قصص: سرير على صفيح ساخن
أحمد الرحبي -
نجار
لقد اعتادت مرارا وتكرارا على استدعاء جارها النجار لفحص السرير، وفي كل مرة بعد أن يبذل جهده في معاينة السرير وفحصه، يقول لها بكل احترام وبأدب جم: إن السرير سليم ولا مشكلة تستدعي الإصلاح فيه، ومع إصرارها على أن هناك ثمة مشكلة في سريرها لم يستطع أن يلتفط الحكمة من وراء هذا الإصرار على وجود مشكلة في السرير.
سرقة
إنه ليل طويل وزوج لا يستطيع أن يقوم بواجبه كما يجب ما أعظم مصيبتي، فها هو مستلقي بجانبي يغط في نوم عميق، بينما أبقى مستيقظة وحيدة طوال الليل أكابد رغبتي، فجأة تسمع صوتا خلف باب البيت يخرجها مما هي فيه، تهم بإيقاظ الزوج لتعدل في اللحظة الأخيرة عن ذلك، متوجهة أمام الباب، وبينما كانت حركة معالجة قفل الباب مستمرة من الخارج تقوم بفتحه بهدوء، مستقبلة طارق الليل.. تفضل يا سيدي إني أفضل ما يغري بالسرقة في هذا البيت.
حبل غسيل
أرجو المعذرة يا سيدي على الإزعاج، فهناك بعض الملابس قد أسقطتها الريح من حبل الغسيل على شرفة شقتك، أرجو المعذرة مرة أخرى، فحبل غسيلنا مزدحم دائما، لقد اعتاد الجار الأعزب سماع نفس الاعتذارات الخجولة من قبل جارته التي تقع شقتها فوق شقته مباشرة، لكنه اعتاد في الوقت نفسه أيضا أن تكون قطع الملابس هي ذاتها التي تسقط في كل مرة، وهي عبارة عن قطعة ملابس داخلية وإن اختلفت ألوانها في كل مرة، أما هذه المرة فقد استقبل جارته بحفاوة وترحاب أكثر من السابق، وكله امتنان لحبل غسيلها.
عزاب
بعد فشل محاولته المائة، نام وحلم بها بين يدي العزاب الذين يسكنون بجوارهم، استيقظ جراء ذلك الحلم عكر المزاج ولم يمض وقت على استيقاظه حتى وبخها بكلمات قاسية، لم تفهم مغزاها وهو ينظر بعصبية الى سكن العزاب، لاعنا كل عزاب العالم، في الليلة السابعة بعد المائة، هدهدته وداعبته كطفل حتى نام، في الصباح وهو خارج للعمل كان يتلقى فيضا من التحيات اللطيفة الباسمة من جيرانه العزاب.
تطير
كان على ذمته أربع نساء، وبرغم انه يثق كثيرا في فحولته التي يفاخر بها بشكل علني في معرض أحاديثه مع الأقارب والأصدقاء، إلا أن حكمته الذهبية في الحياة كانت لا خير في جيرة عازب، متطيرا من العزاب ناظرا إليهم وكأنهم كائنات نجسة، أو جراثيم وباء خطير، يهدد المجتمع.
حلم
لقد اعتادت أن تسرد عليه كل الأحلام التي تحلم بها بدقة مملة، إلا حلما واحدا والذي بات يتكرر ليلة بعد أخرى، وذلك مند أن أصبحت تتكرر استئذاناته للذهاب مبكرا للنوم، بحجة التعب والإرهاق، حلم موضوعه أو بطله إذا أدرنا الدفة هو، جارهم الشاب الوسيم.
اقتحام
احتاجني من الجهد الكثير، جهد محموم، دفعت بأطراف أصابعي على غير هدى، أعرف الطريق الى العش عين المعرفة، لكن آه من اضطراب الرؤيا في السرابات البعيدة للسبخات، من دوار المشي على الحواف الشاهقة. حاطب ليل تبعت أثر أصابعي تدب بين انثناءات وتغظنات القماش، سأخترع للقفل مهما كان عصيا ومحكم الاقفال، مفتاحا، انفراجة بسيطة لظلفة الباب تكفي تمكنني من الدخول بظفر والتمتمة بصلاتي لاثما رخام الصحن الداخلي للمحراب.
لن يصدني لن يوقف تقدمي أعلنتها، استبسال حجاب المقام، كانت رشوتي لهم جزيلة هؤلاء الحجاب فكان تواطؤهم، ماكرا بما يكفي لتحويل تهمة الخيانة العظمي بعيدا عنهم الى آخرين: عسس أهملوا نوبتهم في الحراسة.
مدفعيتي الثقيلة توالي إمطار التحصينات بقذائفها لا مجال للمقاومة، قد استوعب الجنرالات في الجانب الآخر ذلك على ما يبدو، فهم يسارعون بحمية الى الدفع بالجيش الى حتفه الى آخر جندي، مما يقرأ بعد ذلك في مذكراتهم بأنه تكتيك ألهمته الهزيمة لهم، لمحاولة استعادة المبادرة في المعركة.
ثلمات بعض ثلمات في السور.. ثغرة في السور ثغرات في السور.. بأصابع مرتعشة.. لصه انتهيت من ا لـ ز ر ا ر الـ أ و ل.