الحياة الجديدة:إسرائيل.. جاء وقت الحساب
في زاوية مقالات كتب باسم برهوم مقالا بعنوان: إسرائيل.. جاء وقت الحساب، جاء فيه:
هناك طبقة سياسية وأمنية إسرائيلية معظمها متورط بجرائم حرب تجاه الشعب الفلسطيني. وإسرائيل بمجملها مارست سياسة إرهاب الدولة، الاستيلاء على الأرض والاستيطان والتهويد هو إرهاب دولة، هدم المنازل وسياسة العقاب الجماعي هي إرهاب دولة. أما جرائم الحرب واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا فهي لا تعد ولا تحصى.
إسرائيل مهما كابرت، فهي اليوم وجها لوجه أمام جرائمها، فقد جاء وقت الحساب واقتربنا من لحظة ألا تكون فيها إسرائيل دولة فوق القانون. لقد نجحت إسرائيل، وبدعم أمريكي في انتهاك القانون الدولي من دون أية محاسبة، إلى درجة أن اعتقادا ساد بأنها دولة يمنع المس بها.
وإذا اعتبرنا أن العنصرية هي جريمة، فإن المشروع الصهيوني بحد ذاته هو عبارة عن فكر عنصري يبرر ارتكاب الجرائم، من زاوية انه مشروع ينكر وجود الآخر وينكر حقوقه الوطنية التاريخية. من هنا فإن سلسلة الجرائم وإن بدأت قبل حرب عام 1948، فهي بلغت احدى اهم ذرواتها في تلك الحرب عبر سياسة التطهير العرقي، وعشرات المذابح التي ارتكبت في سياقها، والتي من أبرزها مذبحة دير ياسين في التاسع من أبريل 1948، بالإضافة إلى تدمير وإزالة اكثر من 500 قرية وبلدة ومدينة فلسطينية عن الخارطة. أما الجريمة الأبرز فهي تشريد اكثر من 800 ألف فلسطيني من وطنهم وتحويلهم إلى لاجئين.
وبعد حرب عام 1967 فإن كل ممارسات إسرائيل في الأرض الفلسطينية والعربية المحتلة، من استيطان وضم وتغيير المعالم ونقل السكان وهدم المنازل وتهويد القدس، فإن جميع هذه الممارسات هي جرائم حرب. ولاحقا، في السنوات الأخيرة، أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على قتل المدنيين والاغتيالات الميدانية والاعتداءات على قطاع غزة وتدمير حي الشجاعية في عدوان عام 2014، هي الاخرى جرائم حرب.
وكل ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي وكل جنوده، وفي كل المراحل هم مجرمو حرب. والغريب في دولة مثل إسرائيل بان أي مسؤول يتقدم بالحياة السياسية بقدر ما يرتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني، فأمجاد الطبقة السياسية في اسرائيل قد تم بناؤها عبر جرائم الحرب. فإسرائيل كفكرة هي دولة عنصرية، وان استسهال ارتكاب الجرائم هو من صلب هذا الفكر.
إن اليوم قد يكون اقرب مما يظن نتانياهو وكل الطبقة السياسية في إسرائيل بانهم سيكونون غير قادرين على السفر عبر العالم لكونهم مطلوبين للعدالة، عدالة محكمة الجنايات الدولية وان أسماءهم في القوائم السوداء الدولية، فإسرائيل اليوم تدخل مرحلة المحاسبة.