الإيطالية: أمثولة تاريخ الأوبئة
كتبت يومية (كوريري دللا سيرا) الإيطالية ما مفاده أننا حاليًا بعيدون جدا عن الوقت الذي قد نتمتع فيه بالخروج من منازلنا من دون خوف من التقاط وباء كورونا المتربص بومياتنا و صحتنا. لكن لا شيء يمنعنا من الاستعداد لعودة طبيعية لحياتنا اليومية. الرئيس الأمريكي وقادة دول في العالم و علماء، يدرسون حاليا الطرق التي يمكن بواسطتها أن يعيدوا حياة المجتمع تدريجيا إلى طبيعتها. تعتبر اليومية الإيطالية أن أوقاتا صعبة جدا تتربص بالعالم على الرغم من أن الجهود كلها تُبذل من اجل احتواء الوباء الذي قد يصل قريبا إلى حدوده القصوى. يعلمنا تاريخ الأوبئة أنَّ المراحل الصعبة تبدأ عندما يبدأ عدد القتلى يخف تدريجاً، و حين تبدأ السلطات الرسمية بالاعتقاد أنها تجنَّبت الأسوأ و تتباهى بذلك، و حين تبدأ المجتمعات باعتماد التراخي وإهمال بعض التدابير الأساسية التي مكَّنت قسمًا منها من تجنب الكارثة الوبائية الصحية. كثيرون سيعتقدون أن كل الشؤون والأعمال عادت إلى طبيعتها، وكثيرون سيعتقدون أن العودة إلى حياتهم الطبيعية صارت ممكنة. لكن، يجب ألَّا ننسى أبدا وباء الطاعون الذي اجتاح أثينا في القرن الخامس ووباء الحمى الإسبانية في نهاية الحرب العالمية الأولى الذي قتل من الناس أعدادًا هائلةً عجزت الحرب الأولى عن إفنائهم. علينا الحذر من وباء كورونا بكافة مراحله. نحن نعرف و يعرف الخبراء و المؤرخون و العلماء أنَّ الأوبئة تمر بمرحلة ركود بعد فترة فتكها الأولى، ثم تعود بفوران هائل في مرحلتها الثانية، تمامًا كما حصل في أزمنة وباء الطاعون و وباء الحمى الإسبانية. نبقى في الصحف الإيطالية لنلفت إلى ما كتبته جريدة لا ستامبا عن ضرورة التضامن العالمي الصحي والاقتصادي وأنَّ قادة عشرين بلدًا صناعيًا كبيرًا تحاوروا عبر الإنترنت يوم الخميس الماضي وقرروا تخصيص أربعة آلاف وخمسمائة مليار يورو من أجل تطوير وإنتاج الأجهزة الصحية.