روضة الصائم

حمد الجساسي : كنا نعرف ثبوت رؤية هلال رمضان بسماع صوت المدفع

29 مارس 2023
ذكريات الشهر الفضيل
29 مارس 2023

كان الناس يعرفون وقت السحور عن طريق النجوم -

تتنوع طرق معرفة الأوقات في شهر رمضان من منطقة إلى أخرى، فنجد من الأهالي من يعتمد على الحسابات الفلكية ومعرفة النجوم وذلك لمعرفة الأوقات في الليل، في حين نجد البعض يعتمد على طرق أخرى مثل صياح الديكة، وغيرها من الطرق التقليدية في معرفة الأوقات، كل هذه المعلومات وغيرها من الذكريات نستطيع معرفتها من خلال الحوار مع كبار السن الذين عايشوا تلك الأحداث، وقد كان لاستراحة الصائم وقفة بولاية عبري والتقينا مع حمد بن مبارك الجساسي وذلك لمعرفة ذكرياته مع شهر رمضان المبارك وكيف كان الناس في السابق يتحرون رؤية هلال شهر رمضان وكيفية قضاء أيام وليالي رمضان في العصور السابقة وأنواع الوجبات الرمضانية التي كانت تتوفر لديهم وأهم الأعمال التي كان الأهالي يقومون بها خلال أيام شهر الرحمة بالإضافة إلى معرفة بعض المواقف الصعبة التي مر بها خلال شهر رمضان ومدى توفر الساعات لمعرفة أوقات الإفطار والسحور ومعرفة المظاهر الاجتماعية التي كان الناس يمارسونها في السابق.

كيفية تحري الهلال

يحدثنا الجساسي عن تحري الهلال فيقول: كنا نتحرى رؤية شهر رمضان في السابق عن طريق بعض كبار السن الذين يمتازون بالورع والتقوى وحدة البصر ويقومون بتحري الرؤية خارج مدينة عبري في مكان مرتفع نوعا ما ومعهم بعض من عسكر الوالي، وإذا شاهدوا هلال شهر رمضان يقومون بإبلاغ الأهالي. ويضيف قائلا: لقد كان هناك مدفع موجود خارج مركز مدينة عبري وذلك بالقرب من دوار سوق عبري القديم حاليا وبالقرب من سوق الخضار والفواكه في الوقت الحالي وخلال فترة السبعينيات تم نقل المدفع إلى حصن عبري وعند رؤية هلال شهر رمضان أو هلال شهر شوال، يقوم عسكر الوالي في السابق بإطلاق أعيرة نارية من فوهة المدفع لإبلاغ الأهالي بثبوت رؤية هلال شهر رمضان المبارك أو ثبوت رؤية هلال شهر شوال، وبعد سماع صوت المدفع يقوم الأهالي بتهنئة بعضهم البعض بحلول شهر البركات والخيرات.

الوجبات الرمضانية

وعن الوجبات الرمضانية التي يأكلونها وقت الإفطار والسحور يقول: لقد كان الناس في السابق يتناولون عند الإفطار التمر واللبن والخبز العماني ووجبة الثريد والهريس، بينما يأكلون عند السحور بعضا من الوجبات الخفيفة والبعض منهم كان يتوفر لديه العيش «الرز» ويتناولونه مع اللحم أو الدجاج المحلي أو السمك، وكان الناس في السابق يعدون الطعام عن طريق إشعال الحطب، فلم يكن يتوفر غاز وإنما كانت حياة الناس بسيطة جدا. ويضيف قائلا: سابقا كنا خلال نهار شهر رمضان نعمل في المزرعة ونقوم بأعمال بسيطة كحراثة الأرض وسقي المزروعات وأشجار النخيل وبعض الأحيان كنا نذهب إلى سوق عبري القديم لشراء بعض المستلزمات للبيت كالقمح والبقوليات مثل «اللوبيا». ويتابع قائلا: وقد جاء شهر رمضان في فترة من الفترات خلال فصل الصيف وكان الجو شديد الحرارة والشخص الذي يصوم رمضان يحس بالعطش الشديد وذلك بسبب عدم وجود الكهرباء وكان الناس يستعملون «المشاب» وهي أداة يدوية لتحريك الهواء، وذلك للتخفيف من حرارة الجو، والبعض كان يتبرد عن طريق تبليل لحاف بماء ويلتحفون به وقت الظهيرة وذلك للتخفيف من حرارة الجو.

استخدام الأواني الفخارية

وعن أول رمضان صامه يقول: أول رمضان صمته كان في فصل الصيف وكان شديد الحرارة وكنت عند وقت الإفطار أشرب كثيرا من الماء، وكان الناس في السابق يحصلون على المياه عن طريق الأفلاج كفلج المبعوث والمفجور والآبار الارتوازية، وتجلب المياه من الآبار عن طريق الدلو الذي يعلق بحبل وكانت النساء تجلب المياه عن طريق الأواني وتسمى «الهاندوة» والجحلة ولم تكن تتوفر المياه الباردة وذلك بسبب عدم وجود الكهرباء وإنما كان الناس يستخدمون الأواني الفخارية كالجحلة لتبريد المياه. وعن مدى توفر الساعات لمعرفة أوقات الإفطار والسحور يقول: في القديم كانت لا توجد ساعات عند الناس، بل كان الكثير منهم لا يعرفون الساعات، وكانوا يعرفون وقت الإفطار عن طريق مؤذن مسجد حصن عبري الذي كان يؤذن فيه شخص يسمى زيد، وكان «يطلع» فوق سطح الحصن وكان صوته عاليا ويسمع من مكان بعيد، وبالنسبة لوقت السحور كان الناس يعرفون وقت السحور عن طريق النجوم.

التجمع في بيوت الجيران

وبين الجساسي أن: «من أهم المظاهر الاجتماعية خلال شهر رمضان في السابق كان اجتماع الناس في بيوت الجيران لتناول القهوة وبعض الوجبات الخفيفة ويستمعون لأخبار بعضهم البعض وفي بلدة الجبية بولاية عبري التي أقطن بها ما زال الأهالي يجتمعون في بيوت الجيران لتناول القهوة خلال شهر رمضان المبارك. وعن كيفية حصولهم على ملابس العيد في السابق يقول: كان الناس في السابق يحصلون على ملابس العيد من خلال شرائهم للأقمشة من سوق عبري القديم ويقوم بخياطتها عمانيون في سوق عبري وبالنسبة للنساء كانت تخيط ملابسها بنفسها عن طريق الخيط والإبرة. ويختتم الجساسي حديثة قائلا: إن من مظاهر الاحتفال بالعيد في السابق بولاية عبري أن الأهالي بعد صلاة الفجر يذهبون لأداء صلاة العيد بمصلى العيد وبعد الصلاة كانت تقام الفنون الشعبية التقليدية كفن الرزحة وذلك للدلالة على فرحة وابتهاج الأهالي بالعيد السعيد وكذلك كان يقام ركض عرضة الخيل وبالنسبة للأطفال فإنهم يذهبون لساحة العيود لشراء الحلويات المصنوعة بأيد عمانية كالقشاط.