وردة حب من أجل تضحية الأمهات
يحتفل العالم اليوم بمناسبة «يوم الأم»، وهي مناسبة رمزية لتكريمها والاحتفاء بها، وإلا فإن الأصل أن يُحتفى بالأم في كل لحظة، ولكنها مناسبة يستذكر فيها الناس تضحيات الأمهات علينا جميعا، ودورهن في بناء الأجيال، وهي تضحيات جليلة لا يمكن أن تحصى وفضل لا يمكن أن يُتجاوز أو ينسى. وكما كرّم الإسلام المرأة ووضعها في موضع مساوٍ للرجل فإنه خصّ الأم بالتكريم وهناك نصوص قرآنية وأحاديث نبوية تحتفي بالأمهات وتضعهن في المكانة العالية التي تليق بهنّ، وتوصي بهن خيرا بل وتعتبر الإحسان لهن جزءا أساسيا من كمال الإيمان.
وفي هذه المناسبة يجدر بنا أن نتوقف قليلا للتفكير في حجم التأثير الكبير للأمهات في حياتنا، سواء عندما كنّا صغارا أو كبارا أو حتى مسنين.. كانت الأمهات مصدرا دائما للدعم والإلهام في حياة الأبناء أو على حياة المجتمعات والدول، إنهن وراء كل الأشياء الجميلة التي تحدث في هذا العالم. وفي هذه المناسبة لا بد من الاعتراف أن الأمهات هنّ الركن الأقوى التي تقوم عليه المجتمعات القوية، وهن المصدر الأهم في منظومة بناء الأجيال خاصة في الجوانب الأخلاق.. ولا بأس هنا من الاستشهاد بقول الشاعر العربي الذي يقول: «الأم مدرسة إذا أعددتها،، أعددت شعبا طيب الأعراق»، إنها بحق منظومة متكاملة وهبها الله سبحانه وتعالى قدرات كبيرة وقدرة تحمل ليس من السهل أن تتوفر في غيرها.
وبعبارة أخرى، يمكن القول إن الأمهات لعبن دائما، دورا مهما في تشكيل العالم من حولنا، وناضلن كثيرا من أجل أسرهن ومن أجل الدفاع عن الكثير من القضايا العادلة في هذا العالم الواسع وكان لهن دور كبير خلال جائحة فيروس كورونا خلال الأعوام الثلاثة الماضية ولا يمكن أن ننسى تلك المواقف التي لعبت فيها الأمهات دورا حاسما في تجاوز محنة الجائحة.. ولذلك ليس من المبالغة القول إنهن يصنعن التاريخ.
إنها مناسبة جليلة أن نحتفي فيها بالأمهات ونشكرهن على كل ما قمن به على الدوام، ونحتفي بكل الأمهات اللاتي يعملن بلا كلل أو ملل من أجل بناء مجتمعات قوية ومتماسكة ومن أجل أن تكون أسرهن مكانا أفضل للحياة.. دعونا نتضاءل كثيرا أمام ذلك النور المنبعث من وجوههن والقادر على إضاءة كل دياجي هذا الكون الكبير.