القصائد التي توجت بالمراكز الأولى في شاعر الخليل بجامعة نزوى
عِتاب النوتكية -
المركز الأول
خَـوف !
••••••
هُنـا
يـا أنـا
كانَ لي موطِـنٌ
ونايٌ حزينٌ وحلمٌ...شُجُونْ
وزَهرٌ نَما فِي أصِيْصِ
الأمَـاني
بكى حرقةً مِنْ حِصارِ السّجِونْ
وشَمعٌ إذا مَا أضَاءَ الظّلامَ
تَدَاعـى بإطفائهِ الآخرونْ
و(قَافٌ)
أرادَ فِراقَ الحُرُوفِ
فصَاحتْ به:
(إنّنا قَاعِدونْ)
فَلمْ يَكْتَرِثْ
إذْ بَنَى مَوطِنًــا
مِن الشِّعرِ يسْكُنُهُ اليائِسُونْ
وفِي شُرفَةِ العُمْرِ غَنّى الغِيابُ
موَاويلَ هَجْرٍ مَلِيءَ الضّغُــونْ
بُيُوتٌ
تَئِـنُّ عَـلى سَاكِنِيهَا
شَوارِعُ تَرْكُلُ
مَنْ يَعْبُــرُوْنْ
غُيُومٌ
تَعَرّتْ لِتُطْعِمَ يومًا
جِياعًا على ظِلّهَا يَجْلِسُونْ
أعُودُ إلى وَطَنِـي يَا أنا
فَهَلْ يُنْكِـرُ الأهْــلُ
مَنْ يُنْشِــؤونْ !
أمُـرّ عَلـى سُوْرِ جِيْرَانِنَا
فَيَذْكُرُنِـي السُّـــورُ
لا الْـقَـاطِـنُــونْ
وَقَفْـتُ عَـلى طَلَـلِ
الـذّكْـرَيَــاتِ
فَيَهْمُـسُ لِــي:
إنّهُـم رَاحِـلــونْ
هُنَـاكَ
إلى حَيْثُ تَبْكِـي
المَــدائـِنُ مِنْ دَمْعِهَا
يَشْربُ الظّامِئـونْ
أَلَسْـنَـا
جَمِيـعًا مَنَافِيَ حُزْنٍ
وفي أرْضِنَا
يَعْبـر التـائهُـونْ
أيَا صَمْتُ
إنّ الضَجِيْجَ سَيَدْنُو
وسُكّـانُ قَلْبِيَ
لا يَصْرُخُونْ
غدًا سَوْفَ تأتِي
سِنينٌ
عِجَـافٌ
ولنْ يَجِدَ النّاسُ ما يأكُلونْ
غَدًا
سَوْفَ نُحْصِي
جَمِيْعًا خُطَانَا
ويأتِي عَلـى إثْرِهَا الغَائبونْ
أنا خَائفٌ يَا بَقَايَا بِلادي
أخَافُ عَلَيّ
عَلَى مَنْ أكُـونْ !
حمود بن سالم السعدي -
المركز الثاني -
استدارةُ الفراغِ
علَى ذلكَ المَنْفى..
أُؤثّثُ ليْ مَنْفَى
أغيبُ وحيـدًا.. مُوْقِنا
أنّ لا مَرْفا !
أغيبُ وقلبي..
مطمئنٌّ لعودتي
لأنّ غيابيْ
عودةٌ.. لو بدا صَرْفا
ڪتابٌ أنا..
حينَ استفاقتْ سطورُهُ
تلَقّاهُ إنسانٌ،
يَدٌ لم تكنْ رفّا
أقلّب طَرفيْ
في الجهاتِ..
ولا مَدًى
يعودُ إلى قلبي
ويصطاد لي.. الطرْفَ
كأنّي
على هذي الحياةِ..
مدينةٌ
بلا بشرٍ..
والبرْدُ يغتالُها صَيفا !
كأنّي سماءٌ..
ترتديْ نصْفَ غيمةٍ
ليعبرَ
ضوءٌ ما..
على غفلةٍ طَيفا
أفتّش عن شعْرٍ
من الورْدِ حرفُه
لأشتمّني
حَرْفًا..
وأعتادَني حَرْفَا
أَنا ذلكَ المصلوبُ
في جذعِ نخلةٍ
ولم يَسْألِ الغيّابُ
لو مرّةً.. كَيْفَ ؟!
وذاكرةٌ
سافرتُ فِيها
لمدةٍ..
وليتَ بها عطْرًا، وعكّازةً،
سَعْفا !!
بعيدًا
يُغطّيني الضّبابُ..
وكلّما اقتربتُ
قليلا من دمِي
أشعل.. الخوفَ
أصلّي مِرارًا
لستُ أدري..
وإنّني
على رغْم هذا !!
