طبعة جديدة من طيور العنبر لإبراهيم عبد المجيد
«العمانية»: صدرت عن دار الشروق بالقاهرة، طبعة جديدة من رواية «طيور العنبر» للروائي المصري إبراهيم عبد المجيد، وترصد الرواية الحياة في مدينة الإسكندرية خلال حقبة الخمسينات من القرن العشرين، وما طرأ عليها من تغيُّر ديموغرافي ومعماري.
ورواية طيور العنبر هي الجزء الثاني من مشروع «ثلاثية الإسكندرية»، وهي تتناول الإسكندرية غداة إعلان تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وخروج الأجانب بالآلاف، وما أحدثه هذا التغيير المفاجئ من تحوُّل في هذه المدينة الكوزموبوليتانية.
وبحسب الناشر، يرصد إبراهيم عبد المجيد «لحظة تحول لا رجعة فيها لواحدة من أعظم مدن الشرق»، وهو في هذه الرواية «لا يكتب عن الجغرافيا أو التاريخ، لكنه يكشف روح المكان، روح الإسكندرية، روح التحرر وعدم الاستقرار والنزق، وروح الحزن والجنون». ويصور المؤلف روح المكان والزمان من خلال عدد كبير من الشخصيات المصرية والأجنبية التي لدى كل منها حلم للإمساك بطائر العنبر الخرافي، ولا تدري أنها تسبح في وسط من الصراعات الكونية، يحدد لها مصائر أخرى.
ومن المشاهد التي ترصدها الرواية، خروج اليهود من مصر بعد العدوان الثلاثي عام 1965: «حمل الهواء إشاعات عن نية الحكومة في مصادرة أملاك اليهود وأن المعتقلات ستفتح لهم جزاء ما ارتكبته إسرائيل، لم يقل أحد إنهم مصريون لهم هنا مئات السنين، حدث الخروج شبه الجماعي الأكثر كثافة مما حدث حين اقتربت القوات النازية من الإسكندرية أثناء الحرب العالمية الثانية.. تلك المرة خرج أثرياء اليهود، الآن يخرج الجميع, كل بحسب قدرته على إنهاء أعماله، تحولت المدينة عن اليهود, بدأ ذلك بسيطًا مع التفجيرات التي قامت بها عناصر يهودية تابعة للموساد الإسرائيلي قبل الحر، وازداد مع اشتراك إسرائيل في العدوان على مصر.. اتسعت مساحة الشك في اليهود بعد أن كانت نوعًا من الفولكلور لا يتجاوز حدود النكتة.. رغم ذلك لم يصل الأمر أبدًا إلى اعتبار يهود الإسكندرية من رعايا إسرائيل، لكنه الهلع الذي استبد باليهود».
يُذكر ان إبراهيم عبد المجيد وُلد عام 1946، ودرس الفلسفة، ونشر روايته الأولى التي حملت عنوان «في الصيف السابع والستين» عام 1979، وصدر له 12 عمل روائي، وخمس مجموعات قصصية ومسرحية، وتُرجمت العديد من رواياته للإنجليزية والفرنسية والألمانية، وحصل في عام 1996 على جائزة نجيب محفوظ في الرواية من الجامعة الأمريكية في القاهرة عن روايته «البلدة الأخرى»، بينما فازت روايته «لا أحد ينام في الإسكندرية» بجائزة أحسن رواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1996.
كما نال جائزة الدولة للتفوق في الآداب عام 2004.