السويسرية: كل إنسان مسؤول عن صحته
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا في حالة حرب ضد وباء كورونا. كما سبق لدول عديدة أن شرحت لمواطنيها أنها تخوض معركة صحية تقاوم بها تفشّي هذا الوباء. بالمقابل لاحظ العالم أن تجربة الحجر المنزلي الَّذي فرضته الصين قد أعطى نتائج إيجابية، من هنا، اقتنع العالم أن إلزام الناس بالبقاء والقبوع في منازلهم، هو أفضل حل من أجل تخفيف الضغط على المستشفيات والمؤسسات الصحية، وإبطاء تفشّي الوباء، بانتظار الأمل بتوصل الباحثين والعلماء والمختبرات إلى اكتشاف العلاج أو اللقاح المضاد لوباء كورونا القاتل.
حول موضوع الوقاية والحجر الصحي والبقاء في المنازل، كتبت يومية نيو زرخر السويسرية: إنَّ مكافحة الوباء استلزمت وضع ضوابط اجتماعية وتدابير صارمة عديدة لم يلتزم بها بعض الناس. وعلى الرغم من أنَّ الخبراء والأطباء والسياسيين والمسؤولين يناشدون الناس بالبقاء في منازلهم وبإظهار أقصى درجات الوعي والتعاضد الاجتماعي، بعض الناس تصرَّف وكأنه غير معني بما يدور حوله. تشير اليومية السويسرية إلى الدراسات والإحصاءات والأرقام التي تشير إلى أنَّ المسنين والذين يشكون من أعراض أو أمراض مزمنة هم بحاجة إلى الرعاية أكثر من غيرهم، ومطلوب أيضاً التدابير الذاتية التي تجنبهم الخطر وطوارئ الدخول إلى المستشفيات، فعليهم من تلقاء ذاتهم ألَّا يكونوا مصدر عدوى لغيرهم وأن يلتزموا قبل غيرهم بالتعليمات والتدابير الصحية حتى لا يصبحوا ناقلين للوباء. إنها مسألة تعاضد اجتماعي. إنَّ عدم نقل العدوى إلى المتقدمين في السن، هي أولى مسؤوليات الشباب والأصحاء.
من جهتها كتبت يومية كورير السويسرية: إنَّ وباء كورونا يتفشى بسرعة حيث هنالك فقر وعدم احترام للبيئة وحيث لا نظافة، لكن الملاحظ كذلك أنَّ الوباء أصاب بشكل خاص عاملات وعاملين في الرعاية الصحية المنزلية وفي المستوصفات وقطاع التعليم الخاص والعام، كما أصاب بائعين وبائعات في المحلات وممرضين وممرضات وعاملين وعاملات في القطاع الصحي، وعاملين في دور الحضانة أو العناية بالأطفال، ومعلمين ومعلمات. الملاحظ أيضاً أنَّ الوباء قد يتفشى بسرعة كبيرة بين اللاجئين المفتقرين للرعاية الصحية الكافية وبين الَّذين لا مأوى لهم والمشردين. ولاحظت الجريدة أن الوباء قد تفشَّى في بلدان الجنوب الأوروبي أكثر من شماله. هنا الإشارة ممكنة إلى المبالغ الضخمة التي بدأت الدول تخصصها لمعالجة المشاكل الناجمة عن الحجر الصحي المنزلي والحفاظ على أرواح المعرضين أكثر من غيرهم لخطر الكورونا.