معرض الكتاب.. وصناعة الحالة الثقافية
معارض الكتب رغم أنها حالة اقتصادية «بيع وشراء» إلا أنها أيضا، وهذا هو المهم، حالة ثقافية تكشف عن توق أي مجتمع نحو المعرفة والعلم. حيث إن اقتناء الكتاب يبدأ حالة اقتصادية ولكنه بعد ذلك يتحول إلى حالة ثقافية وفكرية «قراءة ونقاشا»، أضف إلى ذلك أن الفعاليات الثقافية الكثيرة التي يشهدها المعرض توجد حالة من السجال المعرفي المهم جدا.
ومعرض مسقط الدولي للكتاب الذي انطلقت اليوم نسخته الـ 27 من بين أكثر المعارض العربية من حيث القوة الشرائية الفردية، وهذا أحد أهم المؤشرات التي تؤكد ان المجتمع العماني مجتمع قارئ، ومهتم جدا باقتناء الكتاب الحديث، ما يعني بالضرورة أن المعرض قادر على صناعة حالة معرفية في المجتمع العماني تنعكس إيجابا في بناء الأفراد وبالتالي بناء الأسرة والمجتمع والوعي الجمعي.
ورغم أن كل الدراسات والاستطلاعات التي تشير إلى أن التوجهات القرائية في العالم أجمع تتحول تحولًا متسارعًا من الورقي إلى الإلكتروني إلا أن الأعداد الكبيرة التي تحضر معارض الكتب، في عُمان وفي غيرها من الدول العربية والعالمية، تشير إلى أن نصيب الكتاب الورقي ما زال عاليا، كما أنها تشير، بالضرورة، إلى أن القراءة في حد ذاتها ما زالت بخير، فإذا كانت هذه أعداد قرّاء الكتاب الورقي فما عدد قرّاء الكتاب الإلكتروني؟
الخبر الجيد الذي أعلنه المنظمون أن المعرض هذا العام سيستخدم الذكاء الاصطناعي لقراءة الكثير من التفاصيل حول المعرض، مثل أكثر دور النشر التي تشهد إقبالا من زوار المعرض؛ لمعرفة نوعية الكتب التي يفضلها القراء في سلطنة عمان، أيضا التفاصيل الجندرية «ذكورا وإناثا» وكذلك الفئات العمرية، إضافة إلى الإحصائيات الدقيقة لعدد الزوار وأوقات الذروة.
هذه البيانات عندما تكون دقيقة يمكن أن تبنى عليها الكثير من الدراسات وخاصة عندما نعلم أي أنواع الكتب تلقى رواجا، كما أن معرفة أكثر الفئات العمرية زيارة للمعرض قد تكشف عن حقيقة من يتهم فئة الشباب أنها لا تقرأ! وغير ذلك من البيانات المرتبطة بالكتب والقراءة.