أرفعُ الكفَّ، والكفَّ
بَياضٌ، ودمعٌ،
كلُّ ما كانَ دعوةً
يجرّدني مني،
ولا يبْلغُ.. السّقْفَ
إلَى أنْ يمرَّ الماءُ..
طفلٌ مشرّدٌ
وخطوتيَ الأولى
ستمتدّ بيْ.. خَلْفا
القصيدة الفائزة بالمركز الثالث
سلطان بن سالم الراشدي
«ما وراءَ الطينِ»
طينٌ من الجنة المفقودةِ انبَجَسَا *
* أمثلُكَ الطينُ أم مثلُ الذي عَبَسَا؟
يظلُّكَ الموتُ.. لم تخلقْ لثانِيةٍ *
* وحولكَ الحبلُ لا روحًا ولا نَفَسَا
شاطرتَ بينَ الرزَايَا «جثَّةً هَمَدتْ»
هل شاطرَتْكَ ليالِي القبرِ والغَلَسَا؟
مذ أن خُلقتَ من الماءِ المهينِ أسىً *
* تَرَاكَ وَحدَكَ فِي مجْموعَةِ البُؤَسَا
رأيتَ نفسَك، رسمًا لا فؤادَ به *
* ارمِ الفؤاد لعلَّ الرسمَ ما اندَرَسَا
يُقالُ حينَ يُبلُّ الطينُ «معضلةٌ»*
* وماءُ خلقكَ بَلَّ الطينَ ثمَّ قَسَى
وسرتَ في الأرضِ لا تحتاجُ بوصَلةً *
* لأنك التيهُ.. مخلوقٌ له يَبَسَا
أنستكَ تفاحةٌ.. مَا الخلدُ؟ فانطفأتْ *
* فكيفُ تُشعلُ من غيٍّ بكَ انطمَسَا
قَبِّل ثرَىً كنتَهُ.. مَا كُنتَهُ عَبَثًا *
* لولاه ما كنتَ حتَّى جثةً وأَسَى
وعدْ إلى الله.. روحُ القدْسِ تنظرُ أن *
* تخالط الطهرَ حتى تفتحَ القُدُسَا
ما كنتَ غيرَ ظلامٍ بَثَّ أوَّلُهُ *
* جسرًا من الذنْبِ يُصلِي العابِرَ الوَجَسَا
وصرتَ في النّورِ.. نحوَ اللهِ مقتربًا *
* أشعِلْ من القربِ طينًا يَنتهِي قَب
القصيدة الفائزة بالمركز الرابع
تَوْبَةٌ!
صالح بن ناصر المعمري
أَنَا الغَرِيقُ وَطْوِقِي عَفْوُ مَوَلايَا
يَا قَارِبَ التَّوْبِ خُذْ بَثِّي وَشَكْوايَا
فِي لُجَّةِ البَحْرِ أَنَفَاسِي تُقَاتِلُني
و َزَوْرَقُ النُّورِ -آهٍ- ضَلَّ مَرْسَايَا
والهَمُّ طِفْلٌ أنَا كالطّّيْرِ في يَدِهِ
لا الرِّيشَ أَبْقَى وَلا التَّحْلِيق سَلْوَايا
حَتَّى دُرُوبي مَتَاهَاتٌ بِلا أَمَدٍ
كَيْفَ الخَلاصُ وَفِي الآثَامِ مَنْفَايَا
تَبَعْثَرَتْ زَهَرَاتٌ كُنْتُ أَحْمِلُهَا
عَلَى طَرِيقِ الهَوَى دِيسَتْ وَإيَّايَا
ظَمْآنُ، مَاليَ نَبْعٌ غَيْرَ أَوْرِدةٍ
قُرْآنُ رَبِّيَ رَوَّاهَا لِمَحْيَايَا
كَمْ عَقْرَبٍ، سَاعَةُ العِصْيَانِ سَاحَتُهَا
وَسُمُّهُا فِي الحَشَا، يَا بِئْسَ مَحْوَايَا
تِجَارَتِي خَسِرَتْ يَا لَيْتَها أَخَذَتْ
مِنْ سُورَةِ الصَّفِ دَرْسًا فِيهِ مَنْجَايَا
وَالذَّنْبُ صَقْرٌ أَتَى قَلْبِي وَطَار بِهِ
إِمَّا لِأَكْلِيَ أَوْ فِي التِّيهِ مَهْوايَا
رَبَّاهُ رُغْمَ حَيَاةٍ أُشْرِبَتْ كَدَرًا
نَادَيْتَ مُذْنِبَها: «عَبْدِي» فَبُشْرَايَا
رَبَّاهُ رُغْمَ كُؤُوسٍ مَاؤُهُا عَكِرٌ
أَبْدَلْتَهَا بِكُؤُوسِ الذِّكْرِ، سُقْيَايَا
رَبَّاهُ رُغْمَ رِيَاضٍ أَقْفْرَتْ فَلَهَا
مِنْ رِحْمَةِ اللهِ غَيْثٌ، يَا لِمَجْرَايَا!
