الكرواتية: «فيروس كورونا» وخطورة الإعلام المضلل
في وقت يشهد فيه العالم انتشاراً مقلقاً لفيروس كورونا، صحف أوروبية عديدة تناولت موضوع المصداقية الإعلامية في التعاطي مع أخبار تفشّي الأمراض والأوبئة والفيروسات. يومية يوتارنيي ليست الكرواتية حذَّرت بداية من مخاطر الوقوع في فخ الإعلام المضلل او المبني على المغالطات و كتبت في عددها الصادر الخميس الماضي أنَّ وسائل الإعلام مُلزَمةٌ بالامتناع عن تأجيج مشاعر الخوف و الهلع لدى الناس. خلال الأيام القليلة الماضية طلبت منظمة الصحة العالمية تكراراً من خلال مديرها العام تيدروس غيبريسيوس، ألَّا يستسلم الناس للذعر أو الهلع وأن تتم المحافظة على رباطة الجأش وتقييم المعلومات بتعقُّل وربطها بالحقائق لا بالإشاعات أو الأخبار المبالغ بها أو المغلوطة. إنَّ الجدية مطلوبة بإلحاح، وعلينا الابتعاد عن الاستخفاف بما يقلق الناس. علينا ألَّا ننسى أنَّ الخوف من الحرب مبرر، والخوف من الأوبئة مبرر كذلك، لكن علينا ألَّا ننسى أيضاً أنَّ الذعر غير المبرر غالباً ما تكون نتائجه وآثاره سلبية. فلنتذكَّر جيداً حالات الهلع التي حصدت عشرات القتلى والجرحى في أنحاء عديدة من العالم . لقد كان بالإمكان الحفاظ على حياة البعض، لولا حالات الذعر التي أصابتهم، ومنعتهم من التصرف بعقلانية. العالم لم يصبح لوحده «قرية عالمية» بل تبعه إعلام الدنيا فأصبح إعلاماً محصوراً في قفص القرية العالمية. إنَّ بعض وسائل الإعلام يتحمل مسؤولية كبيرة من خلال ما يكتب من عناوين تثير الهلع، غرضها الوحيد محاولة رفع نسب الاستماع إليها أو مشاهدتها أو زيادة مبيعاتها أو زيادة النقرات على مواقعها الإلكترونية.