اعتماد: الانتخابات .. قراءة في المؤشرات والمآلات
تحت هذا العنوان أوردت صحيفة (اعتماد) تحليلًا فقالت:
حظيت الانتخابات البرلمانية التي أجرتها إيران يوم الجمعة الماضي باهتمام الأوساط الإعلامية في الداخل والخارج لما حملته من مؤشرات ذات دلالات مؤثرة على كافّة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
وقالت الصحيفة: إن هذه الانتخابات جرت في ظلّ أجواء غير طبيعية فرضتها التوترات الحاصلة بين طهران وأطراف أجنبية نتيجة الخلافات بشأن الملف النووي الإيراني وقضايا أخرى فضلًا عن الخلافات الأيديولوجية التي شابت العلاقات بين إيران والغرب بشكل عام وبينها وبين أمريكا بشكل خاص طيلة العقود الماضية.
وألمحت الصحيفة إلى أن الإقبال الجيد على صناديق الاقتراع الذي ظهر في يوم الانتخابات البرلمانية الإيرانية والذي استدعى تمديد وقت الاقتراع أكثر من مرة في العديد من المراكز الانتخابية يستبطن دلالات عديدة بينها أن الشعب الإيراني ورغم معاناة شرائح كبيرة منه من الضغوط الاقتصادية التي نجمت عن الحظر المفروض على إيران، إلّا أنه -والقول للصحيفة- آثر المصلحة الوطنية وذهب للمشاركة في الانتخابات كي يثبت بأن المصالح الاستراتيجية تحظى باهتمامه أكثر من أي مسألة أخرى، معتبرة هذه المشاركة بأنها كانت تحمل رسائل متعددة في مقدمتها أن الشعب الإيراني ما زال يعتقد بضرورة مواجهة التحديات والوقوف إلى جانب نظامه الإسلامي حتى وإن تطلب ذلك الصبر على المصاعب الاقتصادية وباقي الشؤون الحياتية.
ولفتت الصحيفة أن كافّة شرائح المجتمع الإيراني قد شاركت بالإدلاء بأصواتها في صناديق الاقتراع لاختيار برلمان جديد رغم الاعتراضات التي سبقت الانتخابات نتيجة عدم المصادقة على أعداد كبيرة من المرشحين من قبل مجلس صيانة الدستور في إيران ومن بينهم أعضاء في البرلمان السابق، معتبرة هذا النوع من التعاطي مع المسائل الرئيسية التي تهم إيران بأنه نابع من الإحساس الصحيح بأهمية تقديم المصالح العامة على المصالح الفئوية والشخصية خصوصا أن إيران تتعرض لضغوط خارجية كبيرة، بالإضافة إلى الضغوط الداخلية التي نجمت عن الخلافات السياسية والفكرية بين التيارات المؤثرة في الساحة من جانب، ونتيجة الوضع الاقتصادي غير المستقر من جانب آخر.