مياه البحر «العذبة» تصل إلى عبري
قبل سنوات كان من النكتة الحديث عن وصول البحر إلى ولاية عبري! لكنّ الأمر لم يعد كذلك إطلاقا، فقد وصل ماء البحر إلى عبري فعلا وبكمية ضخ عالية تصل في اليوم إلى حوالي 144 ألف متر مكعب. ويقطع الماء الخارج من بحر عُمان طريقه عبر أنابيب خاصة إلى أن يصل إلى قلب الظاهرة ولاية عبري عند تخوم الربع الخالي قاطعا مسافة تصل إلى 230 كم عبر سلسلة جبال الحجر الضخمة.. إنها خطوط التنمية وشرايينها حيث لا حياة دون ماء ولا مشاريع دونه أبدا.
وأقيم اليوم في عبري احتفال بتشغيل نظام نقل المياه من صحار إلى عبري، من محطة تحلية المياه في ولاية صحار إلى بيوت محافظة الظاهرة في أحد أحدث مشاريع التنمية في سلطنة عمان. ومدينة عبري التي تقع على تخوم الربع الخالي مدينة جافة في العقود الأخيرة نظرا لتزايد احتياجاتها من الماء وتأثرها مثل بقية محافظات سلطنة عمان والمنطقة بالتغيرات المناخية وما سببته من جفاف في منطقة معروفة بالأساس بجفافها الشديد.
وبلغت تكلفة المشروع 150 مليون ريال عماني وهو أحد مشاريع الأمن المائي في سلطنة عمان وأحد الحلول المتاحة للتعامل مع الجفاف الشديد التي تعاني منه المنطقة.
لكن لا يمكن أن ننظر إلى مشروع مثل هذا على أنه مشروع عادي يمكن أن يضاف إلى قائمة المشاريع الكثيرة التي أنجزت في سلطنة عُمان أو في طريقها للإنجاز ضمن خطط التنمية إنه مشروع يعادل الحياة، فلا يمكن أن نتصور حياة في أي منطقة بمعزل عن المياه. ووصول شرايين هذا المشروع إلى محافظة الظاهرة، وأيضا، إلى محافظة البريمي في وقت قريب من شأنه أن يفتح آفاق مختلفة إضافة إلى آفاق حياة الناس والتي هي المقصد الأساسي، مثل الآفاق الاستثمارية وكذلك توطين السكان في الكثير من المناطق التي تعاني من شح الماء وانعدامه في الكثير من الأوقات.
ولذلك من حق أهالي محافظة الظاهرة أن يحتفوا كثيرا بهذا المشروع الذي أوصل البحر «العذب» إلى عتبات منازلهم التي تورق فيها الحياة كما تورق مشاريع النهضة العمانية المتجددة.