الإيطالية: التغيُّر المناخي يضاعف الفيضانات

عانت مدينة البندقية السياحية الإيطالية خلال الأسبوع الماضي من فيضانات قياسية بلغ ارتفاع منسوب مياهها قرابة المترين. صحف إيطالية عديدة أسِفت لأن الحكومات المتعاقبة في البلاد لم تقم بما يلزم من أجل تدارك مشاكل الفيضانات التي تغمر سنة بعد سنة هذه المدينة السياحية الكبرى. جريدة لا ريبوبليكا الإيطالية كتبت أن السياسيين الإيطاليين يتجاهلون أزمة المناخ والتغيُّر المناخي بشكل يكاد يكون تاماً. إنَّ مشاعر الغضب تغمر الناس بسبب المياه التي غمرت مدينة البندقية. لقد كان من المفترض أن تُنصِت الجهات الرسمية المسؤولة لعلماء المناخ الَّذين يعرفون تداعيات هذه الظاهرة. من الواضح أيضاً أن المسؤولين السياسيين الإيطاليين لم يتقيدوا بما صدر عن المفوضية الأوروبية من قرارات كانت تريد إلزام الحكومات الأوروبية بتخصيص المبالغ الضرورية للمناطق الأكثر عُرضة للمخاطر البيئية الناجمة عن التغير المناخي. من جهتها يومية كوريري دللا سيرا اعتبرت أن الفساد الإداري هو من الأسباب التي جعلت مدينة البندقية تغرق في مياه الفيضانات تماماً كما غرق البعض في مستنقع الفساد. لقد تأخر المسؤولون بتطبيق المشاريع المُصمَّمة من أجل حماية مدينة البندقية من الفيضانات.

لقد سبق وأن حلَّت الكارثة على البندقية في العام 1966 حين غمرها فيضان هائل جعل كلَّ العالم يغضب ويطلب من السلطات المحلية والمركزية الإيطالية العمل كي لا تتكرر هذه الكارثة.

لكن الأمور سارت بدرب المماطلة وبسبب الفساد الإداري تأخر تنفيذ كل المشاريع الضرورية واستغرقت النقاشات بشأنها أكثر من ثلاثين عاماً إلى أن حلَّت كارثة فيضانات العام الحالي 2019.