النمساوية : ارتجاجات سياسية في ألمانيا
يوم الإثنين الماضي استقالت انجريت كرامب كارينباور من منصبها كرئيسة للحزب الديموقراطي المسيحي الألماني، وأعلنت في الوقت ذاته أنها لن تترشح لمنصب المستشارية الألمانية. الصحف الأوروبية بمجملها تناولت هذا الموضوع وبدت تعليقاتها مبنية على الخشية من أن تؤثر هذه الاستقالة على مراكز القرار في الاتحاد الأوروبي. ها هو حزب المستشارة أنجيلا ميركيل يتعرض لهزة عنيفة لا بل لأزمة عاصفة بسبب خلافات داخلية حول كيفية التعامل مع تنامي شعبية اليمين المتطرف. هل على الحزب الديمقراطي المسيحي أن يتصرف كالحزب المحافظ النمساوي ويضع سياسة تنعطف به صوب اليمين، كي يواجه بها المتطرفين اليمينيين؟ أم عليه الاستمرار في اتباع السياسة الوسطية التي وضعتها المستشارة ميركل؟ جريدة در ستاندارد النمساوية شككت من قدرة المستشارة ميركل في التأثير على سياسة الحزب كما في السابق. كانت أنجيلا ميركل متعلقة بمشروعين طموحين. اولاً رئاسة الاتحاد الأوروبي كتتويج لمرحلة سياسية طويلة كانت خلالها في خدمة أوروبا من دون أي تقصير. ثانياً تسليم الأمانة إلى خليفتها في العام 2021. هذا المشروع الأخير لن يتحقق بسبب استقالة انجريت كرامب كارينباور من منصبها كرئيسة للحزب الديمقراطي المسيحي الألماني. إنَّ برلين في أزمة حكم الآن، ومهما كانت التطورات السياسية المستقبلية في برلين، ومهما حصل: انتخابات نيابية مبكرة - انتخابات جديدة لاختيار رئيس جديد للحزب الديمقراطي المسيحي الألماني - استمرار الائتلاف الحكومي الحالي أو انفراط عقده: بالنسبة للشركاء الأوروبيين، إنَّ المستشارة أنجيلا ميركيل باتت ترمز إلى الماضي ولم تَعُد تمثل المستقبل، وليست تجسد الديناميكية الأوروبية المعاصرة.