القدس: عام جديد.. وتمنيات كبيرة
بداية عام جديد وذكرى جديدة لانطلاقة حركة المقاومة الفلسطينية «فتح» عام 1965. وترافق هاتين المناسبتين دائما، تمنيات كبيرة وذكريات تاريخية. لقد شكلت انطلاقة «فتح» استعادة قوية للوجود والدور الفلسطيني بعد أن توهم الكثيرون أن القضية انتهت والشعب الفلسطيني ضاع في خضم الأحداث والتطورات وقيام إسرائيل على التراب الوطني وتهجير وتشريد مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني.جاءت صيحة «فتح» لكي توقظ الواهمين وتزرع الأمل في النفوس رغم كل الصعوبات والتحديات، وصار اسم «ابو عمار» شعلة إضاءة في ليل الواقع المؤلم.
منذ عام 1965 حتى اليوم مرّت القضية بتطورات مصيرية، كما مر الكفاح الوطني بمراحل كثيرة من أبرزها الانتفاضة الأولى التي قلبت المعادلات السياسية كليا في المنطقة وأدت بالنهاية الى عودة الرئيس ياسر عرفات بعد طول معاناة وارتحال من الأردن الى لبنان الى تونس.. وقد ظل رغم كل ذلك قويا صلبا ومدافعا عنيدا عن الوطن والحقوق.
ولقد أثبتت إسرائيل وقاداتها انهم غير معنيين جديا بالسلام وقابلوا كل التنازلات التي قدمتها القيادة الفلسطينية بزعامة ابو عمار، بالمزيد من التوسع الاستيطاني ورفض الاستجابة للحقوق الفلسطينية حتى انتهى الأمر بمحاصرة الرئيس القائد بالمقاطعة في رام الله ثم مرضه ووفاته.
واستمرت «فتح» تقود المسيرة حتى اليوم، ونحن الآن نواجه هذا الواقع المدمر الذي يفرضه الاحتلال ونراهم يتنافسون بالمزايدات الاستيطانية والغطرسة السياسية، ولا يدركون، أو لا يريدون أن يدركوا، أنهم بهذا يقودون المنطقة الى مستنقع التوتر وإسالة الدماء سواء طال الزمان أو قصر، لأن المستقبل لنا والتاريخ يشهد لنا.
إن الشعب الفلسطيني وهو يحتفل اليوم بذكرى الانطلاقة والعام الجديد، يدعو كل القوى السياسية من فتحاوية وغيرها، الى إعادة تجديد وتطوير العمل الوطني لكي نكون على مستوى التحديات المصيرية التي تواجهنا، وأول الخطوات في هذا السياق هو إنهاء الانقسام ووقف المهاترات الاعلامية فورا بين الجانبين بالضفة وغزة، حتى تظل فتح هي الرائدة والقائدة كما هي دائما، وحتى نخرج من الدائرة السياسية المغلقة التي تحاصرنا وتدعم الاحتلال ولو بصورة غير مباشرة ..!!.