على ضرورة إدارة الشؤون الاقتصادية من قبل خبراء في هذا الميدان وتوفير كل المستلزمات العلمية والتقنية لتحقيق التطور المنشود، محذرة في الوقت نفسه من إمكانية توظيف بعض الجهات لإمكاناتها لتحقيق أرباح سريعة لا تتناسب مع ما تبذله من جهود، معتبرة الفشل في السيطرة على هذا الخطر بأنه سيؤدي إلى تكريس التفاوت الطبقي من ناحية، وعدم إمكانية تصحيح هذا الانحراف بألا تتوفر أدوات التخلص منه في المستقبل إلّا بصعوبة من ناحية أخرى.وختمت الصحيفة تحليلها بالتأكيد على أهمية دعم نشاط المؤسسات المالية ذات العلاقة بالشأن الاقتصادي باعتبارها تمثل حلقة أساسية في ربط كافّة أجزاء المنظومة الاقتصادية وتهيئة الأرضية المناسبة لتطويرها دون الحاجة لفرض رسوم وضرائب عالية الكلفة على المنتجين سواء في مجال الاستثمار أو في المشاريع التنموية ذات الصلة بالبنى التحتية التي تعد مهمة لإنجاح أية خطط وبرامج تستهدف التوصل إلى وضع اقتصادي سليم يخدم الجميع ويبعث على الاطمئنان على كافّة المستويات.