الفرنسية: سلطنة عمان التغيير في الاستمرارية
التغيير في الاستمرارية، هذا هو العنوان العريض الَّذي طالعتنا به جريدة لوموند الفرنسية غداة وفاة جلالة السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد وتنصيب جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد.
كتبت جريدة لوموند الفرنسية أنَّ السلطان الراحل قابوس بن سعيد كان عميد القادة العرب، وكان رجل الخليج بامتياز. واعتبرت اليومية الفرنسية أنَّ سلطان عُمان الجديد سيتابع السياسة الخارجية المميزة جدًا، التي كانت سائدة في عهد السلطان الراحل قابوس، وهي سياسة التوازن والدقَّة وبعد النظر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين والسعي إلى إحلال التعايش السلمي بين الأمم.
لقد بقيت سلطنة عُمان في عهد السلطان قابوس، بعيدة عن الصراعات الإقليمية الرئيسية، بدءًا من الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات وصولًا إلى الحرب في اليمن.
لقد عارض السلطان الراحل الحرب في اليمن، كما عارضَ مقاطعةَ دولة قطر، وكان صديقًا كبيرًا لدولة الإمارات. لقد كانت سلطنة عُمان ولا تزال، الوسيط الأفضل بين الولايات المتحدة وإيران، في الصراع حول النووي. لقد كان السلطان قابوس حليفًا للولايات المتحدة الأمريكية وكان صديقًا لإيران ويتقاسم معها مضيق هرمز الَّذي يمر عبره 30 بالمائة من النفط العالمي. كان السلطان قابوس الوسيط الأمثل في الأزمات الشرق أوسطية، وكانت سياسته التفاوضية تمتاز أيضا بالكتمان خاصة فيما يخص الرهائن أو الحروب التي عصفت وتعصف بمنطقة الشرق الأوسط منذ عشرات السنين. الملفت أنَّ سلطان عُمان الجديد كان قد تولَّى مسؤوليات رفيعة في الخارجية العُمانية قبل أن يتسلم وزارة التراث والثقافة في السلطنة. ربما تكون الثقافة إحدى أبرز المزايا التي جعلها السلطان الراحل تتجذَّر في سلطنته التي تركها وهي مستقرَّة تمامًا، اقتصاديًا وسياسيًا. الآن، يعود هذا الإرث إلى السلطان الجديد هيثم بن طارق آل سعيد، الذي وعد بمتابعة مسيرة السلطان الراحل.