زمن الهزيمة
عادل محمود -
شارك ممثلون عن المعارضة السورية، والمجموعات المسلحة يوم الثلاثاء الماضي 18/1/2017 في ندوة لمعهد ترومان الإسرائيلي للأبحاث، التابع للجامعة العبرية في هرتسليا- القدس، وشعاره «رؤية أم حلم؟».
حضر عصام زيتون، ممثل الجيش الحر السوري ـ المنطقة السورية الجنوبية (الجولان) وسيروان كاجو ـ كردي سوري... وآخرون.
وقد وجه عصام زيتون رسالة إلى الإسرائيليين، عرض فيها خارطة طريق للسلام بين سورية وإسرائيل، معتبراً أن الخطر على إسرائيل يأتي من سورية وحزب الله.
ولقد سئل من قبل مذيع القناة الإسرائيلية 24: هل ضاقت بكم الأرض لتطرقوا أبواب إسرائيل؟ فأجاب: نحن هنا لشرح وجهة نظرنا، ولتأكيد أننا مقاتلون من أجل الحرية، ولسنا إرهابيين.
هذا يدّعي أنه يمثل الجيش الحر، وأنه يحتفظ بسرية أسمائهم. وقد نال بالادعاءات، والابتزاز، مساعدات مالية من عدة جهات. وآخر «منشآته الثورية» كان جبهة إنقاذ سورية. معتمداً على أسماء «شهداء الجيش الحر» الذين لم يعودوا موجودين لتكذيبه أو تأكيده.
ومن المعروف أن إسرائيل دخلت على خط الثورة العسكرية في الجولان، واستضافت العديد من الجرحى وعالجتهم. وزارهم نتانياهو. ولم يعد الأمر سراً حتى في العمليات العسكرية. وقد مهّد للعلاقات مع إسرائيل عضو الائتلاف كمال اللبواني في زيارات متكررة.
الملفت أن الرعاة الإقليميين لكثير من المنظمات المسلحة، أسسوا لبنوك شراء البنادق والخنادق. وثمة الكثير من المعلومات المستندة إلى وقائع، حول التفاصيل، من المبالغ والأرقام المقبوضة، من هذه الجهة أو تلك، فضحها شيخ قبيلة البكّارة «نواف البشير»، بعد انشقاقه عن الائتلاف السوري (ظل معهم 3 سنوات) ولا يزال يحتفظ بالمعلومات الدسمة حول المسائل الأمنية والمالية.
إسرائيل لا تحقق اختراقاتها في الجسم العسكري العربي، معارضة ورسميين، إلا بعد قصف مركز وتمهيد عميق في الجبهة الإعلامية والثقافية، نفاذاً إلى عمق المحرّم في العامل الإسرائيلي والتعامل معه. لا بد من الدولة اليهودية، لا بد من تطبيع متدرج. وصولاً إلى القبول دون شروط بإسرائيل كجار بأولوية كامله.
وهكذا... تبدأ القصة بأفراد، ثم مجموعات ثم تؤسس، عبر الرشاوى، معاهد بحوث، وخيارات، وفي الحالة السورية يجري تسريب النعاس، ثم التنويم للقيم المصاغة، عبر عشرات السنين: مثل الخيانة الوطنية. التطبيع مع العدو، مصافحة دون شرط، أي ... «الخيانة وجهة نظر».
في أزمنة الهزائم، والكسل الوطني، وانكسار الأحلام، والحروب الأهلية... ينتعش الزواج الممنوع ويصبح زنا المحارم «وجهة نظر».
في أزمنة الهزيمة... تنتعش تجارة الممنوعات، داخل وخارج أسوار الأوطان. ولكن ، أيضا ، تزداد الحاجة الى شرفائها.