«معا نتقدم».. معا نبني مستقبل عُمان
يبدو واضحا في سلطنة عمان اليوم الاهتمام الكبير بتعدد الأصوات، وتعدد الرؤى، وبالتواصل المباشر مع المواطنين لسماع آرائهم حول مسارات المستقبل، وليس أدل على ذلك من أن رؤية عمان 2040 تم إعدادها بمشاركة شعبية واسعة، حيث كان مشروع الرؤية يمر على مختلف محافظات سلطنة عمان، ثم بعد ذلك دار حولها نقاشات في مختلف القطاعات. ويستمر النهج الآن بعد أن بدأ العمل في الرؤية منذ عام2021. وأكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- في أكثر من مناسبة ضرورة التواصل مع الشباب والاستماع لهم.
وفي هذا السياق الذي يوليه جلالة السلطان المعظم أهمية وعناية ينطلق غداً ملتقى «معا نتقدم» والذي تنظمه الأمانة العامة لمجلس الوزراء ويرعاه صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب ويهدف إلى بناء منصة تستعرض الحكومة عبرها سياساتها وأولوياتها عبر المحاور الأساسية التي يقوم عليها البناء الوطني الآن ومناقشة الشباب العماني حول تلك المحاور والاستماع لهم ولمقترحاتهم.
وهذا النهج التشاركي أحد المناهج التي يقوم عليها بناء مشروعات المستقبل على اعتبار أن المستقبل ملك للجميع ويستحق أن يسمع حول مساراته الكثير من الآراء حتى يشعر الجميع أنه طرف في بنائه وطرف في حمايته.
على أن الملتقى الذي ينطلق صباح الغد يعتبر مسارا من بين مسارات أخرى تنشد بناء أصوات مختلفة وتنقد بشكل مسؤول ومهني ما تحقق أو ما هو قيد التحقق من خطط ومشاريع.. ومن بين تلك المسارات التي تتميز بفكرة الديمومة والاستمرار مسار الكتابات الصحفية التي تتيح تعدد الأصوات ومناقشة الأفكار ونقدها، وهذا المسار منبر لا يجب أن يتوقف أبدا.
ويناقش الشباب اليوم العديد من المحاور التي سيتحدث فيها مجموعة من الوزراء سواء ما يتعلق بآليات تنفيذ رؤية عمان 2040 وآليات متابعة ما تنفذ منها أو حول الإجراءات المالية التي تتخذها الحكومة وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك موضوع سوق العمل والآليات التي تتعامل بها الحكومة في هذا الجانب على اعتبار أن هذا الموضوع من بين المواضيع الأكثر أهمية في سياق المشهد العماني وتلقى الكثير من النقاش من قبل الشباب العماني في مختلف وسائل النقاش المتاحة.
هذا الملتقى وما شابهه من ملتقيات أو مساحات لسماع رأي الشباب العماني، تتسم بالأهمية الكبرى على الكثير من المستويات ليس آخرها بناء شعور جمعي أن الإجراءات التي تتخذ حول القضايا الداخلية إنما هي نتيجة نقاشات موسعة ونتيجة حوارات وتدارس الكثير من المعطيات والتحديات التي قد تصاحبها وليست آراء أو قرارات تتسم بالفردية. وفي الختام فإن التقدم يتحقق بمشاركة الجميع بآرائهم ومقترحاتهم وأفكارهم في سبيل بناء مستقبل أفضل.