الألمانية: «الجاسوسية» تزعزع العلاقات الدبلوماسية

الأربعاء الماضي أعلنت السلطات الألمانية أنَّ المدعي العام الألماني يشكُّ رسميا بضلوع عملاء وجواسيس من روسيا بمقتل رجل جيورجي الجنسية كان يتواجد في حديقة عامة تقع وسط برلين، وقد حصلت عملية القتل في شهر أغسطس 2019. بعد صدور هذا البيان أعلنت السلطات الألمانية أنها رحَّلَت إلى موسكو موظَّفَين ديبلوماسيَين عاملين في سفارة روسيا في برلين، واتَّهمتهما بالعمل لمصلحة جهاز الاستخبارات الروسي. بعض الصحف الأوروبية اعتبرت أن هذه الجريمة ستتسبب بالضرر الكبير على العلاقات الألمانية الروسية بخاصة وأن المستشارة ميركل كانت دوما من محبذي الحوار مع روسيا. علما أن البلدين معنيان مباشرة بمشروع نورد ستريم 2 وقد تسبب لهما بانتقادات شديدة من قِبَل الولايات المتحدة الأمريكية. جريدة دوتشلاند فانك الألمانية اعتبرت أن الإجراء الألماني بحق الديبلوماسيينِ ليس كافياً. على المستشارة الألمانية ووزير خارجية ألمانيا أن يدينا بشدة ما حصل ويقترحا أو يفرضا، عقوبات أشد على روسيا. تذَكّر اليومية الألمانية بالتدابير التي اتخذتها خمس عشرة دولة أوروبية حين تمَّ اغتيال الجاسوس الروسي المنشق سكيبرال بينما كان موجودا على الأرض البريطانية. حينها قامت هذه الدول بطرد عشرات الديبلوماسيين الروس. إن التدابير التي اتخذتها ألمانيا مؤخرا هي في حدّها الأدنى. صحيح أنَّ الجريمة وقعت في متنزَّه «تيرغارتن» الواقع وسط برلين، لكن من المهم وضعها في إطار الحرب التي تخوضها روسيا ضد عملاء لجأوا إلى الغرب. من الأجدى أن تتصرف الحكومة الألمانية بشكل يجعل المسؤولين عن هذه الجرائم يدركون أنَّ ألمانيا اتخذت وستتخذ التدابير الملائمة التي من خلالها ستقاوم مستقبلا أية مخططات استخباراتية لجرائم مشابهة.