يوم وطني يرسم مستقبل عُمان
هذا يوم وطني، بامتياز، في تاريخ عُمان الحديث؛ ليس لأن العمانيين يمارسون فيه حقهم الديمقراطي لانتخاب 90 عضوا يمثلونهم في مجلس الشورى، فقط، فهذا متحقق منذ ثلاثة عقود مضت.. بل الأمر له علاقة بالمستوى الذي وصل له الوعي بفكرة الشورى وأهمية اختيار المرشح الكفء الذي يستطيع أن يحدث التغيير المنتظر في مرحلة مهمة من مراحل عمان الحديثة. وشهدت سلطنة عمان خلال السنوات الثلاث الماضية حركة تغيير كبيرة متواكبة مع خطة التنمية في البلاد "عمان 2040" حيث عاشت البلاد نقلات نوعية في مختلف المجالات، وهذه النقلات وما يصاحبها من حركة إصلاح كبرى في البلاد تحتاج إلى مجلس قوي يواكب كل الطموحات التي تسعى سلطنة عمان لتحقيقها كما يواكب ويعي حقيقة التحولات الكبرى التي تحدث في الإقليم وفي العالم.
ولذلك ليس غريبا أن ينظر إلى هذه الانتخابات اليوم باعتبارها عند ذروة الأهمية وعلى كل المستويات السياسية والتنموية والاقتصادية.. وهي قبل ذلك وبعده تمثل مرحلة من مراحل العمل الديمقراطي في سلطنة عمان.
وإذا كانت هذه أهمية الانتخابات من الناحية العملية لمجلس شورى قوي فإن الدولة التي تدعم مجلس الشورى وتريده قويا وشريكا في صناعة المستقبل وفرت كل الإمكانيات لنجاح العملية الانتخابية وعملت عبر وسائل الإعلام لبناء وعي متقدم لاختيار الأعضاء الأكفاء كما طورت آليات الانتخاب وسهلتها حيث عملت على تنظيم انتخابات إلكترونية بنسبة 100% يستطيع الناخب في أي مكان وفي أي وقت خلال الساعات المعتمدة للانتخاب الدخول عبر تطبيق الانتخابات واختيار ممثله في مجلس الشورى دون أي عناء للخروج من منزله أو التحرك من المكان الذي هو فيه، وفي سرية تامة وبشفافية عالية.
وينتظر أن تشهد الانتخابات اليوم نسبة إقبال كبيرة من قبل جميع فئات المجتمع.. ورغم عدم وجود مؤشرات قياس علمية إلا أن قراءة الشأن المجتمعي تشير إلا أن نسبة الإقبال ستفوق نسبة الإقبال على الانتخابات البلدية التي أجريت بالطريقة نفسها العام الماضي نظرا لأهمية انتخابات مجلس الشورى وترسيخ قدمها في المجتمع فهي سابقة بعقدين من الزمن لانتخابات المجالس البلدية.
وفي نهاية هذا اليوم سيكون العمانيون قد انتخبوا 90 عضوا يمثلونهم في مجلس الشورى للسنوات الأربع القادمة، وهي سنوات حافلة بالعمل وحافلة بالقوانين الجديدة ولمسارات العمل التنموية في سلطنة عمان.
لهذه الأسباب وغيرها الكثير فإن انتخابات اليوم هي عرس وطني يحتفي فيه العمانيون بالديمقراطية ويرسمون خطا جديدا على صخور عُمان الصلدة من منخزاتهم لبناء هذا البلد ومستقبله المزدهر.