رَبَّاهُ رُغْمَ عُيُونٍ بِالحَرَامِ بَدَتْ
عَمْيَاءَ، قَدْ أَبْصَرَتْ مُذْ أَوْبِهَا الآيَا
رُحْمَاكَ رَبَّيَ أَطْفِئْ جَمْرَ مَعْصِيَتِي
بِمَاءِ حِلْمِكَ، كُنْ يُمْنَايَ، يُسْرَايَا؟
وَكُنْ بأُذْنِيَ إِنْ أَصْغَتْ وَكُنْ بَصَرِي
وَكُنْ بِلُطْفِكَ رِجْلِي، هَذِي نَجْوايَا
القصيدة الفائزة بالمركز الرابع مكرر
لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْب
عاصم عبدالله الكمالي
حتّامَ قَلْبِيَ عِنْدَ قَلْبِكَ يَضْعُفُ
حَتَّامَ إِنْ َقاَبلْتَهُ يَتَوَقَفُ
تَأْتِيهِ سَكْتَتُهُ ويَنْسَى نَبْضَهُ
وَيَمُوتُ حِيناً ثُمَّ يَحْيَا يَلْهَفُ
لا يَرْتَضِي إلَّاكَ حتّى لَو يَرى
مِنْكَ الجَفَاءَ يَزيدُ حُبَّاً يَأْلَفُ
فَكَأَنَّهُ قَمَرٌ وَأَنْتَ كَشَمْسِهِ
مِنْكَ اسْتَمَدَّ النورَ دونَكَ يُخْسَفُ
فَتَرَاهُ لا يَرْضَى عَلَيكَ صَغِيرةً
وَيَئِنُ مِنْ فَرْطِ الجُنونِ ويُسْرِفُ
وأخَالُهُ يمْضي إِلَيْكَ وَيَرْتَجي
مِنْكَ الوِصَالَ وأَنْتَ صَلدٌ مُصْرِفُ
حتى سَلَبْتَ العَينَ طَرْفَةَ جَفْنِِها
فإذَا رَأَتْكَ، تَيَبَسَتْ لا تَطْرُفُ
وإذا صَدَدْتَ تَفَجَّرَتْ صَرَخَاتُها
إنَّ العُيونَ إذا حَكَتْ لا تَرْأَفُ
حتى فَطِنْتُ بِأَنَّ حُبَّكَ كِذْبَةٌ
وحَوَى مِنَ الإنكارِ مَا لا يُوصفُ
أَهْدَيْتَنِي في يَوْمِ قَيْضٍ مِعْطَفاً
وَسَألْتَني أَيَلِيقُ فيكَ المِعْطَفُ
فالآنَ أَفْهَمُ ما أَرَدْتَّ رَمَيتَني
وَتَرَكْتَني في يَوْمِ صَيْفٍ أَرْجُفُ
فِيكَ الفُصُولُ تَشابَهَتْ زَفَرَاتُهَا
حتى الرَّبيعُ لَديْكَ هَاجَ وَيَعْصِفُ
أَنَا كُنْتُ عُصْفُوُراً بِكَفِّكَ مرةً
وَنَتَفْتَ رِيشي قُلْ فَكَيْف أُرَفْرِِفُ
تِلْكَ الرِّوَايَةُ لا أَزَالُ أُعِيدُهَا
وأُغَيِّرُ اللّحَظَاتِِ فيها أُحرِّفُ
وَأَحِنُّ لِلوَرَقِ القَدِيمِ وَدَفْتَرٍ
في طَيِّهِ قَلمِي يَتُوبُ وَيَأْسَفُ
عَنْوَنْتُهُ ذِِِكْرَى لِعِشْقٍ مَيِّتٍ
وَكَتَبْتُ مَا أيْقَنْتُ فيهِ وَأعْرِفُ
رُقْيا لِكُلِّ النَّاسِ رُقيا للَّذي
فَقَدَ المحَبَّةَ دُونَ عُودٍ يعزفُ
بَلِّغْ فُؤادَكَ طَالمَا هو مدنَفُ
رَبُّ الفُؤَادِ على الفُؤَادِ سَيَلْطُفُ
فالله قَدْ ضَرَبَ المِثَالَ بِذَرَّةٍ
مِنْ خَرْدَلٍ وَسَطَ المَجَرَّةِ تَدْلِفُ
يأتي بها الرَّحْمَنُ أَيْنَ تَمَوْضَعَتْ
قُلْ لَي أَلا يَدْري وَقَلْبُكَ يَنْزِفُ