القدس :قوتنا في وحدتنا ومجلس الأمن مجرد كلام
في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالاً بعنوان: قوتنا في وحدتنا ومجلس الأمن مجرد كلام، جاء فيه: ألقى الرئيس أبو مازن خطابا في مجلس الأمن أكد فيه رفض صفقة القرن الأميركية وقال إن فيها اكثر من 300 مخالفة للقانون الدولي، وان شعبنا يرفض مبادلة الأرض بالمال رفضا مطلقا، كما دعا أبو مازن إلى عقد مؤتمر دولي وليس رعاية أميركية منفردة لأن واشنطن فقدت دورها بسبب انحيازها الأعمى للاحتلال والسعي لمكافأة هذا الاحتلال على جرائمه بحق الأرض والشعب بدل محاسبته.
وأعلن الرئيس استعداده للمفاوضات وقف الشرعية الدولية والعودة إلى حدود 1967 ورفض المستوطنات باعتبارها غير شرعية. وقد لقيت كلمة الرئيس ومقترحاته تأييدا شبه كامل من الدول الأعضاء في مجلس الأمن باستثناء أمريكا وإسرائيل طبعا. وقد ألقى المندوب الإسرائيلي كلمته تحدث فيها بحقارة سياسية وغطرسة وإساءة إلى الرئيس، دون أن يقدم أي رد على ما جاء في الخطاب أو تفسير للممارسات التي يقوم بها الاحتلال من مصادرة للأرض وإقامة المستوطنات وتهجير المواطنين وهدم البيوت في كل المواقع، وغير ذلك الكثير من الممارسات وأهمها ما يسمونه بتوحيد القدس والعمل على تهويدها. لقد كانت للخطاب ردود فعل دولية واسعة ومتفهمة لحقوقنا كما لقي ردود فعل فلسطينية مختلفة بين مؤيد أو منتقد لسبب أو آخر.
إن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة هما قمة الشرعية الدولية ولكن ما يحدث في كل منهما يظل مجرد كلام بدون أي نتائج عملية ميدانية، وقد اتخذت الأمم المتحدة عدة قرارات إيجابية في السابق ولكن هذه القرارات ظلت حبرا على ورق بدون أي تنفيذ أو حتى اهتمام جدي من الاحتلال، ومع هذا ورغم ذلك يظل إعلان الصوت الدولي قضية مهمة لتوعية الرأي العام وزيادة تفهمه لحقوقنا.
الحقيقة الأكيدة أن من لا قوة له لا صوت له ولا أحد يستمع إليه، ولهذا فإننا نؤكد أن قوتنا تكمن في وحدتنا وبالعمل الموحد لمقاومة الاحتلال ومنع هيمنته واستبداده ومصادرته المستمرة للأرض، ومن هذا المنطلق فإننا ندعو القوى الوطنية كلها بالضفة والقطاع إلى العمل الجاد لاستعادة الوحدة وإنهاء هذا الانقسام المدمر الذي يعمل الاحتلال على ترسيخه وتعميقه بكل الوسائل، وبدون ذلك سيظل الاحتلال يلتهم الضفة ولعل في انتخاباتهم القادمة سوف يتصاعد اليمين الأكثر تطرفا والأكثر تشددا في الاستيلاء على الأرض والقضاء الكامل على حلم الدولة الموعودة.
أيتها القيادات كفى انقساما وكفى ركضا وراء الأوهام فالوطن يدعوكم والقضية تناشدكم لعلكم تسمعون ..!!